رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سيدة الأرض".. أنجلينا جولي من فوق أنقاض "داعش": أنقذوا الموصل

جريدة الدستور


لم تكن زيارة النجمة الأمريكية أنجلينا جولى إلى مدينة «الموصل» العراقية، السبت، بعد أقل من عام على تحريرها من تنظيم «داعش» الإرهابى، هى الأولى التى ‏تجريها داخل مناطق الصراع والأزمات الإنسانية والحروب.‏
وتعد «أنجلينا» من أكثر نجمات هوليوود اهتماما بالقضايا الإنسانية ومساعدة الآخرين، وتمكنت عبر أعمالها الخيرية من كسب تقدير كل الشعوب، حتى حصلت على لقب ‏‏«نجمة الإنسانية» فى ٢٠٠٧، خلال استطلاع رأى أجراه موقع «اليرت نت».‏

حصدت النجمة الهوليوودية، تقديرًا لجهودها التطوعية التى بذلتها طوال السنوات الماضية، جائزة «جان هيرشولت»، التى استحدثتها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، المانحة لجائزة «الأوسكار».‏
وإلى جانب تلك الزيارة، التى تعد الخامسة للعراق، وتبرعت خلالها بـ٢ مليون دولار من حسابها الشخصى لإعمار الموصل، زارت «أنجلينا» من قبل مخيمات اللاجئين فى لبنان، ولاجئى الصومال فى ‏كينيا، بجانب أفغانستان وباكستان والصومال وتنزانيا وسيراليون والسلفادور ودارفور، وغيرها من المناطق الساخنة الفقيرة، مصطحبة معها شاحنات بها مختلف أنواع الطعام والغذاء والأدوية.‏
وخلال جولتها فى العراق، التقت «أنجلينا» -التى اختيرت سفيرة ومبعوثة خاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين- الفتيات اللائى عدن إلى المدرسة بعد تحرير «الموصل» من «داعش».‏
وتحدثت الممثلة الحائزة على جائزة «الأوسكار»، والبالغة من العمر ٤٣ عاما، مع أب عراقى وأطفاله الثلاثة، بمن فيهم ابنتاه الصغيرتان، اللتان عبر عن فخره واعتزازه برؤيتهما تعرضان تقاريرهما ‏المدرسية على «أنجلينا».‏
وكشفت «أنجلينا» لمجلة «بيبول» الأمريكية، تفاصيل لقائها مع تلك العائلة العراقية أمام أنقاض جامع «النورى» فى الموصل، قائلة: «الفتيات اللواتى التقيت بهن، تحدثن عن السنوات التى عجزن خلالها ‏عن الذهاب إلى المدرسة، ومشاهد القتل التى حدثت أمام أعينهن، بجانب الشعور بالخوف من مغادرة منازلهن».‏
وأضافت: «من المؤسف للغاية أن الأشخاص الذين عانوا من وحشية لا مثيل لها، لديهم القليل من الجهد والعزيمة لإعادة بناء حياتهم التى كانوا يتمتعون بها من قبل».‏
وشددت «أنجلينا» على ضرورة بذل كل جهد ممكن لإعادة إعمار مدينة الموصل، التى تعد ثانى أكبر مدينة فى العراق، وتحديدًا ما لا يقل عن ٤٠ ألف منزل بها، خاصة بعدما غادرها أكثر من مليونى ‏شخص.‏
وتابعت: «هذا أسوأ دمار شاهدته فى كل سنوات عملى مع المفوضية.. لقد خسر الناس هنا كل شىء.. منازلهم دمرت وهم معدمون، وليس لديهم دواء لأطفالهم، ولا مياه جارية أو خدمات أساسية، ولا ‏تزال المدينة محاطة بجثث تحت الأنقاض بعد صدمة احتلال داعش التى لا يمكن تصورها.. يحاولون الآن إعادة بناء منازلهم، وغالبًا بمساعدة ضئيلة أو معدومة».‏
واستكملت: «أعترف بالتضحيات العظيمة التى تحققت فى تحرير الموصل، لكن آمل أن يكون هناك التزام مستمر بإعادة البناء وتحقيق الاستقرار فى المدينة بأكملها، وأدعو المجتمع الدولى إلى عدم نسيان ‏المدينة، وعدم تحويل انتباههم عن شعبها.. لقد تعلمنا فى العراق من قبل وفى أماكن أخرى فى المنطقة مخاطر ترك الفراغ الأمنى والعملى، لذا فإن الاهتمام هو ما تستحقه العائلات والناجون هنا». ‏وتعرض مئات الآلاف من سكان الموصل لأهوال الحرب، بما فى ذلك التعرض للانفجارات وإطلاق النار، واستخدام العديد من السكان كدروع بشرية، وتحولهم إلى أهداف أثناء محاولة إرهابيى «داعش» ‏السيطرة على المدينة.‏
وشهدت الحرب مع «داعش» قصف المبانى الموجودة داخل الشوارع الضيقة، وتدمير الأخرى المكشوفة، ما جعل مفوضية شئون اللاجئين تصف المعارك التى شهدتها المدينة بأنها «أكبر وأطول ‏معركة حضرية منذ الحرب العالمية الثانية».‏