رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس جامعة الفيوم: فصل جميع الأساتذة ‏المنتمين لـ"الإخوان" (حوار)

ندوة الدكتور خالد
ندوة الدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم تصوير نادر نبيل

نظام التعليم الجديد يخلق نوعًا من التمييز وعدم وجود إنترنت بجميع المناطق يهدد تطبيقه

مستشفيات وزارة الصحة تتقاعس عن أداء دورها وميزانية مستشفيات جامعة الفيوم لا تكفى لشراء جهاز واحد

نفذنا ١٤٩ مشروعًا واكتشفت عدم وجود مبنى لكلية الحاسبات رغم إنشائها منذ ١٤ عامًا


كشف الدكتور خالد حمزة، رئيس جامعة الفيوم، عن فصل ٨ أساتذة من الجامعة لانتمائهم لجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أنه رفض التجديد لكبار السن فى ‏المناصب الإدارية، بهدف إتاحة الفرصة للشباب.‏
وقال «حمزة»، خلال استضافته فى «الدستور»، إنه اكتشف بعد توليه المنصب عدم وجود مبنى خاص لكلية الحاسبات والمعلومات، رغم إنشائها منذ ١٤ عامًا، مشيرًا ‏إلى أنه يحتاج لإنفاق أكثر من مليار جنيه، لاستكمال الإنشاءات بـ٢٦ مشروعًا.‏


