رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"توفيق" و"السباعي".. أدباء تنبأوا بموعد وفاتهم

جريدة الدستور

لا أحد يعلم تاريخ وفاته، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولكن هناك بعض الأدباء الذين تنبأوا في كتابتهم بموعد وفاتهم، وكذلك منهم من تنبأ بطريقة موته، "الدستور" رصدت بعض هذه الأسماء:

الكاتب الكبير يوسف السباعي، الذي يتزامن اليوم 17 يونيو، مع ذكرى ميلاده، جاء في روايته "طائر بين محيطين" التي نشرت عام 1971، " ماذا سيكون تأثير الموت عليّ وعلى الآخرين؟ لا شيء.. ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير، ليس لأني مت بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة"، وقد كان، فما تنبأ به السباعي في روايته تحقق باغتياله في قبرص، فى صباح 18 فبراير عام 1978، عن عمر ناهز الـ60 عامًا، أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمرًا آسيويًا إفريقيًا بأحد الفنادق.

قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية القبرصية، دفعت مصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد نجاح وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض على القتلة دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن في كافيتريا الفندق، مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز "DC8" للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين، واتهمت لاحقًا منظمة أبونضال بالجريمة.

"كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 إبريل بعد صلاة الظهر"، جملة عابرة كتبها الروائي أحمد خالد توفيق عام 2012، في مقال له بعنوان "أماركورد"، تنبأ فيها بيوم وفاته وموعد دفنه.

وتحققت نبؤة توفيق فبعد 6 سنوات من كتابته للمقال توفي، في 2 أبريل الماضي، لتكون دفنته ظهر الثالث من إبريل 2018، وهو ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان خبر وفاته، بعنوان "أحمد خالد توفيق تنبأ بموعد وفاته".

لم يكن توفيق هو الوحيد الذي تنبأ بموعد وفاته، فالأديب الساخر مارك توين، الذي ولد في 30 نوفمبر عام 1835، بولاية ميزولاي الأمريكية، كان ضمن الذين تنبأوا بموعد وفاتهم، وذلك بعدما أصيب عام 1896، باكتئاب شديد إثر وفاة ابنته سوزي بالالتهاب السحائي، وعمق أحزانه وفاة زوجته أوليفيا التى كان يكن لها حبًا شديدًا بعدما ذاعت شهرته.

وأشار توين، ساخرًا ذات يوم، "لقد جئت إلى هذا العالم مع مذنب هالي سنة 1835، وها هو قادم ثانيةً العام القادم، وأنا أتوقع أن أذهب معه"، لكن القراء استنكروا كلامه وظنوا أنه كان يمزح، ولكن صدقت نبوءته بالفعل، إذ توفي بأزمة قلبية، في الثاني من إبريل عام 1910، بعد يوم واحد فقط من اقتراب المذنب من الأرض، تحديدًا في أقرب وضع ممكن للأرض، وهو المذنب الذى يمر بالأرض كل 75 عامًا.