رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ندوة دولية حقوقية تطالب العالم بسماع صوت ضحايا الإرهاب في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دعت ندوة عقدت في المجلس الدولي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، إلى حسم الجدل حول وضع تعريف محدد للإرهاب حتى يتم تحديد الجريمة الإرهابية ومحاكمة مرتكبيها وفق القانون.

وأشارت الندوة التي عقدت تحت عنوان الإرهاب وحقوق الإنسان إلي ضرورة التفرقة بين الإرهاب ومقاومة الإحتلال، كما طالبت الندوة المجتمع الدولي إلي سماع صوت ضحايا الإرهاب في مصر والتعرف علي المعاناة التي يعيشون فيها وإدانة كافة اشكال الجرائم الإرهابية أيا كان مرتكبها وعدم تبرير أي عمل إرهابي تحت أي ذريعة.

وكان الوفد المصري من منظمات المجتمع المدني والذي يتكون من ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان والمحروسة للتنمية والمشاركة والحقوقيات المصريات وبمشاركة الكاتب الصحفي مجدي حلمي قد واصل تنظيم جلساته في مقر مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة حيث طرح اليوم رؤيته حول قضايا مكافحة الإرهاب وكيفية الحفاظ علي حقوق الإنسان في ظل التوترات الإقليمية والتحديات الداخلية.

ولاقت الندوة اهتماما كبيرا من المشاركين بجلسات حقوق الإنسان، حيث شارك ممثلين من مصر وتونس والمغرب والإمارات ولتوانيا والاتحاد الأوروبي في المناقشات، وأبدوا اهتماما كبيرا بوضع مصر في ظل حربها علي الإرهاب والتعرف على دور الدولة ومنظمات حقوق الإنسان في الموازنة ما بين المخاوف الامنية وتحديات الاستقرار وإحترام حقوق الإنسان.

وعرض هاني إبراهيم رئيس مجلس أمناء مؤسسة المحروسة، التعريفات التي تبنتها منظمات الأمم المتحدة للإرهاب خاصة التعريف الخاص بأنه كل فعل يؤدي إجرامي تتبناها وتقوم به التنظيمات المتطرفة فكريا سواء أكانت جماعات أو أفراد وتؤدي إلي إحداث ضرر بحياة الافراد والمجتمعات وتعرض إستقرار المجتمعات للخطر وتجعل المواطنيين لهذه المجتمعات يعيشون في خوف وقلق دائمين.

أوضح هاني إبراهيم أن رغم مناقشة هذا التعريف في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس أمنها لكن لا يزال هناك جدل علي تبني هذا التعريف وهو ما يبرر تهرب العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية من إدانة أنواع عديدة من العنف التي ترتكبها الجماعات الأوصولية خوفا من إعطاء مبرر للحكومات بإتخاذ إجراءات عنيفة ضد هذه الجماعات.

كما أكد أن الإرهاب موجه أساسا لضرب إستقرار المجتمعات والإضرار العمدي بوضع حقوق الإنسان وخلق حالة من الإنكار لمبادئ الديمقراطية فالجماعات الإرهابية معادية لكل مفاهيم الحرية ومناهضة لأهم حق في حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة،

وأشار إلي أن مجلس الأمن الدولي أقر بحق الدول في إتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل حماية مواطنيها وممتلكاتها العامة والخاصة في حال الانشطة الإرهابية لكن يكمن التحدي الحقيقي في كيفية إيجاد توازن حقيقي بين المخاوف الأمنية ومطالب وتطلعات المواطنيين في الإستقرار والتنمية وفي نفس الوقت مكافحة الإرهاب.

وفرق هاني إبراهيم بين الدول النامية والدول المتقدمة في طرق مكافحتها للإرهاب وطالب بعدم تطبيق نفس المعايير عند مناقشة قضايا الإرهاب وحقوق الإنسان حيث يوجد فارق حضاري وفجوة تكنولوجية ومعرفية كبيرة بين الدول تجعل من مواجهة الإرهاب مواجهة تتسم إما بالحفاظ علي حقوق الإنسان أو التعدي عليها.

وطرح سعيد عبد الحافظ المدير العام لملتقي الحوار أن عجز العالم عن وضع تعريف محدد للإرهاب جعل الكثير من دول العالم أن ما يحدث في مصر هو من قبيل الجرائم الإرهابية وجزء كبير منها يبدي تعاطفا مع الجماعات الإرهابية وتدافع عن العنف والقتل المرتكب من قبل هذه الجماعات.

وأشار إلى أن مصر منذ سبع سنوات تتعرض إلى إرهاب منظم تموله دول معروفة للكافة وتهدف إلى الإخلال بإستقرار مصر وأمنها كما أنه توجد منظمات حقوقية دولية تصمت عن إدانة الجرائم الإرهابية سواء حرق الكنائس أو المساجد أو قتل رجال القوات المسلحة والشرطة أو التعدي على الممتلكات العامة بل وتبرر هذا العنف تحت ذريعة أن هذا نابع من التهميش والضغوط السياسية وهو تبرير يخالف الإتفاقيات والمعايير الدولية.

وطالب بضرورة أن يستمع العالم إلى صوت ضحايا الإرهاب في مصر، مشيرا إلى أن المنظمات الحقوقية المصرية تعمل على رصد انتهاكات الإرهاب وضمان محاكمة عادلة لمرتكبي هذه الجرائم، حيث أن الهدف هو الوصول إلي دولة مستقرة أمنه يتمتع فيها المواطنين كافة بكافة حقوقهم، فالشعب المصري بطبيعته الوسطية المتسامحة يرفض العنف والإرهاب، لافتا إلى التأثير السلبي للإرهاب على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فمعركتنا الكبرى في مصر هي تحقيق الاستقرار والتنمية.

وفي الختام أوصى المشاركين بضرورة أن تقوم الدولة المصرية بجهد أكبر في تطوير الخطاب الديني الذي يتم اتخاذه ذريعه ومبررا في بعض العمليات الإرهابية خاصة أن مصر معروفة بحضارتها وبقوتها الناعمة وتأثيرها الإقليمي، كما طالب المشاركين بضرورة أن تتخذ مؤسسات الدولة إجراءات تضمن المحاكمات العادلة وتوازن ما بين مخاوفها وتحدياتها الأمنية وما بين الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان أمن واستقرار مجتمعها.