رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تحقق في فتنة الصلاة دون قبلة على أنغام الموسيقى بالدقهلية

جريدة الدستور

- احتفال بمولد شيخ طريقة مؤسسها «إيرانى».. وشيخها الحالى: أبطال الفيديو «مندسون»
- القبض على «قائد الطقوس».. وأهالى القرية: مارسوا عدة تجاوزات


تواصلت ردود الفعل الغاضبة من مقطع الفيديو الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى خلال اليومين الماضيين، وتظهر فيه مجموعة من أتباع إحدى الطرق الصوفية وهم يؤدون صلوات بطقوس غريبة على أنغام الموسيقى، بجانب التوجه إلى أحد الأشخاص منهم وكأنه «القبلة».
وظهر فى الفيديو، الذى سُجل فى قرية «طناح»، التابعة لمدينة المنصورة فى محافظة الدقهلية، هؤلاء الأشخاص وهم يرقصون رقصات غريبة على أنغام الطبل والمزمار، وأداء صلاة جلس إمامها على ركبتيه وتحول المأمومون إليه وكأنه قبلتهم فى هذه الصلاة.
وعلمت «الدستور» أن هذه الطقوس خاصة بمولد أحد شيوخ طريقة صوفية تسمى «المسلمية الخلوتية الأحمدية»، ويدعى «حامد أبومسلم»، والشخص الذى قادها هو «وائل المسلمى»، خادم الضريح الذى جرت بجواره الطقوس، وأُلقى القبض عليه من قوات الشرطة قبل أن يتم إخلاء سبيله أمس.
وقال أحد أتباع الطريقة إنها تنتمى فى الأساس للشيخ «سليم أبومسلم»، الذى جاء من إيران إلى مصر، ويُعد من أقطاب الصوفية، ويتبع السلالة النبوية، لافتًا إلى أن مسجده أُنشئ من قِبل عائلته، واستكملت مديرية الأوقاف بالدقهلية أعمال الكهرباء والفرش بتكلفة ٢٠٠ ألف جنيه، وضُم بعدها إلى المديرية التى عينت إمامًا وخطيبًا خاصًا به.
وأضاف، طالبًا عدم نشر اسمه: «عرض رجل أعمال سعودى هدم الضريح والمسجد، وإعادة إنشاء آخر أفخم من المُقام، إلا أن عائلة المسلمى رفضت العرض».
من جهته، استنكر عبدالكريم الشبراوى، أحد أهالى القرية، ما يُقام من طقوس غريبة فى المولد الذى يشهد عدة «تجاوزات»، من بينها وجود سيدات مع رجال فى مكان واحد، وبـ«أوضاع مخلة» أحيانًا، بجانب إقامة صلاة جديدة على الدين، وفق قوله، مطالبًا بإلغائه.
وكشف حسن الرفاعى، أحد شباب القرية، عن أن أحد ساكنيها حرر محضرًا فى نقطة شرطة «طناح» ضد خادم الضريح «وائل المسلمى»، ٤٥ سنة، الذى قاد الطقوس الظاهرة فى الفيديو المنتشر، يتهمه فيه بـ«ازدراء الأديان».
وتبرأ الدكتور أحمد لقمة، وكيل وكلاء مشيخة الطرق الصوفية، من هذه الطقوس، قائلًا: «لا تمت لنا بأى صلة، لذا سنحقق مع أتباع هذه الطريقة لمعرفة ملابسات الواقعة والتأكد من حقيقة تبعية الأشخاص الظاهرين فى الفيديو لها من عدمه».
وأضاف: «فى بعض الأوقات يشارك أشخاص غير تابعين للطرق الصوفية فى الموالد والاحتفالات، ولا يعرفون طريقة الذكر الصوفى الصحيح، وهو ما يجب أخذه فى الحسبان».
وتابع «لقمة»: «إذا ثبتت تبعية هؤلاء الأشخاص للطريقة المسلمية، سيتم توقيع أقصى عقوبة عليهم وعلى شيخ الطريقة نفسه، لعدم التزامه بالتقاليد والآداب الصوفية فى الذكر».
من جهته، قال حسن المسلمى، شيخ الطريقة المسلمية، المسئولة عن تنظيم «المولد»، إنهم يقيمونه سنويًا لمدة ٥ أيام عقب عيد الفطر المبارك، والأشخاص الظاهرون فى الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى ليسوا مريدين فى الطريقة.
وأضاف: «الظاهرون فى الفيديو المثير للجدل يشاركون فى مولد الشيخ حامد أبومسلم لأول مرة، وبعد التحقيق فيما ظهر منهم من طقوس غريبة تبين لنا أنهم مندسون».
وأوضح: «هناك الكثير من العناصر المندسة انضموا للطرق الصوفية خلال الفترة الأخيرة، ولا نعرف أسباب ذلك، لكن بعد ما حدث فى هذا الفيديو بتأدية طقوس غريبة عن التصوف، تبين لنا الحقيقة الآن، وعرفنا أنهم انضموا لتشويه صورتنا».
واختتم: «أُلقى القبض على ٥ من هؤلاء الأشخاص، وتم تسليمهم للأجهزة الأمنية فى محافظة الدقهلية، وسيتم الكشف خلال الساعات المقبلة عن الأهداف الحقيقية التى يبطنها هؤلاء المندسون على أهل التصوف».
وقال الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، إن هذه الأفعال لا تنتمى إلى أى مذهب إسلامى ولم ترد فى الكتاب والسنة، وتختلف عن الصلاة التى قال عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتمونى أصلى».