رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا عبد العال.. اللاعب «العرّاف» بسلامته

رضا عبد العال
رضا عبد العال

رب صدفة خلقت عرافًا، ورب إخفاق صنع نجاحًا، ومن ثرثرة في الفراغ تصنع نبوءة يصادفها الصدق يصنع من لاعب دولي معتزل عرّافًا كرويًا، هذا هو الحال مع اللاعب الدولي رضا عبد العال، الذي توقع صفرًا كبيرًا وجديدًا للكرة المصرية في مونديال موسكو 2018؛ وكما برع في تسجيل الأهداف وامتاع جمهور مع قطبي الكرة المصرية، وسحب صيحات الجماهير من مدرجات الدرحةة التالتة، برع، أيضًا، في اتقان دور العرّاف؛ لإقناع المشاهدين خلف الشاشات بكونه عالم في أسرار النجوم وقراءة الكف الرياضي.

اتّخذ رضا عبدالعال، المعروف في الوسط الرياضي بـ«جوارديولا الكرة المصريّة» من الصدفة بابًا وسبيلًا للوصول إلي عالم الأضواء والشهرة مرة أخرى، من خلال حلوله ضيفًا مرغوب فيه، أحيانًا، على طاولة استوديوهات التحليل لمباريات المونديال، إذ كان لصدق توقعه بتذيّل الفراعنة مجموعة موسكو 2018، وخروجه بشكل مهين دون أداء يذكر، الفضل في جلوسه علي كرسي التحليل الرياضي، واستثماره من جانب القنوات الفضائية كعرّاف كروي، بات ظهوره يحقق لصالحها أعلى نسب المشاهدة.

بطاقة اللاعب المثير للجدل تقول إن «رضا محمد عبدا لعال سلطان» ولد في 15 مارس 1965 بالقليوبية شمال محافظة القاهرة، دفعه عشقه لكرة القدم إلى الالتحاق بإحدى مدارس الموهوبين، للتدريب في سن مبكرة، كان آنذاك لم يتجاوز سنواته العشر.

مسيرة رضا عبدالعال مع الكرة المصرية شهدت صعودًا وسقوطًا، مؤشر نجاحه بات على حافة الاحتراف ومن ثمّ الاغتراف من الشهرة التي حققها مع الأهلي والزمالك، إلاّ أن قرار الاعتزال جاء ليؤجل الأحلام، ليكون عبدالعال في حالة «رضا» من أمره ويقتنع بما اكتسبه من شهرة، لتعوّضه القنوات الفضائية من مال ورواد مواقع التواصل من شهرة بعد أن ظل بعيدًا عن الأضواء وتوارت عنه الشهرة بعض الوقت.

رضا اعتزل اللعب محليًا ودوليًا في 1999 بنادي القناة، فكان ظهوره الأول فوق المستطيل الأخضر وهو صاحب الـ15 ربيعًا، إذ انتقل إلى نادي النيل للأدوية أحد فرق الدرجة الأولي في تسعينيات القرن الماضي، إلى أن سطع نجمه واشتراه نادي الزمالك من النيل للأدوية مقابل 3 آلاف جنيه في الموسم الكروي 1987- 1988، وانتقل في الموسم 1992- 1993 إلى النادي الأهلي الغريم التقليدي للأبيض مقابل 625 ألف جنيه، ما أثار ضجة كبرى في الوسط الرياضي الذي انتظر مَن يكون القادم الجديد للجزيرة، حيث مقر الشياطين الحُمر.

يبدو ظهور العرّاف الكروي في المنصات التحليلية بعيدًا عن استضافة لاعب كرة قدم سابق لديه خبرات كبيرة في هذا المجال، فما ينتظره المشاهدين منه ليس له علاقة بتحليل خطط المباريات ولا تشكيل الفرق ولا خطط المدربين، أو إصابة أو أخطاء الحكام، فبات ظهروه يتعلق بما هي النبؤة الجديدة؟، فجعل منه الإعلام الرياضي قارئ جيد للكف أو عالم لأسرار النجوم.

لم تغفل صفحات التواصل ظهور رضا، 53 عامًا، المفاجئ وأعارت نمط ظهوره الجديد اهتمامًا، وتصدرت تصريحات اللاعب الدولي مؤشر البحث علي الموقع المعلوماتي «جوجل»، ودعمت تعليقات فن الكوميكس الساخرة بصوره المجتزئه من تصريحات عبر القنوات الفضائية.

بات الظهور الجديد للاعب الدولي المعتزل حديث الشارع الرياضي، وبدا عليه الأرتياح من وضعه في هذا القالب الساخر، خاصة بعد أن قدمت إليه العروض من القنوات الرياضية للانضمام إلى فرق التحليل الرياضي، وفي مشهد قريب التشابة بفيلم «البيضة والحجر» للراحل أحمد زكي، ارتضى اللاعب برضاء الوسط الإعلامي الرياضي بهذه الأكذوبة التي تضمن معه وله الاستمرارية في جني أرباح ما فات.

تجارب «عبدالعال» غير الناجحة في مجال التدريب الرياضي تعد أحد العوامل التي جعلته يتمسك بالفرصة التي منحتها له النبؤة بالصدفة، إذ حصل رضا عقب اعتزاله على دورة تدريبية لمدربي الكرة، رشّحته لتدريب فريق بهتيم في الدرجة الثانية، ثم درب فرق عدة منها (أوليمبك، نيل سوهاج، بني عبيد، الزرقا، نبروة، دمنهور، طنطا، الإنتاج الحربي في القسم الثاني موسم 2014 - 2015 جمهورية شبين، نجوم المستقبل).