رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بى بى سى" تكشف عن قصة جدة الأمير ويليام المدفونة بالقدس

جريدة الدستور

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن قصة جدة الأمير ويليام، التي دفنت في القدس، بالتزامن مع زيارته منطقة الشرق الأوسط، في بادرة الأولى من نوعها منذ زمن طويل.

وقالت الهيئة البريطانية إن الأمير ويليام توجه لزيارة قبر جدته الراحلة الأمير "أليس"، المدفونة في جبل الزيتون بمدينة القدس.

وتابعت أن الأميرة الراحلة حصلت على لقب "المرأة الصالحة"، لمخاطرتها بحياتها لإنقاذ اليهود في الحرب العالمية الثانية.

ولدت الأميرة الراحلة عام 1885، في قصر "ويندسور"، الواقع جنوبي العاصمة لندن، وهي ابنة الأميرة فيكتوريا، بينما كان والدها أميرا ألمانيا يدعى لودفيك، وكانت تعاني من الصمم منذ ولادتها، وتعلمت العديد من اللغات، على رأسها الألمانية والإنجليزية بلغة الشفاه، ولها صلة قرابة ببعض قياصرة روسيا.

وتزوجت عام 1903 من أمير اليونان والدنمارك، أندرياس، بعد قصة حب نشأت خلال الاحتفال الذي أقيم لتولي والدها الملك إدوارد السابع حكم بريطانيا، واستقرت في اليونان وأنجبت 5 أبناء، أصغرهم الأمير فيليب، والوحيد الباقي على قيد الحياة، والذي تزوج الملكة إليزابيث فيما بعد.

وانفصلت عن زوجها في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب ظروفها الصحية، ورفضت الرحيل مع الأسرة المالكة اليونانية إلى جنوب إفريقيا، وفضلت مواجهة النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، وعاشت الأميرة في حيرة، حيث كان ابنها الأصغر الأمير فيليب في البحرية البريطانية ويحارب ضد الألمان، بينما كان زوجا اثنتين من بناتها يقاتلان ضمن صفوف الجيش الألماني.

وتطوعت الأميرة في الصليب الأحمر لعلاج الجرحى وإطعام مشردي الحرب وإيواء الأطفال الأيتام؛ للتخلص من حيرتها، وخلال عملها آوت امرأة يهودية وأبناءها وكانت الأجهزة الألمانية تبحث عنهما لإرسالهما إلى المعسكرات النازية، وظلت المرأة وأبناؤها في قبو منزل الأميرة البريطانية حتى انتهت الحرب العالمية الثانية.

وحاولت المرأة اليهودية الهروب مع 4 من أبنائها والتوجه لمصر، ولكن خطورة الرحلة حالت دون إتمام الأمر، وظلت في منزل الأميرة حتى تم تحرير اليونان من الألمان، وحاول الأمن الألماني استجواب الأميرة إلا أن حالتها الصحية وإصابتها بالصمم حالتا دون الأمر.

وبعد الانقلاب العسكري في اليونان عام 1967، انتقلت الأميرة للعيش في بريطانيا مع ابنها وزوجته، التي أصبحت ملكة بريطانيا فيما بعد، وتوفيت الأميرة "أليس" في قصر باكينجهام يوم 5 ديسمبر من عام 1969، عن عمر يناهز 84 عامًا.

ونقلت رفاتها من كنيسة القديس جورج عام 1988 إلى كنيسة ماري المجدلية في جبل الزيتون بالقدس.