‏■ بداية.. ما الأسباب وراء الظهور الإعلامى المكثف لأنشطة جامعة الفيوم بعد طول غياب؟
‏- بعدما توليت منصب رئيس الجامعة، رفضت التجديد لكبار السن فى المناصب الإدارية، خاصة الذين تجاوزت أعمارهم ٦٠ عاما، كما رفضت التجديد لجميع مديرى العموم ممن تجاوزت ‏أعمارهم الـ٥٥، اعتمدت على من هم فى سن الـ٤٠، مع إتاحة الفرصة للشباب، والآن أصبح جميع مديرى المراكز بالجامعة يتراوح معدل أعمارهم بين٣٠ و٤٠ عامًا فقط، ما جعل النشاط يدب فى ‏الجامعة وتظهر أنشطتها على الساحة الإعلامية.‏
‏■ ما الجديد الذى شهدته الجامعة منذ توليك رئاستها؟
‏- استحدثت الجامعة جميع الأنظمة الجديدة وطبقتها فى جميع الكليات، وأبرزها نظام التعليم الإلكترونى والتصحيح الإلكترونى ونظام الساعات المعتمدة، فكل هدفنا هو تقليل تدخل العنصر البشرى ‏فى نظام التعليم وتجنب التعامل المباشر بين الطالب والأستاذ. كما افتتحنا ٧ معامل وقاعات بالمبنى الرئيسى لكلية التربية، فى إطار سعى كلية التربية إلى تطوير العملية التعليمية والبنية التحتية. ‏والمعامل هى معمل مستحدثات تكنولوجيا التعليم والتعلم عن بعد، ومعمل لغات ومعمل العلوم الافتراضى ومعمل التدريس المصغر، وقاعتان للاستذكار «بنين وبنات»، وقاعة التنمية المعنية والسينما.‏
‏■ تحدث البعض عن تراجع الاستثمارات فى جامعة الفيوم.. ما حقيقة ذلك؟
‏- خلال الفترة الماضية، انتشرت شائعات عن تراجع الاستثمارات فى جامعة الفيوم، لكن ما حدث هو العكس، فاستثمارات الجامعة ارتفعت خلال الأربع سنوات الماضية بنسبة ٢٩١٪، وتمت ‏إقامة ١٤٩ مشروعًا بالجامعة بمعدل مشروع كل ثلاثة أيام.‏
كما أنفقنا مليار جنيه، خلال السنوات الثلاث الماضية، على المشروعات القائمة حاليًا، ونحتاج إلى مليار و٣٠٠ مليون جنيه لاستكمال ٢٦ مشروعًا قيد الإنشاء وجميعها مشروعات إنشائية، فعلى ‏سبيل المثال اكتشفت أن كلية الحاسبات والمعلومات التى أنشئت منذ ١٤ عامًا لا يوجد مبنى خاص بها.‏
كما أسعى حاليا لإنشاء كلية الطب البيطرى على مساحة ٤ آلاف متر مربع بارتفاع ٦ أدوار بحدود ٢٤ ألف متر مربع، بجوار عنبر الإنتاج الحيوانى بمزرعة جامعة الفيوم، ليلتحق بها الطلاب ‏مباشرة عند الموافقة على تدشينها.‏
‏■ كم تبلغ ميزانية الجامعة حاليًا؟
‏- فى عام ٢٠١٤ كانت ميزانية الجامعة ٨٧ مليون جنيه، وهى ميزانية لا تكفى أجور ومرتبات الأساتذة والعاملين، ومع تطوير الجامعة أصبحت ميزانيتها اليوم ٣٤٠ مليون جنيه.‏
‏■ ماذا عن خطة زيادة موارد الجامعة خلال الفترة المقبلة؟
‏- نعمل خلال الفترة المقبلة على تحقيق الاكتفاء الذاتى، بمعنى أن نستخدم الموارد المتوفرة كأفضل ما يكون، كما أن هناك خطة لإنشاء فرع جديد للجامعة فى منطقة الفيوم الجديدة على مساحة ‏‏١٨٥ فدانا، وهذه المساحة لم يتم استخدامها منذ ٨ سنوات، بسبب مشكلات عديدة تم حلها فى أول نوفمبر ٢٠١٧، وتمت إقامة سور لها بتكلفة ١٤ مليون جنيه.‏
وهذا الفرع الجديد سيفيد الجامعة فى إنشاء ٢٣ مشروعًا جديدًا على مدى ١٢عامًا، كما أن هناك جزءا مساحته ٣٥ فدانًا عبارة عن منطقة استثمارية نعمل على إقامتها أيضًا.‏
‏■ ما الذى يميز جامعة الفيوم عن بقية الجامعات الحكومية؟
‏- نعمل فى جامعة الفيوم على إنشاء غرفة الـ«‏clean room‏» التى لا توجد فى أى جامعة حكومية، وموجودة فقط فى جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وهى عبارة عن غرفة مثل المعامل، لكن ‏معقمة بشكل كبير، لتصنيع الأشياء الدقيقة، وجامعة الفيوم ستكون أول جامعة حكومية تنشئ هذه الغرفة.‏
