رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطبلاوى: السادات رئيس "سميع".. وجمعتني بعبد الباسط جلسات سمر

محمد محمود الطبلاوى
محمد محمود الطبلاوى

يلقبونه بصاحب الحنجرة الذهبية، وآخر حبات مسبحة القراء المصريين، من جيل العظام، جذب بصوته المتفرد في تلاوة القرآن الكريم، ملايين العشاق، يجيئون من كل حدب وصوب لسماع الشيخ الطبلاوي.

في حواره مع "الدستور" قال الشيخ محمد محمود الطبلاوى، نقيب القراء المصريين، إنه القارئ الوحيد الذى تفرد بالقراءة فى جوف الكعبة، حين طلب منه آل سيبة، حاملى مفاتيح الكعبة أن يدخل إلى باطن الكعبة ويقرأ فيها آية " إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.

وأضاف أن الله أكرمه بإسلام العديد من أبناء الجنسيات المختلفة على يديه، ولحسن صوته بمختلف دول العالم، حيث اعتنق الإسلام بدولة الهند 100 شخص بدأ الأمر بسماع صوته أثناء القراءة ليجذبهم الصوت ويتعرفوا على قرآن المسلمين ثم أحكام الدين وينتهى الأمر باعتناق الإسلام.

وإلى نص الحوار

حدثنا عن بدايتك مع القرآن وكيف حفظته؟
أنا قارئ بالإذاع المصرية، ونقيب قراء مصر، ولدت فى الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1943، بأسرة متوسطة الحال، بميت عقبة التابعة لمحافظة الجيزة، وتزوجت حين كنت فى السادسة عشر من العمر، وأنا أخ لشقيقة واحدة.

بدأت رحلتى مع القرآن الكريم قبل ولادتى حيث كانت والدتى ترى فى الرؤيا أثناء حملها بى، أنها ستنجب ولدا يسمى محمد، وسيكون له شأن كبير مع القرآن، وقد عهد إلى والدى بحفظ كتاب الله تصديقا للرؤيا، دون أن يتوقع ما سأصل إليه كقارئ للقرآن، أتتمت حفظ كتاب الله وأنا ابن التاسعة فى الكتاب على يد الشيخ غنيم عبيد الزهوى، بميت عقبة وتعلمت مقامات القرآن سماعيا، بدأت التلاوة وانفردت بسهرات كثيرة في الثانية عشرة، وتم دعوتى لإحياء مآتم الشخصيات البارزة والعائلات المعروفة قبل أن أبلغ الخامسة عشرة.

متى التحقت بالإذاعة ؟
إلتحقت بالإذاعة عام 1970 بعد أن باءت عدة محاولات للإنضمام إلى الإذاعة بالفشل، حيث رأت اللجنة عدم انتقالى بين النغمات، وفى المرة الأخيرة أمنت اللجنة بقدراتي فى القراءة.

ما قصة تفردك بتلاوة القرآن فى جوف الكعبة ؟
حين ذهبت للمملكة العربية السعودية برفقة الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد، والذى كان بمثابة الأخ والصديق، دعانى آل شيبة، وهم حاملى مفتاح الكعبة إلى الدخول إلى الكعبة من الداخل، وفتحوها لى وطلبوا منى قراءة القرآن بداخلها، وقد وقع اختيارهم على آية " وإذا حكمتم بين الناس الناس أن تحكموا بالعدل" وبالفعل دخلت غلى الكعبة وحظيت بشرف الصلاة وقراءة القرآن بداخل قبلة المسلمين.

حين سافرت لبلاد أوروبية وآسيوية كم شخص تأثر بصوتك فى القرآن؟
لقد أكرمنى الله بإسلام الكثير من أبناء الدول الأوروبية والأسيوية على يدي، ففى دولة الهند فقط أسلم 100 شخص، وأذكر ذات مرة كنت أقرأ فى المركز الإسلامى فى لندن، وكانت سيدة إنجليزية تمر بالقرب من المركز برفقة صديقتها المصرية وبسماعها الصوت سألت " ما هذا " فأجابتها صديقتها إنه قرآن المسلمين، فتتبعت الصوت ودخلت إلى المركز الإسلامى وبدأت فى السؤال حتى اعتنقت الإسلام فى ذات الوقت، هذا بالإضافة إلى إسلام العديد بطرق مختلفة.

