رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب مصري نعته السفارة الأمريكية بالقاهرة.. من هو عادل محمود؟

جريدة الدستور

نعت السفارة الأمريكية بالقاهرة، البروفيسور المصرى الدكتور عادل محمود، الذى رحل عن عالمنا يوم الاثنين الماضى، خبير الأمراض المعدية الذى لعب دورا حيويا فى تطوير لقاحات إنقاذ الحياة، وساهم عمله فى التقدم الكبير فى مجال الصحة العامة، لا سيما فى مجال صحة المرأة والطفل.

نشأته
ولد عادل محمود في 24 أغسطس عام 1941 في القاهرة، وهو الأكبر بين ثلاثة أطفال، كان والده عبد الفتاح محمود مهندسًا زراعيًّا، ولم تعمل والدته، فتحية عثمان، خارج المنزل، رغم أنها كانت تأمل في دراسة الطب، وتم قبولها للدراسة بجامعة القاهرة، إلا أن شقيقها منعها، وكان طالبا في الطب، لكنه لم يكن يعتقد أن النساء يجب أن يكن طبيبات.

تأثره ببيئته
تجربة الصبا كان لها أثرا عميقا على الدكتور محمود، عندما كان في العاشرة من عمره، أصيب والده بالتهاب رئوي، وأُرسل الشاب عادل إلى صيدلية لشراء البنسلين، وعاد للمنزل ليجد أن والده قد مات، وبوصفه الابن الأكبر أصبح رئيسا للأسرة.

دراسته
درس الطب في جامعة القاهرة، وتخرج في عام 1963، وغادر مصر لبريطانيا في عام 1968، وحصل على الدكتوراه من كلية لندن للصحة والطب المداري عام 1971، وقام بأبحاث عن الأمراض التي تسببها الديدان الطفيلية، ودور نوع معين من خلايا الدم في جهود الجسم للدفاع عن نفسه.

هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1973 كزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، وقاد لاحقا قسم الطب الجغرافي بالجامعة، وكان رئيسا لقسم الطب من عام 1987 إلى عام 1998.

جندت شركة ميرك الدكتور محمود في عام 1998، وتقاعد من الشركة في عام 2006، ثم أصبح أستاذا في مدرسة وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية وقسم البيولوجيا الجزيئية في جامعة برينستون.

حياته الشخصية
التقى عادل محمود الطبيبة سالي هودر في أمريكا عام 1976، وتزوجا في عام 1993، وهي أيضا إخصائية للأمراض المعدية.

حياته العملية
أشرف الدكتور محمود على إنشاء وتسويق العديد من اللقاحات التي حققت تقدمًا كبيرًا في الصحة العامة، أحدها لمنع عدوى فيروس الروتا، القاتل للرضع، والآخر يحمي ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والذي يسبب سرطان عنق الرحم، والشرج، والأعضاء التناسلية وسط الحلق.

كما ساعد الدكتور محمود في الحصول على لقاح مضاد ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وجديري الماء والوقاية من القوباء المنطقية.

وكانت المشكلة في لقاح الروتا، أن شركة أخرى طورت بالفعل واحدا، ولكن بعد ذلك اضطرت إلى سحبه من السوق لأنه كان يزيد من خطر انسداد الأمعاء عند الرضع، وجادل المعارضون بأن الأمر سيستغرق دراسة كبيرة واستثمارا ضخما للوقت والمال لاختبار لقاح ميرك والتغلب على المخاوف العامة.

وقال الدكتور جربردينج: "أراد الجميع قتله (يقصد اللقاح)، ولكن عادل قال: لن نفعل ذلك قط، ولكننا سنجعل دراستنا أكبر حتى تثبت أنها تعمل وأنها آمنة".

وتولى الدكتور محمود نهجا مماثلا في لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي كان له أيضا منتقديه، فالبعض يشك في أنه سينجح، واعتقد آخرون أن الآباء سيرفضونه، خشية أن يشجع تطعيم الفتيات الصغيرات بطريقة ما على بدء ممارسة الجنس، واستند هذا الخوف إلى أن ينتقل الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي.

وفي عام 2013، عندما بدأت سلالة غير مألوفة من التهاب السحايا في الظهور داخل الحرم الجامعي، وفى ذلك الوقت لم يكن هناك أى لقاح يصنع في الولايات المتحدة، استخدم الدكتور محمود خبرته وقواه في عالم المستحضرات الصيدلانية لمساعدة الجامعة على استخدام اللقاح الأوروبي، والحصول على إذن من الحكومة لتقديمه للطلاب على أساس طارئ.

وبعد تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا في عام 2014، بدأ الدكتور محمود في الدعوة إلى إنشاء صندوق عالمي لتنمية اللقاحات.

وفاته
قالت زوجته الدكتورة سالي هودر، إنه توفي في مستشفى سانت لوك في سانت لوكي بسبب نزيف في الدماغ، عن عمر ناهز الـ 76 عاما.