رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر أغلق أبوابه مرتين.. إحداهما للحد من ثقافة الشيعة

جريدة الدستور

في مسيرة حياته أغلق الجامع الازهر أبوابه مرتين، الأولى كانت بسبب رغبة صلاح الدين الأيوبي فى الحد من ثقافة الشيعة التي غلبت على الأزهر في العصر الفاطمي، واستمر إغلاقه في تلك الفترة حوالي 98 عاما.

أما المرة الثانية فأغلق أبوابه بعد مقتل كليبر على يد سلمان الحلبي، واستمر إغلاقه نحو عام كامل، وذكر الدكتور عبد العزيز محمد المنشاوي في كتابه "الأزهر جامع وجامعة"، إن التحقيق في مقتل كليبر كان يتجه إلى تصيد القرائن أو الأقوال التي تثبت علم الشيخ الشرقاوي، شيخ الجامع الأزهر آنذاك، أو غيره من الشيوخ بقتل كليبر، ولكن لم يسفر التحقيق عن شئ من ذلك، لكن قلوب الفرنسيين لم تطمئن إلى سلامة موقف علماء الأزهر وطلبته، وكان تقديرهم أن تواجد الحلبي بالأزهر لمدة 30 يومًا كان لتدبير خطة قتل كليبر، وهو دليل على أن الأزهر هو المكان الصحي الذي تدبر فيه المؤامرات لاغتيال القادة الفرنسيين.

وقال عبد الرحمن الرافعي، في كتابه "تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر"، الجزء الثاني، رأى العلماء أن الأزهر أصبح عُرضة للريبة والتفتيش فعرضوا على الفرنسيين إغلاقه مؤقتًا، واتخذ هذا القرار الشيخ الشرقاوي والشيخان المهدي والصاوي، وجاء قرارهم بعد أن ذهب الجنرال مينو خليفة كليبر في قيادة الحملة الفرنسية إلى الأزهر بصحبة "قومندان المدينة" الجنرال بليار، والأغا "المحافظ"، وطافوا به وشرعوا في حفر بعض الأماكن بحجة التفتيش عن السلاح، فأخذ طلبة العلم في نقل أمتعتهم ونقل كتبهم وإخلاء الأروقة بالأزهر، وكتب الفرنسيون أسماء الطلبة في كشوف وأمروهم ألا يسمحوا بإيواء أى غريب بالجامع، وأخرجوا منه بعض العثمانيين والشوام.

ورأى شيوخ الأزهر،آنذاك، أن بقاء الجامع الأزهر مفتوحًا سيعرضه لأخطار، وبالتالي فمن الأفضل إغلاقه وذهبوا إلى الجنرال مينو يستأذنونه في ذلك وشرحوا له وجهة نظرهم، ووافق مينو على اقتراح المشايخ الثلاثة.