رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مصرية.. "يا مصطفى" أغنية رفضها نجيب محفوظ وتغنت بكل لغات العالم


لحنها فوزى وغناها بوب عزام وسر زواج رشدى أباظة

لا يوجد مصرى واحد لم يتأثر بإبداعات الراحل الفنان محمد فوزى، فمن منا لم يتفاعل مع أغنية "ماما زمانها جاية" أو"هاتوا الفوانيس ياولاد" أو "ذهب الليل" وغيرها الكثير من إبداعات فنان حقيقي لا تكفي سطور مقال أو كتاب حتى فى شرح حجم موهبته، فضلًا عن خفة الدم والقبول كأهم ما يميز محمد فوزى.


وقد لا يعرف الكثيرون عن أغنية "مصطفى يا مصطفى" وهى الأشهر في سجل ألحان فوزى أنها أغنية مصرية متعددة اللغات، تتكون كلماتها من الفرنسية والعربية المصرية والإيطالية. كما ظهرت الأغنية بلغات أخرى كالتركية واليونانية والصربية وحظيت بشعبية كبيرة في تلك الدول. كما صدرت منها نسخة باللغة الهندية في موسيقى تصويرية لفيلم هندي.
لحن هذه الأغنية مقتبس من التراث السكندرى وخليط منه عاليونانى، وقد كانت شائعة وشعبية جدًا في الخمسينيات وأوائل عقد الستينيات، وقد سيطرت الأغنية على مبيعات الأسطوانات في أوروبا لشهور متواصلة، وكانت فقرة ثابتة يغنيها مطربو الحفلات وفي كازينوهات أوروبا، وللأغنية قصص كثيرة، فهذه الأغنية لحنت فى الأصل للمطربة المصرية العالمية داليدا التى رفضت أن تغنيها واعترضت عليها.
فغناها ونقلها لأوروبا شقيقها برونو جيجليوتي، المعروف باسم أورلاندو، الذى غادر مصر إلى باريس مع فكرة أن يطلق أغنياته مع شقيقته داليدا التي أصبحت نجمة الغناء فى فرنسا،وسرعان ما اكتشف أورلاندو أنه لا يصلح للغناء فاعتزل وعمل مديرًا لأعمال شقيقته.


فنقل الأغنية المطرب "بوب عزام"


" وهو مطرب مصري من أصول لبنانية اسمه الأصلى "جورج وديع عزام" ولد فى 24 أكتوبر 1925 فى الإسكندرية، وتوفى فى موناكو فى 24 يوليو 2004، وهو أيضا طليق زوجة الفنان رشدى أباظة الأمريكة باربارا أم ابنته الوحيدة، حيث كان أباظة صديقًا لبوب عزام، وتقابلا في إيطاليا حينما سافر أباظة للعمل فى أوروبا ووقتها دب خلاف كبير بين بوب عزام وباربارا وانفصلا وتزوجها رشدى أباظة بعدها بشهور وأنجب منها.


ظهرت الأغنية ضمن استعراضات أفلام مصرية أشهرها هو فيلم" الفانوس السحرى" لإسماعيل ياسين، وفيلم "الحب كده"، من بطولة صباح وصلاح ذوالفقار بصوت عزام أيضا، كما أديت هذه الأغنية بإصدارات مختلفة من قبل العديد من المطربين من مختلف دول العالم، أن المغني التركي الفرنسي اليهودي داريو مورينو من أوائل المطربين الذين سجلوا هذه الأغنية في خمسينيات القرن العشرين.


واستمرت في ترتيب متقدم على مدى 14 أسبوعًا فى إنجلترا وفي إسبانيا، عام 1960، وصلت الأغنية إلى المرتبة الأولى في سجلات الأغاني. حيث اشتهرت منها نسختان آنذاك، واحدة بصوت بوب عزام والثانية بصوت خوسيه غوارديولا، كما غنى ساكاموتو كيو الأغنية باللغة اليابانية.
وفى عام 1975، غنتها المغنية والممثلة القبرصية التركية "نيل بوراك" إضافة إلى إصدارات عديدة ظهرت في دول مختلفة، وعلى الرغم من شهرتها الواسعة، فإنها منعت عام 1960 فى مصر بقرار من الأديب نجيب محفوظ، وكان محفوظ آنذاك

هو مدير التصنيفات والرقابة السينمائية في عهد ثروت عكاشة وزير الثقافة، قبل أن يتقدم باستقالته في العام نفسه.
وكان سبب منع الأغنية آنذاك هو أنه تم تشبيه اسم مصطفى إلى الزعيم مصطفى النحاس باشا، وتم تحليل كلمات الأغنية، على أن «سبع سنين فى العطارين» المقصود بها سبع سنوات مرت على إسقاط الملكية وقيام الجمهورية.