هنا السجيني.. فنانة مصرية تصل للعالمية
اختيرت الفنانة التشكيلية المصرية، هنا السجيني، ضمن عشرين فنانا عالميا لتفوز بمنحة من قبل "The Dean Collection"، والتي تختار الفنانين من حول العالم ويتقدم لها الالاف، وتم اختيارها من ضمن 5000 مشارك بأعمالهم.
لم يكن اختيار الفنانة التشكيلية وليد الصدفة، حيث تشربت الفن من صغرها كونها نشأت فى عائلة فنية من الطراز الأول فوالدها مجد السجينى الفنان التشكيلى الذى طبعها على أصول الفن منذ سن الرابعة عشر من عمرها، وجدها جمال السجينى الذى كان واحدا من أعظم النحاتين، أما هنَا السجينى البالغة من العمر 38 سنة استطاعت أن تحصل على جائزة "اليشيا كيز" مناصفة مع زوجها "سويس بيتز" ضمن أفضل 20 فنانة تشكيلية على مستوى العالم.
تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم التحقت بعدة منظمات عالمية فى القاهرة ودبى، ولكن عشقها المفعم بالأمل جعلها تتفرغ للفن تماما فى عام 2014، ثم سافرت إلى برشلونه لتعلم الفن المعاصر، وعادت لتنشىء مدرسة لتعليم أساسيات وروح الفن للصغار، واشتركت فى عدة معارض جماعية فى القاهرة وبرشلونه.
وقالت "هنا" فى حديثها للدستور، أن بيتها مثل المتحف، وأن الفن التشكيلى أصبح اسما تقليديا، والأولى هو الفن البصرى الذى يعنى فكرة تترجم بالوسيلة التى تليق به لكى يفهمها المشاهد، فهذا ماتعلمته فى السنتين التى قضيتهم فى برشلونه لتعليم أصول الفن المعاصر ومحاولة مزجه مع الفن التلقليدى فى مصر فى طابع خاص.
ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، فقد توفى والدها، وتأثرت بذلك كثيرا خاصة فى طبيعة رسمها ونحتها، وهذا ماجعلها تكمل مسيرته التعليمية، وأقامت معرضا فى مصر مع تلاميذه تخليدا لذكراه.
و تقدم "هنا" من خلال أعمالها اتجاها فنيا مبتكرًا ومعاصرًا، حيث تمزج بين قيم التصوير، النحت والأعمال المركبة بشكل متناغم، فتقطع الخشب وتلونه ثم تجمعه، بحرفية شديدة حيث يختلف ترتيب تلك المراحل والمواد المستخدمة بناءًا على رسالة كل قطعة فنية.
ثم تأتي المرحلة الاخيرة حيث تدخل الضوء ومن ثم الظل، حيث تكتسب كل قطعة فنية بعدًا ثالثا من خلال مكان وضعها أو تعليقها في سياق المحيط المكاني، وأخيرًا يصبح العمل الفني جزءا لا يتجزأ من محيطه يضيف إليه ويستمد منه الطاقة والحي.
لكن طريقها مليئا بالصعاب كونها تنتمى إلى عائلة فنية، ودائما ماسيضعها المجتمع فى اتجاه المقارنة، وهذا يجعلها خائفة من عدم التمثيل اللائق قائلة: "عائلتى كانت سلاح ذو حدين بالنسبة لى "، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل يحتاج هذا النوع من الفن إلى أدوات ومواد خام من الصعب الحصول عليها فى مصر.
وعن ثقافة الشعوب أكدت أن الفن البصرى فى أوروبا يعتمد على الفكرة أكثر من التكنيك والعكس، فى حين أن الثقافة تأتى من التمعن فى ماوراء الأشياء، ومحاولة تذوق الفنون المختلفة، لقدرتها على توسيع المدارك من خلال تلك اللوحات للنظر فى قضايا مهمة سواء كانت سياسية أو معمارية، كذلك يعتبر فن تأديبى للمشاعر المنهكة.
يذكر أن مجموعة "ديين" The Dean Collection هي جائزة من ابتداع المطربة العالمية أليشيا كيزز، وزوجها مغني الراب ومقتني القطع الفنية سويس بيتز.