كم دولة سافرت إليها كقارئ أو كمحكم فى مسابقات القرآن ؟
لقد سافرت إلى جميع دول العالم بدعوات خاصة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وممثلًا لمصر في العديد من المؤتمرات، ومحكمًا للكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن الكريم، وقد ذهبت لجميع الدول ما عدا إسرائيل، وتم تكريمى بجميع دول العالم ما عدا مصر، وكان حكام العالم يستقبلونى استقبالا حافلا.

وقرأت أمام العديد من حكام الدول، وأكثرهم ترحابا الشيخ زايد حاكم الإمارات، والذى كان معروفا بـ "حكيم العرب " وأيضا عبد الله ابن الحسين ملك الأردن وغيرهما.

من حظيت بصداقته من بين كبار القراء والمشايخ ؟
كان الشيخ عبد الباسط والشيخ المنشاوى هم أصدقائى من بين القراء، وكنت أنا والشيخ عبد الباسط رحمة الله عليه نجلس سويا ونتسامر ونأكل الحلويات وحين يجمعنا مكان للتلاوة كنا ننسق مع بعض ما سيتم قراءته لكل منا.
وكانت أيضا تجمعنى صداقة بالشيخ الشعرواى رحمة الله عليه، وقد عقد بيديه قران أحد أبنائى، وكنا دائما نلتقى فى رحاب الجامع الأزهر.

من ترى أنه اهتم بالقراء من رؤساء مصر؟
ذكرت سابقا أنه لم يتم تكريمى أبدا بمصر، ولكن الرئيس الراحل السادات "كان راجل سميع " وذواق لتلاوات القرآن وكان دائما ما يدعوا القراء الكبار للأمسيات والإحتفالات وكان دائما ما يدعونى للتلاوة والنقشبندى للإبتهالات فى المناسبات الدينية.

هل أى من أبناءك لديه موهبة فى القراءة وسيكون خليفة للشيخ "الطبلاوى"؟
نعم محمد إبنى فقط هو من ورث تلاوة القرآن، ويمارسها بشكل جيد، ويعمل على تأهيل نفسه حتى يكون خليفة لوالده.

كم لديك من أبناء وبنات ؟

أنا أب لـ 13 أخ وأخت، 5 فتيات و8 ذكور وأصغرهم عمر يبلغ من العمر 7 سنوات، حيث تزوجت 3 مرات أولها حين كنت أبلغ من العمر 16 عاما.

ما السبب فى الاستقالة من منصبك بنقابة القراء؟
كانت هناك بعض المشكلات الطفيفة، وتردى الأوضاع مما جعلنى أتخذ القرار، ولكن سرعان ما عدلت عن القرار واستمريت بمنصبى كنقيب لقراء مصر.

هل انقطع الشيخ الطبلاوى عن التلاوة ؟
لم أنقطع بشكل فعلى ولكن أقللت من القراءة بسبب الظروف الصحية ولكن ما زلت أقرأ، وقد إنقطعت عن القراءة مباشرة سواء بالإذاعة أو التليفزيون منذ حوالى خمس سنوات.

ما الذى تحتاجه مصر لتخريج أجيال من القراء العظماء أمثال رفعت وعبد الباسط؟
أول ما يحتاجه القارئ هو الموهبة وهذه هبة من الله تعالى، والسبب فى تخريج هؤلاء العظماء هو الكتاتيب التى اعتبرها بمثابة معمل تفريخ تستخرج المواهب وتعمل على تنميتها، وتقوم بتدريس وتعليم القرآن والتلاوات الصحيحة، فمعظم القراء إن لم يكن جميعهم تعلموا القرآن فى الكتاتيب، ثانيا نحتاح لأماكن تعمل على حسن تأهيل تلك المواهب ولعلى أذكر أحدها والذى تم إنشاءه ذاتيا هو معهد الشيخ الطاروطى بمحافظة الشرقية، والذى يتكون من خمس طوابق يعمل على تأهيل القراء والمبتهلين وتعليمهم وتدريبهم على التلاوة والابتهال وحتى الصوتيات ومواجهة الجمهور والميكروفون.