‏■ أين جامعتكم من التصنيف الدولى؟
‏- عندما توليت منصب رئيس الجامعة كنت ضد اعتماد الكليات ومع اعتماد الجامعة بشكل عام، بمعنى أنه بدلا من أن تحصل ٣ كليات على الاعتماد تحصل الجامعة كلها ويكون الـ١٥ كلية معتمدة ‏بنسبة نجاح ٧٠٪، أفضل من أن يكون لدّى كليات ١٠٠٪ وكليات ٢٠٪، لكن فشلت فى ذلك.‏
واكتشفت أنه عند اعتماد ٦ كليات بالجامعة هنا يمكن للجامعة أن تدخل ضمن التصنيف الدولى، ونحن نعمل فى الفترة الحالية على اعتماد ٤ كليات جديدة بجانب كليتى الآثار والعلوم.‏
‏■ هل هناك كليات حصلت على اعتماد الجودة بعد توليك منصب رئيس الجامعة؟
‏- نعم، للمرة الأولى فى تاريخ الجامعة تحصل كليتان على اعتماد الجودة، هما كليتا الآثار والعلوم، كما أن هناك ٦ كليات أخرى مرشحة للاعتماد خلال الفترة المقبلة، وقبل وجودى فى هذا ‏المنصب لم يكن مفهوم الجودة موجودا بالجامعة، بالإضافة إلى غياب مفاهيم تنمية المواد الغذائية والاكتفاء الذاتى وكذلك القيمة المُضافة.‏
‏■ هل سنشهد انطلاق الدراسة بكليات جديدة خلال الفترة المقبلة؟
‏- نعم، خلال العام المقبل سيتم الانتهاء من كليات «الطب البيطرى والتجارة والعلاج الطبيعى»، كما أن هناك ٤ كليات هى «الأسنان والصيدلة والحقوق والتربية الرياضية»، بدأت الدراسة بها ‏خلال الفترة الماضية.‏
والجامعة تضم ٢١ كلية فقط، والهدف من إنشاء الكليات هو منع اغتراب أبناء الفيوم عن المحافظة، لذا نعمل على إنشاء الكليات التى تفيد الطالب خلال فترة الدراسة وبعدها، فمثلا لن أقوم بإنشاء ‏كلية لعلوم الفضاء أو علوم الأرض ولا المفاعلات النووية، كل هذا أعتقد أنه يمكن أن يكون برنامجا داخل قسم داخل كلية الهندسة أو العلوم.‏
‏■ تتجه الدولة لمجالات التكنولوجيا المتطورة.. هل فكرتم فى تدشين كلية تكنولوجية؟
‏- بالتأكيد تشارك جامعة الفيوم فى فكرة الكليات التكنولوجية، فهناك قطعة أرض مساحتها ٤ أفدنة قريبة من المنطقة الصناعية بالفيوم ستخصص لإنشاء كلية أو مجمع تكنولوجى عليها.‏
لكن أحب أن أؤكد أننى لن أستطيع إنشاءها بمفردى، فهى تحتاج لمستثمرين من المنطقة الصناعية، لذا عقدت الجامعة بروتوكولات تعاون مع جامعات فى ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا لإنشاء هذه ‏المشروعات، خاصة أننى عندما توليت منصب رئيس الجامعة كانت هناك ٣٤ اتفاقية مع جامعات أجنبية، منها ٣٣ اتفاقية غير مفعلة، ونعمل على تفعيلها جميعا فى الوقت الحالى.‏
‏■ ما رأيك فى نظام القبول بالجامعات بشكل عام؟
‏- نظام ممتاز، خاصة بعدما عدنا للنظام القديم فى الثانوية العامة وهى السنة الواحدة، لأن «من فات قديمه تاه». أما نظام التعليم الإلكترونى، الذى استحدثته وزارة التربية والتعليم، فلا أعلم مدى ‏تأثيره، فيمكن أن تكون للوزارة رؤية معينة، ولكن من وجهة نظرى أنه يعوق بعض الطلاب، فليس كل المناطق بمصر بها إنترنت، كما أن اختلاف الامتحان بين الطلاب يخلق نوعا من التمييز، وأنا ‏ضد نظام المقابلة الشخصية لطلاب الثانوية العامة، وضد أى شىء يتدخل به العنصر البشرى.‏
‏■ كم عدد الطلاب الذين تستقبلهم الجامعة فى العام الدراسى الجديد؟
‏- تستقبل جامعة الفيوم خلال العام الدراسى الجديد ٢٠١٨- ٢٠١٩، ٥٥٠٠ طالب، كما تفتح أبوابها للطلاب الوافدين، وتعمل دائما على زيادة أعدادهم التى وصلت فى العام الماضى لـ٤٦٠ طالبًا.‏
