رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثلاثة آراء موجزة للمواطن «ج»

جريدة الدستور

أنا المواطن «ج» من جمهورية الميدان.
أعترف أمام حضراتكم أننى احترتُ فى أمر هذه الدماء التى تكسو كل شىء حولى.. المبانى، السيارات، الشوارع، الناس، وحتى الأطفال الصغار. وأنا الآن وبتفكيرى البسيط استطعتُ أن أتوصل إلى ثلاثة آراء وصلاة؛ لكى أمحو هذه الدماء.
الأول- أن كل شىء يسير على وتيرة العادى والمألوف فى الكون، ولا حاجة للم شمل كل من فارق الميدان.
والرأى الثانى- أن يتم جمع الأخوة المتشاكسين المتشاركين فى كل أنحاء الميدان من جهات الوطن الغائم خلف الأحداث.
والرأى الثالث- أن أجلس وحدى على رصيف عالٍ محدقًا فى كل هذه الدماء المتفرقة الحمراء وشديدة الحمرة والسوداء وشديدة السواد التى تلون معطفى وقميصى، بل تسللت من بنطالى إلى ثيابى الداخلية، فصرت أخاف من لونها، وأتوجع، وأشمئز، وأقىءُ أنا الآخر دمًا برتوش سريالية. والأغرب أن كل الدماء التى روت الميدان، لم تكن تُماثل دم روحى الذى انسال فى الشوارع والحوارى والطرقات، وصار أنهارًا بجوار النهر الحزين، بل بحرًا أعظم لم ينجُ ابن نوح منه.
وأخذت تتقاذفنى الأهواء، وأنا أتلو داخلى آيات مقدسة وبعض الأشعار الحداثية، وأنا أراجع بعقلى كل الآراء، لا يغلب عندى رأى على الآخر، وما زالت الدماء تفيض بأنهارها، ويجثو أمامها الميدان.