فنان سوداني يحترف الرسم بالقهوة: بساطة الناس والريف في صورة
يعد الرسم باستخدام القهوة نوع من أنوع الفن الذي نادرًا ما يتم الالتفات إليه، حيث تؤكد هذه الطريقة من الرسم على أن الفنان الحقيقي لا يعجز عند الخامة التى يستخدمها، بل يطوّعها للتعبير عن فنه بذكاء وإبداع.
القهوة هى المادة التى يستخدمها الفنان السوداني صالح عبده، لرسم لوحات تعبر عن حياة الناس البسيطة، وعن الريف السوداني الأصيل، حيث كشف فى حديثه لـ«الدستور» عن فكرته لإخراج مثل هذه اللوحات الفنية بطريقته الخاصة.
وعن بداية الفكرة، قال صالح لـ«الدستور»: «كانت البداية عند الجامعة كلية التربية فنون جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وكان مشروع تخرجي عن ملامح من السودان، وأنا عشت في بيئة بسيطة جدًا كحال أغلب السودانيين».
ويضيف: «لهذا السبب حبيت أرسم واتناول في لوحاتي الناس البسيطة وعلي طبيعتها وأحاول أظهر بساطة الناس والريف، أحب أن استخدم الألوان المائية جدًا من الخامات المفضلة لدىّ، وفي أحد الأيام كنا نجلس أنا وزملائي تحت شجرة نشرب القهوة (ست الشاي) ومنها تكلمنا عن فكرة الرسم بالقهوة».
ودرس صالح فى مدرسة عمر ميلك الثانوية بالسودان، ثم التحق بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كلية التربية فنون، قسم خطوط وتلوين، وتخرج فيها عام 2009، ليعمل كمدرسًا للتربية الفنية في المملكة العربية السعودية في الفترة من ٢٠١٥ وحتى الآن.
ويفضل صالح البن المسحون الناعم ليطوّعه فى أعماله: «عادة أشرب القهوة، ثم أفضل الجزء الأخير منها فى الفنجان، حيث يكون لونه غامض أرسم به، كما أحب البن الحبشي».
ولم يكن معروفًا طريقة الرسم بالقهوة من قبل، لكن صالح حاول ابتكار شئ جديد يعبر فيه عن فنه: «لا أدري إن سبقني أحد أم لا، أول مرة كانت قبل 10 سنوات، في الكلية كنت أرسم بالقهوة، لكن لم يكن هنالك اهتمام لها، حتى جاءت فكرة تكوين لوحة بها».
شارك صالح في العديد من المعارض والورش، منها ورشة المرسم الحر، ورشة وزارة الثقافة اليوم التشكيلي، ورشة منظمة سوديا لتوعية الشباب، ورشة دعم الوحده والسلام فى السودان، وقدم لوحاته فى عدة معارض منها معرض دعم الوحدة والسلام، معرض المرسم الحر شارع النيل، معرض جماعي المتحف القومي السودان.
ويطمح الفنان صالح، بتوصيل رسالته التى طالما يسعى إليها، وهى توصيل رسالته كفنان تشكيلي سوداني، بـ«تعريف الناس بأن السودان لديها من الفن والفنانين كثيرين، على عكس ماهو في أذهان الكثيرين حرب وجهل وفقر».