رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غلمان الخليفة.. 100 ألف مثلى يحتفلون بميولهم الجنسية فى شوارع اسطنبول

جريدة الدستور

نظم المثليون جنسيًا فى تركيا، احتفالات خاصة بهم للسنة الرابعة على التوالى فى شوارع إسطنبول، وسط ضوء أخضر من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكمة، الأمر الذى يطرح فكرة الازدواجية التى يتعامل بها الرئيس رجب طيب أردوغان، الذى يزعم أنه من خلفية إسلامية.

ذكرت تقارير إعلامية، أن تلك الاحتفالية تتم كل سنة فى شوارع تركيا، وأحيانًا تحدث اشتباكات خفيفة مع الشرطة، إلا أن المثليين يحتفلون بحرية كاملة، مشيرة إلى أن أردوغان يسمح بهذه الاحتفالات ليتقرب إلى الاتحاد الأوروبى، فى حين أن الاتحاد رفض انضمام بلاده.
وقالت صحيفة «الديلى تليجراف» البريطانية، إن المثليين فى تركيا يحيون هذا الاحتفال السنوى، فى ظل عدم اعتراض من الحكومة.
وأضافت: «تجمع أكثر من ١٠٠ ألف مثلى تركى فى إسطنبول فى احتفال، جاب شارع استقلال، وميدان تقسيم الذى شهد ثورة كبرى ضد أردوغان، والتى قمعها بالحديد والنار، وكانوا يرددون شعارات خاصة، ويلوحون بأعلام قوس قزح».
وتابعت: «على الرغم من وقوع اشتباكات بين المثليين والشرطة، فإن العلاقات لم تتوتر، حيث سمح الرئيس التركى بزواج المثليين، على الرغم من وصفه نفسه بأنه شخصية إسلامية، وكان قراره بهدف التوسل للاتحاد الأوروبى من أجل ضم بلاده إليه».
وأوضحت الصحيفة أنه تم إضفاء الشرعية على النشاط الجنسى المثلى فى الإمبراطورية العثمانية منذ عام ١٨٥٨، وفى تركيا الحديثة، وكان النشاط المثلى دائمًا عملًا قانونيًا منذ تأسيسه فى عام ١٩٢٣، حيث يحق للأشخاص المثليين من الجنسين الحصول على اللجوء فى تركيا بموجب اتفاقية جنيف منذ عام ١٩٥١، فى حين لا يحصل الأزواج من نفس الجنس، على نفس الحماية القانونية المتاحة للأزواج من الجنس الآخر.
وأشارت إلى أنه تم السماح لتغيير الجنس بشكل قانونى منذ عام ١٩٨٨، على الرغم من أن الحماية من التمييز فيما يتعلق بالميل الجنسى والهوية الجنسية أو التعبير، قد تمت مناقشتها بشكل قانونى، إلا أنه لم يتم بعد إقرارها، حيث كان الرأى العام حول المثلية الجنسية محافظًا بشكل عام، بسبب وجود مؤسسات بالدولة التركية، ذات ميول إخوانية، حتى إن بعض الشيوخ الأتراك انتقدوا أردوغان بسبب قراره، حول السماح للزواج بين المثليين لأسباب سياسية.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان يستميل المثليين للتصويت لصالحه، كما ينظم مؤتمرات لهم فى حملاته الانتخابية من أجل الحصول على دعمهم، مشيرة إلى أن ذلك سياسة عامة لدى الرئيس التركى منذ توليه منصبه السابق كرئيس للوزراء فى عام ٢٠٠٣.
وتابعت أنه فى تركيا يمكن للمثليين البوح بميولهم خلال الانضمام للجيش، حتى إنه على الجنود أن يثبتوا مثليتهم الجنسية لكى يحصلوا على الإعفاء من المشاركة فى التجنيد.
وأوضحت أنه فى نوفمبر ٢٠١٥، أزالت القوات المسلحة التركية فقرة تنص على أنه يجب على المجند، أن يثبت مثليته الجنسية، حيث يجوز للمجندين الإفصاح عن ميولهم الجنسية شفهيًا، وتلقى تقرير بعد اللياقة لدخول الجيش، فى أثناء الفحص الطبى.
وقالت الصحيفة إنه لا يعتبر النشاط الجنسى المثلى بين البالغين بالتراضى جريمة فى تركيا، حيث إن السن القانونية للممارسة الجنسية لكلا المغايرين والمثليين، هى ١٨ عامًا، فضلًا عن أن المدن والبلدات التركية، تعطى بعض المساحة لسن قوانين مختلفة حول الأخلاق العامة تتيح ممارسة المثلية والجنسية.
وتابعت: «فى قضية تعود لعام ٢٠١٣، نظرت فى محكمة إسطنبول، ضد بائع اُتهم ببيع غير قانونى لنحو ١٢٥ قرص فيديو رقميًا تصور إباحية مثلية، قضى القاضى محمود إيرديملى بأن ممارسة الجنس المثلى هى فعل طبيعى، وذكر أنه ينبغى أن يتم احترام توجه الفرد الجنسى، وذكر أمثلة لزواج مثليى الجنس فى كل من أوروبا والأمريكتين».