ويرجع قلة عدد الوافدين لدينا إلى وجود كافة الكليات التى يحتاجونها فى جامعة القاهرة، لذا فمعظمهم يفضل الدراسة والبقاء فى عاصمة مصر، ولا يلجأ للدراسة فى جامعات الأقاليم إلا إذا تم ‏رفضه فى جامعة القاهرة.‏
ونحن نعمل حاليًا على توفير مشروعات بحثية وبرامج مختلفة ومميزة لجذبهم، منها مشروعات النانو تكنولوجى و٣ برامج أخرى بكليتى الهندسة والآثار.‏
‏■ كيف تستعد الجامعة لماراثون التنسيق؟
‏- توفر الجامعة كافة المعامل «٦ معامل» والأجهزة الموجودة بها، بجانب فريق كامل مخصص لعمليات تسجيل الطلاب للتنسيق، لمساعدتهم فى إدخال رغباتهم دون خطأ. وعملية التنسيق تختلف ‏كثيرًا عن الماضى، فالآن أصبح يمكن للطالب تسجيل رغباته من المنزل على جهازه الخاص إلكترونيًا، ولكن بعضهم يخشى من الوقوع فى الخطأ أثناء عمليات التسجيل، لذا يلجأ لمعامل الجامعة، ‏لأن الخطأ لا رجوع فيه.‏
‏■ فى رأيك.. هل مكاتب التنسيق تظلم الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة؟
‏- هذا شىء خاص بلجان القطاع ولوائح المجلس الأعلى للجامعات وينفذه مكتب التنسيق، ومن وجهة نظرى أرى أنه لا أحد يظلم هؤلاء الطلاب، فاللوائح التى يضعها المجلس الأعلى للجامعات لا ‏تنظر فقط لقدرة الطالب على الدراسة، بل تنظر لمزاولة هذا الطالب عمله بعد التخرج.‏
‏■ ماذا عن أحوال مستشفيات الجامعة؟
‏- تمت زيادة المستشفيات الجامعية خلال السنوات الأخيرة لـ٤ مستشفيات بعد أن كانت مستشفى واحدًا، ولكن هناك مشكلة صحية بسبب تقاعس مستشفيات وزارة الصحة عن القيام بدورها، ما يؤدى ‏للضغط على مستشفيات الجامعة، التى تعانى من قلة عدد الأطباء مقارنة بعدد المرضى. ورغم تبرع أحد رجال الأعمال لبناء مستشفى بالجامعة، جار الآن تجهيزه، إلا أنه تم تحويل مبنى بالجامعة ‏أيضا لمستشفى.‏
ووصل عدد السرائر بمستشفيات الجامعة لـ٨٠٠ سرير، كما تتوافر عناية مركزة، ولكن ما زالت قوائم الانتظار موجودة، وتم مؤخرا توقيع بروتوكول بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة ‏الصحة، للقضاء على تلك القوائم، والربط بين جميع المستشفيات لا فرق بين مستشفى جامعى أو حكومى، ولا فرق فى ميزانيتها.‏
‏■ كم تبلغ ميزانية المستشفيات الجامعية حاليًا؟
‏- ميزانية مستشفيات جامعة الفيوم كانت ضعيفة جدا، فلم تكن تبلغ حتى ٢٥ مليون جنيه وهذا لا يكفى لشراء جهاز واحد، وتعويض الإنفاق كان يأتى عن طريق الجمعيات الخيرية وتبرعات رجال ‏الأعمال، لذا عملنا على توفير جميع الأقسام بالمستشفيات من أطفال وحضانات ومركز غسيل كلوى للأطفال والكبار، وقسم للنساء والولادة وللمخ والأعصاب، عدا قسم الأورام.‏
‏■ أخيرا.. كيف تعاملتم مع الأساتذة المنتمين لجماعة الإخوان؟
‏- تم فصل جميع أعضاء هيئة التدريس التابعين للإخوان نهائيًا، وعددهم ٨ أساتذة، كما أن أجهزة الدولة تعمل دائمًا على كشفهم ويتم استبعادهم فورًا وإبعادهم عن الطلاب.‏

ماذا تقدم الجامعة للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة؟
‏- يوجد بالجامعة مركز خاص للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، لهم مزايا كثيرة، ونحاول بقدر المستطاع دمجهم مع باقى الطلاب، حتى لا يشعروا بالتفرقة أو النقص، وهم ينقسمون ‏إلى قسمين، أولهما الطلاب المكفوفون وأغلبهم يدرس بكليتى الآداب والعلوم، ولهم مزايا كثيرة جدًا فى الكتب والمصروفات. والقسم الثانى هم الطلاب المعاقون فى القدم أو اليد أو ‏أى إعاقة أخرى، وهؤلاء يشتركون فى أنشطة مختلفة وعديدة داخل الجامعة وخارجها.‏