رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهمة 2.. كيف يخطف كوبر بطاقة التأهل أمام روسيا؟

جريدة الدستور

بمعنويات كبيرة وطموحات لا سقف لها، يدخل منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم لحظات فارقة فى مسيرته بكأس العالم، عندما يصطدم بنظيره الروسى، صاحب الأرض والجمهور.‏
ولأنها مباراة ستحدد بدرجة كبيرة صاحب بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة الأولى، فإنها ستكون الأهم على الإطلاق لكلا الفريقين، سواء بتأكيدها صعود «الروس» أو منحها أمل التأهل من جديد ‏لـ«الفراعنة».. «الدستور» تكشف فى السطور التالية كيف يستغل الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب، الثغرات المتاحة فى فريق «الدب الروسى»؟ وما هى طريقة إيقاف مراكز ‏قوته ومحركاته؟ وإلى أى مدى يمكننا تحقيق الانتصار والعبور التاريخى؟


اللعب بنفس طريقة مباراة أوروجواى.. وتطوير الضغط والتحول للهجوم

بعد الأداء القوى أمام أوروجواى، ارتفع سقف طموح الجماهير المصرية، وسادت حالة إجماع على قوة «الفراعنة»، وذهب كثيرون يقللون من الخصم (روسيا) مقارنة بما قدمه منتخبهم الوطنى.‏
أولى الطرق المؤدية لطريق الانتصار هى الإيمان التام بأن الخصم الروسى لا يقل عنا أبدًا وربما يتفوق فى بعض النقاط ويمتلك كثيرًا من العوامل والأسلحة التى ترجح كفته، وهذا يدفعنا ‏لاحترامه ودخول المباراة بشكل متوازن بين الحالة الدفاعية والهجومية، وتجنب الاندفاع والتهور الذى سيكلفنا الكثير.‏
أمام السعودية، لم تكن روسيا بالقوة المرعبة أو المخيفة، بل ساعدها تقدم الفريق السعودى وتركه المساحات، وهو الأمر المرشح للتكرار فى حال سيطرت الحالة الجماهيرية على أفكار المنتخب ‏الوطنى وقرر كوبر العدول عن استراتيجيته والمغامرة بهجوم مبكر.‏
على كوبر أن يبدأ المباراة بشكل متحفظ تمامًا، ويركز على إغلاق المساحات وحرمان مهاجمى الفريق الروسى من خلق فرص التهديف، تمامًا مثلما بدأنا أمام أوروجواى فى الشوط الأول، وذلك ‏حتى نخلق الصعوبات أمام الخصم.‏
فى روسيا، يؤمن الجميع وعلى رأسهم تشيرتشيسوف، المدير الفنى لـ«أبناء القيصر»، أن منتخب بلادهم أقوى كثيرًا من نظيريه المصرى والسعودى، وزادتهم ثقة وكبرياء تلك الخماسية المذلة ‏للسعودية، ويستمدون قوة كبيرة من العامل الجماهيرى وربما الضغط على التحكيم، لذلك سيدخل الفريق طامعًا فى الفوز وضاغطًا من البداية، ما يجعل من عدم احترامه أمرًا سلبيًا.‏
من يعرف كوبر جيدًا، سيكون على يقين تام بأنه لن يستبدل طريقة اللعب، ولن يتغير فى التعامل مع روسيا عما كان عنه أمام أوروجواى، وهو أمر مطلوب فى الشوط الأول على أقل تقدير، مع ‏بعض التعديلات فيما يتعلق بعملية الضغط على الخصم، والتحول من الدفاع للهجوم.‏
الفريق الروسى سيبدأ المباراة بضغط عال من المناطق الأمامية، وسيحاول الحصول على الكرة من الأمام مثلما فعل أمام السعودية، معتمدًا فى ذلك على الرباعى الأمامى سمولوف، وساميدوف، ‏وتشيرتشيف، وجولفين، ما يتطلب يقظة كبيرة من الفريق المصرى، وحرصًا كبيرًا من البدايات، لذا فإن طريقة كوبر بحرصه الذى نعرفه، ستكون أفضل الطرق لنا لبدء اللقاء على أن يتبدل الشكل ‏فى الخواتيم إذا تطلب الأمر.‏


