رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

18 يونيو.. إعلان الجمهورية وبكاء ولي العهد

الراحل محمد نجيب
الراحل محمد نجيب

فى عام 1952 ذهب الرئيس الراحل محمد نجيب إلى الأمير محمد عبد المنعم، الوصي على العرش الملكي، عقب ثورة 23 يوليو، ليبلغه بخبر إلغاء الملكية وتحول مصر إلى الجمهورية.

يقول محمد نجيب، في مذكراته "كنت رئيسًا لمصر"، بكى الأمير عبدالمنعم وهو يسمع الكلمة الأخيرة في حكم أسرة محمد علي.

جاء اللقاء فور إصدار مجلس قيادة الثورة بيانا أعلن فيه إلغاء النظام الملكي في مثل هذا اليوم، 18 يونيو 1953، موجهًا أعنف نقد إلى أسرة محمد علي جاء فيه، "إن تاريخ أسرة محمد علي كان سلسلة من الخيانات التي ارتكبت في حق هذا الشعب، وكان من أولى هذه الخيانات إغراق إسماعيل في ملذاته، وإغراق البلاد بالتالي في ديون عرضت سمعتها وماليتها للخراب، حتى كان ذلك سببًا تعللت به الدول الاستعمارية للنفوذ إلى أرض هذا الوادي الآمن الأمين، ثم جاء توفيق فأتم هذه الصورة من الخيانة السافرة في سبيل محافظته على عرشه، فدخلت جيوش الاحتلال مصر لتحمي الغريب على العرش الذي استنجد بأعداء البلاد على أهلها، وفاق فاروق كل من سبقوه من هذه الشجرة، فأثرى وفجر، وطغى وتجبر وكفر، فخط لنفسه نهايته ومصيره، فآن للبلاد أن تتحرر من كل أثر من آثار العبودية التي فرضت عليها نتيجة هذه الأوضاع".

وبعد هذه المقدمة ذكر البيان قرارات قيادة الثورة، وكان أولها، نصًا "نعلن اليوم باسم الشعب إلغاء النظام الملكي وحكم أسرة محمد علي مع إلغاء الألقاب من أفراد هذه الأسرة".

ثانيًا إعلان الجمهورية وتولي الرئيس اللواء أركان حرب محمد نجيب، قائد الثورة، رئاسة الجمهورية مع احتفاظه بسلطاته الحالية في ظل الدستور المؤقت الصادر في 10 فبراير 1953.

ثالثًا يستر هذا النظام طوال فترة الانتقال، ويكون للشعب الكلمة الأخيرة في تحديد نوع الجمهورية، واختيار شخص الرئيس عند إقرار الدستور الجديد.

وفي اليوم ذاته، أصدر نجيب قرارًا جمهوريًا بتعيين حضرة الصاغ أركان حرب محمد عبدالحكيم عامر، قائدًا عامًا للقوات المسلحة، ويمنح رتبة اللواء، وتعيين سليمان حافظ، مستشارًا قانونيًا، لرئيس الجمهورية بمرتب 3 آلاف جنيه في العام.

وتقرر تعديل التشكيل الوزاري، وفي التعديل الجديد أصبح البكباشي جمال عبد الناصر، نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للداخلية، وأصبح عبد اللطيف البغدادي، وزيرًا للحربية، وتم تعيين صلاح سالم، وزيرًا للإرشاد القومي، ووزيرًا للدولة لشئون السودان.

وبمقتضى إعلان الجمهورية وتولي محمد نجيب منصب رئيس الجمهورية، كان من الطبيعي أن ينتقل نجيب إلى قصر عابدين لممارسة مهام منصبه، لكنه رفض وفضل البقاء في منزله بحلمية الزيتون ويقول في مذكراته، "رغم أن بيتي لا يليق بأن يكون بيتًا لرئيس الجمهورية ورغم بعده عن قلب العاصمة فقد فضلت البقاء فيه لكي أقنع الآخرين بالتقشف وإعطاء المثل لهم".

ويضيف نجيب، "عندما قالوا لي إن مرتب رئيس الجمهورية 6 آلاف جنيه في العام، أي خمسمائة جنيه في الشهر، عرضت التنازل عن نصف المرتب طوال فترة الرئاسة نظرًا لما تتطلبه الدولة من أموال تستدعيها المشروعات الجديدة، كما ورد في كتاب (ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر)، للكاتب سعيد الشحات".