رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلينتون: أنا تشرشل.. أثير حماسة الجماهير وأحارب ترامب

هيلارى كلينتون
هيلارى كلينتون

حاولت المرشحة الخاسرة فى الانتخابات الأمريكية هيلارى كلينتون أن تبدو أكثر تماسكًا، خلال حوارها الأخير مع صحيفة الجارديان البريطانية، حيث عبرت عن عدم اكتراثها للخسارة، مشبهة نفسها برئيس الوزراء البريطانى السابق ونستون تشرشل، الذى قاد بلاده لهزيمة النازية بزعامة أدولف هتلر.
ونفت كلينتون الاتهامات التى وجهتها محررة الجريدة لها، بمسئوليتها عن الانقسامات والاستقطابات التى عانى منها المجتمع الأمريكى داخل بلادها ودول أخرى بالعالم، قائلة: «أنا متأكدة من أنهم قالوا نفس كلامك عن تشرشل.. أليس كذلك؟».
وتابعت: «أنا لا أقارن نفسى بتشرشل، لكننى أؤكد فقط أن الناس قالوا ذلك عنه، لكنه كان على حق بشأن هتلر، والكثير من الناس فى إنجلترا كانوا على خطأ، ووقتها شعر تشرشل بالألم، أنا أحب ما أقوم به، ولا أهتم بالكثير من الأشياء، لكننى مهتمة ومتابعة جيدة لما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته».
وقالت كلينتون، إنها لم تكن سببًا للانقسام، ولكنها فقط تبث الحماسة بين الجماهير، مثلما فعل تشرشل فى إثارة حماس الشعب البريطانى من خلال خطاباته الحماسية والبرامج الإذاعية، حتى أصبح انتصار بلاده على ألمانيا النازية مجدًا لا نظير له.
وأضافت: «بالنسبة لترامب، أراه يشبه القادة السلطويين، الذين يحاولون عزل وتشويه الأقليات، ويتطلعون إلى تقويض سيادة القانون بأكبر قدر ممكن من الطرق، ومؤخرًا وصف الصحافة بعدو الأمة رقم واحد، ويمارس بعض السلوكيات التى أعتقد أنها تثير تحفظات أى شخص داخل المجتمع».
وكشفت المحاورة عن أن كلينتون حاولت أن تعطى انطباعًا خلال المقابلة الصحفية بأنها بخير، وأكدت أنها تنعم بالسلامة النفسية منذ هزيمتها فى انتخابات ٢٠١٦.
ونقلت المحررة عن كلينتون قولها: «أنا بخير.. لكننى كرست حياتى بالكامل للخدمة العامة ولكن لا يزال علىّ أن أتساءل: لماذا تفضل بلدى رجلًا شعر بالدهشة فقط، عندما وجد مهام رئاسة الدولة أكبر مما كان يتوقعه؟ وأتساءل أيضًا: لماذا لا يقيم الأمريكيون الذين انتخبوا ترامب، كل هذه التصرفات التى يرتكبها؟ لقد حققت السلام مع خسارة الانتخابات، ولكن ليس بينى وبين ترامب أى سلام، وأنا الآن أحارب سياساته بشكل كلى».
وأضافت المحاورة أنه سبق لها أن التقيت كلينتون فى فندق كلاريدج بلندن الخريف الماضى، عندما كانت فى جولة إعلانية لترويج كتابها عن الانتخابات، لكنها وجدت كلينتون فى حوارها الأخير، أكثر هدوءًا، كما تخلت بشكل كبير عن فكرة العظمة، التى كانت تملؤها، والتى شاهدتها عندما التقيتها فى حرم جامعة سوانسى.
وقالت المحاورة إنها خلال حديثها مع كلينتون، وجدتها أكثر عاطفية، خاصة فيما يتعلق بأزمة المهاجرين واللاجئين وأطفالهم فى الولايات المتحدة، حتى إن عينيها بدتا لامعتين من الدموع، ولكنها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، تعرضت للانتقادات بسبب ممارستها درجة من ضبط النفس العاطفى التى جعلها تبدو باردة وغير صادقة، فى حين أن تقلبات ترامب تم أخذها كدليل على أنه كان أكثر طبيعية واتزانًا منها.
ولدت كلينتون فى ٢٦ أكتوبر ١٩٤٧، وتولت منصب وزير الخارجية الأمريكى السابع والستين، فى عهد الرئيس باراك أوباما فى الفترة منذ عام ٢٠٠٩ وحتى عام ٢٠١٣، كما كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال فترة حكم بيل كلينتون، التى استمرت منذ عام ١٩٩٣ وحتى عام ٢٠٠١.
وبعد فقدانها منصبها كوزيرة للخارجية الأمريكية فى نهاية الفترة الرئاسية الأولى لباراك أوباما، تفرغت لتأليف كتابها الخامس، وإقامة المناظرات، قبل إعلانها فى الخامس من أبريل عام ٢٠١٥ خوضها للمرة الثانية الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦، لكنها خسرتها أمام دونالد ترامب، وما زالت حتى الآن تجتر آلام الهزيمة.