تعزيز الأطراف أمام «الرباعى الطائر».. وصلاح بديلًا لـ«مروان»‏
فيما يتعلق بالشكل الفنى، يمتلك الفريق الروسى أطرافًا قوية للغاية، وسرعات رهيبة تجعله ينتقل فى زمن قصير من المناطق الخلفية إلى الأمامية.‏
فى الجهة اليسرى تحديدًا، سيجد الفريق المصرى مصاعب كبيرة جدًا فى وجود جيركوف، الذى يعد أحد أخطر لاعبى الفريق الروسى، ومن محاور الأداء الرئيسية والفاعلة، لما يمتلكه من سرعة ‏وقوة بدنية، وإجادة الصراعات الثنائية وإرسال الكرات العرضية.‏
فى وجود أحمد فتحى نحن دائمًا فى أمان، لكن الأمر سيتبدل فى وجود الجناح الذى يؤدى أدوار صناعة اللعب من الجهة ذاتها، وهو أخطر لاعبى الفريق تشيرتشيف، الذى يؤدى أدوار الجناح ‏الأيسر تارة ويدخل فى العمق تارة أخرى.‏
عبء كبير سيتحمله «فتحى» فى وجود ثنائية مرعبة فى الناحية التى يلعب بها «جيركوف وتشيرتشيف»، يحتاج معها إلى مساندة كبيرة من الجناح الذى سيلعب أمامه، خاصة فى حال الاعتماد ‏على محمد صلاح إذا تماثل للشفاء.‏
فوجود «صلاح» أمام «فتحى» سيخلق أزمات دفاعية، لأن نجم ليفربول لا يؤدى الأدوار الدفاعية، كما أنه غير جاهز بدنيًا بشكل كامل، ولم تفلح فكرة تكليف أحد لاعبى الوسط بتعويض قصوره ‏الدفاعى لانشغالهم الدائم بمعركة العمق.‏
ربما يكون الحديث عن تأمين تلك الجهة مرتبطًا بنقل محمود حسن «تريزيجيه»، لكن الأزمة ذاتها ستكون فى الناحية الأخرى عند محمد عبدالشافى، إذ لن يجد من يعينه على الدفاع أمام جهة ‏خطرة أيضًا.‏
‏«عبدالشافى» فى الأساس كان ولا يزال «ثغرة»، نسأل الله ألا تستمر فى مباراة الغد، وسيكون فى مواجهته ساميدوف الذى أزعج الخصم السعودى كثيرًا، ويعاونه الظهير الأيمن فيرنانديز ‏صاحب الأصول البرازيلية.‏
ولمواجهة هذه الثنائيات فى الناحيتين اليمنى واليسرى، فأنت فى حاجة إلى جناحين يمتلكان قوة بدنية كبيرة لدعم ظهيرى «الفراعنة»، ومراقبة عملية صعود ظهيرى الخصم بشكل محكم.. إذًا ما ‏الحل؟.‏
أولًا، يجب تأمين الأطراف بوجود «تريزيجيه» وعمرو وردة أمام الظهيرين «فتحى» و«شيفو»، على أن يلعب «صلاح» - إذا كان جاهزًا بنسبة ١٠٠٪ وأشك أن يكون كذلك- فى مركز ‏المهاجم الوهمى، بعد استبعاد مروان محسن من التشكيل تمامًا.‏
آخر لقاء جمع بين الفريقين



المساحات متاحة لـ«المرتدات».. والعامل البدنى يحسم المواجهة
الحديث كله عن الدفاع وقوة الخصم.. كيف نهاجم نحن؟.‏
فى البداية، يجب أن نعرف أننا سنخوض معركة بدنية كبيرة جدًا أمام فريق أقوى أسلحته الجرى الكثير والروح القتالية، لذلك سنجد صعوبات كبيرة عندما نبحث عن فرص للتقدم والتسجيل، لكن ‏يبقى عامل الذكاء والابتكار فى صالح لاعبينا.‏
فرصة الهجوم وتشكيل الخطورة ستكون سانحة، خاصة فى الجهة اليمنى للمنتخب المصرى، التى تشهد تقدما دائما ومبالغا فيه من ظهير الخصم جيركوف، وتكون المساحات خلفه متاحة بشكل ‏كبير.‏
‏«صلاح» سواء شارك كجناح أيمن أو رأس حربة وهمى فإنه سيكون حرًا فى اختيار الأماكن التى يتحرك بها، ويمكنه استغلال الثغرة التى ستتولد خلف جيركوف، لكن ذلك يتطلب سرعة فى ‏التمرير من المناطق الخلفية إلى الثلث الأخير للخصم.‏
ويحتاج الفريق المصرى إلى تكليف أحد ظهيرى الجانب «فتحى» أو «عبدالشافى» بالأدوار الهجومية والتدرج بالكرة فى حال كانت الكرة بجهته، على أن يبقى الآخر فى المناطق الخلفية، بينما ‏تبقى فكرة التزامهما بالبقاء فى الخلف.‏
كما أن «تريزيجيه» سيجد مساحات فى الجهة اليسرى لـ«الفراعنة»، لأن ساميدوف من اللاعبين الذين لا يلتزمون بالأدوار الدفاعية، وتقل فرص عودته للخلف وهو ما يتيح الفرصة للاعبنا ‏السريع لاستغلال الأمر وتشكيل خطورة على مرمى الدب الروسى.‏
إلى جانب ذلك، سيمثل وجود «صلاح» فى التشكيل الأساسى من بداية المباراة عبئًا نفسيًا على الخصم، وسيجبر المدافعين على الالتزام بأماكنهم، وهذا سيخلق مساحات للفريق المصرى، مع التزام ‏قلبى دفاع الخصم بالعمق الدفاعى، وعدم مغامرتهما بالتقدم، على اعتبار أن ذلك «انتحار» أمام نجم ليفربول.‏
لكن ماذا لو لم يكن «صلاح» جاهزًا بشكل كامل؟.‏
فكرة الدفع بصلاح من البداية دون الجاهزية الفنية والبدنية ستكلفنا الكثير، لذلك من الوارد أن يدخره كوبر للشوط الثانى، وهو ما يمكن مواجهته عن طريق الاستعانة بـ «عمرو وردة» فى مركز ‏المهاجم الصريح على أن يلعب رمضان صبحى فى مركز الجناح الأيمن.‏
‏«وردة» لاعب مجهوده أعلى كثيرًا من مروان محسن، ويُجيد التحرك على الأطراف والاستحواذ على الكرة وهو ما يمنحنا محطة جيدة، إلى جانب إسهام تحركاته الكثيرة فى خلق المساحات التى ‏يفشل «مروان» فى توليدها لقلة حركته وبطئه الشديد.‏
كما ينبغى على كوبر تقسيم المباراة على جزئيات لمواجهة تحدى الصراع البدنى، ويجب أن يعلم أن المباراة ستنتهى فى الثلث الأخير، لذلك سيكون لدكة البدلاء دور فاعل فى تحديد النتيجة، ما ‏يتطلب إعداد محمود عبدالمنعم «كهربا» ورمضان صبحى لأداء تلك المهمة.‏