رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أفعال يوسف والى.. وعز الدين أبوستيت


استبشرت خيرًا بتولى الدكتور «عزالدين أبوستيت» حقيبة الزراعة بحكومة المهندس «مصطفى مدبولى» لسبب مهم ومنطقى وهو: القضاء على طريقة «يوسف والى» لإدارة العمل بوزارة الزراعة.. وقد يتساءل سائل ويقول إن «والى» الذى جلس على كرسى وزير الزراعة منذ أغسطس ١٩٨٢ وحتى ٩ يوليو ٢٠٠٤ ترك منصبه منذ سنوات.. ولكن الواقع يقول إن طريقة «يوسف والى» فى الإدارة هى التى تحكم وزارة الزراعة حتى كتابة هذه السطور وتقوم هذه السياسة على ثلاثة عناصر أولها الإغداق على أهل الثقة وتمكينهم من مقاليد الأمور بالوزارة واستبعاد الكفاءات، وثانيها غض الطرف عن أى فساد بمنطق «دعه يعمل.. دعه يمر»، وثالثها عدم الاهتمام بالأبحاث التطبيقية فى مجال الزراعة.
ما فعله والى بقطاع الزراعة المصرية أمر فادح وجلل، فـ«والى» عندما تسلم منصبه كوزير للزراعة كانت مصر تزرع أكثر من ٢ مليون فدان قطنًا، وعندما ترك منصبه الذى جلس فيه ما يقرب من ربع قرن تقلصت المساحات المزروعة بالقطن إلى نحو ٢٠٠ ألف فدان وأعلن عن «وفاة محصول القطن» وحل محل هذا المحصول الاستراتيجى محصول باهت لدرجة التفاهة وهو «الكنتالوب» الذى شجع يوسف والى على زراعته.
ولم تقف أفعال «والى» عند هذا الحد، بل قام بمنح أراضى الطرق الصحراوية مثل طريق مصر – إسكندرية الزراعى لعدد من المعارف والمحاسيب بأسعار بخسة ومنهم «الحلوانى» الذى يملك إحدى الصحف الخاصة.. وحقق هؤلاء ثروات هائلة من أراضى الدولة التى حصلوا عليها بأموال زهيدة.. وكل وقائع الاستيلاء على أراضى الدولة يتم التحقيق فيها مع والى بمعرفة قاضى التحقيق فى قضايا فساد وزارة الزراعة، وكان آخرها الأسبوع الماضى بمستشفى الزراعيين بالدقى.
وثبت بالمستندات والوقائع أن والى- أثناء تقلده منصبه الوزارى- سمح باستخدام عدد من المبيدات التى تسبب الإصابة بالأورام السرطانية، وثبت هذا الأمر من خلال اللجنة التى شكلها وزير الزراعة الذى خلف والى فى منصبه وهو المهندس «أحمد الليثى»، حيث أكدت اللجنة التى شكلها «الليثى» برئاسة الدكتور أحمد خليفة، رئيس مركز البحوث الزراعية- آنذاك- ونخبة من علماء المبيدات والسموم، أن الدكتور «يوسف والى» سمح باستخدام نحو ٣٠ مبيدًا أكدت المنظمات الدولية أنها تسبب الإصابة بالسرطان.. وبعد تأكيد اللجنة أصدر المهندس «أحمد الليثى» وزير الزراعة- آنذاك- قرارًا بوقف استخدام هذه المبيدات فى الزراعة المصرية حفاظًا على صحة المواطنين.
وخلال المدة التى قضاها «الليثى» فى وزارة الزراعة توقف استخدام «طريقة والى» فى إدارة شئون الوزارة، ولكن بعد خروجه فى ٢٠٠٦ عادت طريقة «يوسف والى» لتقود العمل بوزارة الزراعة وحتى الآن.. فرجاله فى كل مكان بالوزارة ويصفون والى بـ«أبوالزراعة المصرية» و«معالى النائب» لكونه كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء إلى جانب وزارة الزراعة.. وهذه الطريقة لا تفيد لأن أضرارها أكثر من فوائدها، وبالتالى وزير الزراعة الجديد الدكتور «عزالدين أبوستيت» مطالب بانتهاج طريقة جديدة تقوم على حماية المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح، بتشجيع المزارعين على زراعتها، وكذلك محاربة الفساد وتمكين أهل الكفاءة والاهتمام بالبحوث الزراعية التطبيقية.