رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس المكالمة "الفاضحة" بين تميم وروحانى

 تميم وروحاني
تميم وروحاني

ثلاث رسائل كشفت عنها مكالمة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، بنظيره الإيراني حسن روحاني، والتي تناولت في مقدمتها العلاقات الثنائية بين طهران والدوحة، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن.

ويأتي هذا الاتصال، بعد أسبوع من قرار أمير قطر، بتعيين محمد حمد سعد الفهيد الهاجري سفيرًا فوق العادة مفوضًا لدى الجمهورية الإيرانية، كما يأتي في ظل استمرار الأزمة القطرية طيلة عام كامل، بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب «مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين»، في الخامس من يوينو 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها الإرهاب مطالبة بتخفيض مستوى العلاقات بين طهران والدوحة.

وشهدت المكالمة عدة رسائل تكشف عن تزايد التواصل الإيراني القطري، حيث أعرب الرئيس روحاني عن أمله في أن تتمكن طهران والدوحة من الاستفادة من القدرات العديدة المتاحة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وعن الأزمة القطرية، قال روحاني، إن إيران تعتبر «الحصار» المفروض على قطر يتسبب في المزيد من التوترات بين دول المنطقة، مؤكدًا أن طهران ستبذل قصارى جهدها لمساعدة الشعب والحكومة القطرية من أجل استقرار المنطقة.

وأكد أن سياسة طهران تكرس أهمية الحوار مع دول المنطقة لإنهاء الخلافات، وقال إن استئناف الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة تصب بمصلحة جميع دول المنطقة.

واعتبر روحاني، أن السياسات المغامرة لبعض الدول في المنطقة غير صحيحة، لافتًا إلى أن استمرار هذه السياسات سيزيد بلا شك من المشاكل في المنطقة، بما في ذلك في فلسطين وسوريا واليمن.

وحول القضية الفلسطينية، قال روحاني: "يتعرض الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان قطاع غزة، لضغط كبير ومهاجمة الكيان الصهيوني بشكل يومي، ويمكن أن يكون دعمنا الجماعي نحن المسلمين إلى تخفيف الضغوط والآلام المصاحبة لها التي يتعرضون لها".

وفيما يخص الأوضاع في اليمن، أكد روحاني، أن الأزمة في اليمن لا يوجد لها أي حل عسكري ويجب علينا أن نعزز الآليات السياسية، لخلق الاستقرار والأمن في هذا البلد والمنطقة، وقال إن استمرار هذه المصادمات من شأنه أن يضع الفقراء في اليمن بوضع قاسٍ وحرج، وأن واجبنا هو مساعدة هؤلاء المضطهدين.

وشدد روحاني، على الحاجة إلى إجراء مشاورات إقليمية بين البلدين وتعزيز أسس التعاون وتوثيق الجهود من أجل تحقيق المصالح المشتركة.

من جانبه، قدم أمير قطر خلال الاتصال الهاتفي تهانيه بمناسبة عيد الفطر للحكومة والشعب الإيراني، وقال: "تتطور العلاقات الطويلة الأمد بين إيران وقطر كل يوم، ونحن نتطلع إلى تطوير هذه العلاقات في جميع المجالات وتعزيزها"، ولفت قائلًا: "إنني شخصيًا أتبع عملية تطوير العلاقات بين البلدين".

وأشاد تميم بمواقف الحكومة والشعب الإيراني بشأن مقاطعة قطر، مؤكدًا على أن الدوحة لن تنسى أبدًا هذه المواقف، وقال: "نحن نعتقد أن حل الخلافات في المنطقة كلها غير ممكن سوى من خلال قنوات الحوار، ولا يمكن لأي دولة فرض وجهات نظرها على الدول الأخرى".

وأكد أن قطر ستواصل سياستها في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، مبينًا أن سياسة قطر ترتكز على دعم الشعب الفلسطيني.

وفور الإعلان عن إجراء تميم اتصالًا هاتفيًا بنظيره الإيراني، توالت ردود الأفعال الخليجية معربة عن غضبها من هذه المكالمة، كما حذرت من تداعياتها التي تجهلها قطر.

وقال مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التدوينات الصغيرة «تويتر»: «تعليمات شريفة لرئيس مركز محمية جزيرة شرق سلوى.. ترقبوا التنفيذ الحرفي للتوجيهات في تغطيات إعلام الظل وتغريدات خلايا عزمي».

وقال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش: «إن التواصل القطري الإيراني على أعلى المستويات والتوافق في الطرح والرأي، كما أوردته وكالة مهر الإيرانية ليس بالمستغرب، فما هو إلا انتقال من المستور إلى المفضوح، وهو توجه انتهازي ملتبس في دعم الحوثي وغيره من المواقف ولعله لا يعبر عن قناعات المواطن.»

وأضاف في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التدوينات الصغيرة «تويتر»: «لا أتصور أن المواطن القطري راض عن دعم حكومته للحوثي أو تقارب بلاده من طهران، كما أنه لم يرض قبلا بتطبيع بلاده مع إسرائيل أو علاقاتها مع حزب الله، عزل القطري عن محيطه مسئول عنها التوجهات السياسية الباطنية لقيادته.»

وتابع: «أعتقد أن الحكومة القطرية لم تحسب بدقة أضرار خبر اتصال الشيخ تميم وحديثه مع الرئيس الإيراني على الرأي العام المحليّ والخليجي، والإشكالية حين تكون المكابرة والعناد موقف شخصي وليس موقفًا وطنيًا».