رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النساء والرجال الإيرانيين في استاد واحد لأول مرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حضر آلاف الرجال والنساء الايرانيين في ملعب واحد معا للمرة الأولى، أمس الأربعاء، بثا مباشرا على شاشة عملاقة لمباراة كرة القدم التي فازت فيها إسبانيا على منتخب بلدهم في نهائيات كأس العالم للعام 2018 في روسيا.

وهي المرة الأولى التي يحضر فيها جمهور مختلط لبث مباشر داخل ملعب رياضي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا)، إذ تمنع النساء عادة في الجمهورية الاسلامية من دخول الملاعب لمشاهدة الرجال في مباريات كرة القدم.

لكن الأمور لم تبدأ بشكل جيد في المساء بالنسبة للراغبين في دخول "ستاد أزادي" في العاصمة الإيرانية، فقبل نحو ساعتين ونصف الساعة من بدء المباراة، تسربت معلومات عن "إلغاء" البث، وكان مئات من مشجعي المنتخب الوطني الإيراني ينتظرون بفارغ الصبر، وهم ينفخون في الأبواق احتجاجا أمام طوق من رجال الشرطة كان يمنعهم من دخول الملعب.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قالت شابة كانت تحاول حبس دموعها لاحتواء خيبة أملها، إنها لا تذكر متى كانت آخر مرة حضرت فيها إلى الملعب، كانت صغيرة جدا وتمكنت أسرتها من إدخالها بصفتها صبي.

ولم يتمكن صحافيو وكالة فرانس برس من مواصلة الحديث مع الشابة، إذ طلب منهم عناصر مكافحة الشغب مغادرة المكان مع تصاعد التوتر في محيط الملعب الذي أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إليه، ما أحدث ازدحاما شديدا.

وفي نهاية المطاف، سمحت الشرطة بفتح الأبواب، وتمكن نحو أربعة آلاف شخص من حضور المباراة، كما ذكر مصور كان في المكان، وهو عدد أقل بكثير من عشرة آلاف متفرج كانت وكالة الأنباء الطلابية توقعت صباح الأربعاء حضورهم.

وقبل دقائق من نهاية المباراة، تغلب منتخب إسبانيا على المنتخب الإيراني 1-0، رغم مقاومة كبيرة قام بها اللاعبون الإيرانيون، وكانت البطاقات التي عرضت للبيع على الإنترنت بسعر 150 ألف ريال (أقل من 2 يورو)، بيعت بسرعة شديدة.

ويتسع "استاد أزادي" (الحرية) لمئة ألف شخص، وكشف التوتر الذي ساد قبل فتح أبواب الملعب، إلى أي حد يبقى قبول دخول النساء في الملاعب مع الرجال قضية حساسة في إيران.

وأعلنت السلطات الإيرانية الجمعة الماضية أن في إمكان العائلات التوجه إلى "ستاد أزادي" لحضور المباراة بين إيران والمغرب على شاشة عملاقة، قبل أن تتراجع فجأة وتلغي بث الوقائع في الملعب والحدائق العامة في العاصمة الإيرانية، دون أي توضيحات.

وعاد الأمل إلى المشجعين صباح الأربعاء، بعدما أعلنت عضو مجلس الشورى الإيراني طيبة سيفوشي، أن المجلس البلدي لطهران سمح ببث المباراة بين إسبانيا وإيران في الملعب "بحضور العائلات".

وقالت سيافوشي التي تدافع عن ضرورة قبول النساء في الملاعب، لوكالة الأنباء الطلابية: "مع الاحترام الذي سيبديه المتفرجون، نأمل أن يكون من الممكن بث المباراة بين إيران والبرتغال في الملعب نفسه الاثنين المقبل، وسيكون ذلك مؤشرا على بدء حضور العائلات فعليا للمباريات".

ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979، لا يسمح للإيرانيات بحضور مباريات الرجال لكرة القدم، لحمايتهن من الأذى أو أي سلوك سوقي للمشجعين، حسب التبرير الرسمي، لكن بعضهن يتحدين المنع بوضع شعور مستعارة أو لحى أو شاربين، كما لا يسمح لغير الإناث بحضور مباريات كرة القدم للنساء.