رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سالم عبدالجليل: أول قصة حب بدأت في الابتدائي (حوار)

 الشيخ سالم عبدالجليل،
الشيخ سالم عبدالجليل،

أحب تربية الحيوانات الأليفة.. وليس لدى مانع من غسيل «المواعين»‏

يدخل الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، منزله، فتستقبله قطته التى لا تأكل إلا منه، وهو لا يمانع فى اقتناء ‏كلب لكن ما يمنعه من تحقيق أمنيته أنه لا توجد بمنزله حديقة خاصة. فى حياة «عبدالجليل» الشخصية، الكثير من الأسرار، التى ‏تبتعد تمامًا عن دراسته الأزهرية وعلاقته بالدين والعمامة، فهو محب لأنواع من الموسيقى والغناء، ولا يمانع فى مشاهدة ‏مسلسلات معينة، بشرط عدم وجود مشاهد خادشة للحياء، وأيضًا هناك قصة حب بدأت منذ أول يوم له فى التعليم. حاورت ‏‏«الدستور»، الشيخ سالم، للحديث عن جوانب عديدة فى حياته الشخصية، وفى لحظات معينة، سألنا وكيل وزارة الأوقاف ‏السابق عن رأيه فى مساواة المرأة فى الميراث، وتحريم تعدد الزوجات، وكذلك الحجاب والنقاب، فكانت إجاباته واضحة وقاطعة



‏■ نبدأ الحديث معك بسؤالك عن العلاقة التى تربطك بالموسيقى والكتب.. كيف بدأت؟
‏- أنا لا أحب الغناء، إلا الغناء والإنشاد الصوفى الدينى، وأعشق فى الابتهالات الشيخين نصرالدين طوبار والنقشبندى، وأسمع الإنشاد الدينى بالموسيقى، وقرأت القرآن الكريم وتمتعت بالمقامات الموسيقية ‏بالفطرة دون أن أتعلمها.‏
‏■ فيما يخص المسلسلات وزيادة عددها مؤخرًا.. هل تحرص على مشاهدتها؟
‏- الأزهريون بالتحديد ليس لديهم وقت لمشاهدة المسلسلات بسبب المواد الكثيرة التى ندرسها، وفى الإجازة نراجع القرآن، ونادرًا ما كنت أشاهد المسلسلات حين كنت فى القرية، لأن التليفزيون لم يكن ‏مشهورًا، إلى أن انتقلت للقاهرة، ولكن إذا كان هناك مسلسل فيه مشاهد غير خادشة للحياء أشاهده عادى، بالإضافة إلى بعض البرامج.‏
‏■ وماذا عن علاقتك بوالديك؟.. وهل هناك مواقف ما زالت عالقة فى ذهنك؟
‏- توفيت والدتى وأنا فى الثانوية، وكانت معلمة قبل أن تكون أمًا، ومربية قبل أن تكون والدة، يُضرب بها المثل فى الانضباط والأخلاق والأمانة وحبها للتعلم والتعليم، وكانت تحرم نفسها من لقمة العيش ‏حتى نتعلم أنا وإخوتى.‏
أذكر لها من المواقف الجميلة فى حياتى، أنها سمعت صراخًا من بيت جيراننا، وكنا صغارًا، وقالوا إن أحد أبناء القرية دخل الجيش وأمه تبكى، وهذا كان فى أوائل السبعينيات، والدتى قالت لى بعدها: ‏‏«أقسم بالله يوم ما تدخلوا الجيش وأنا عايشة هزغرد»، وكان نفس أمى تعيش وتشوفنى وأنا أرتدى الزى العسكرى، وقلت هذا الكلام لأولادنا فى القوات المسلحة.‏
أما عن أبى، فقد استطاع أن يحصد الثمرة لأنه رآنى وقد أصبحت إمامًا وخطيبًا مميزًا، ورآنى وأنا أختم القرآن فى التليفزيون، وأنا أُدرّس للطلبة، وكان يقول لى دائمًا: ميغركش الناس، ومتنافقش حتى لا ‏تدخل جهنم، وكان رجلًا بسيطًا جدًا.‏
‏■ هل يُجيد الشيخ سالم الطبخ؟
‏- ليس لدى مانع من غسل مستلزمات المطبخ، لكن لا علاقة لى بالطبخ، لأنى نشأت فى أسرة كانت أخواتى فيها بمثابة أمهات، وفى القاهرة التحقت بالمدينة الجامعية، وبعدما تخرجت فى الجامعة ‏تزوجت، ولم تتح لى الظروف فرصة لتعلم الطبخ، لكن يمكننى إعداد السَلطة.‏
‏■ وماذا عن أول قصة حب فى حياتك؟
‏- كانت فى الصف الأول الابتدائى، وبالتحديد فى أول يوم أذهب للمدرسة، رأيت زميلة جميلة أحببتها، وعندما رجعت إلى البيت سألتنى أختى: «ماذا فعلت فى المدرسة؟»، فأجبتها: أحببت بنتًا جميلة، ‏وكانت فى الصف الخامس، وظلوا يتحدثون عن هذا الحب حتى بلوغى العاشرة، وبعد ذلك ذهبت إلى الأزهر، وتوفيت هىّ، رحمها الله.‏
‏■ كيف كانت بدايتك مع زوجتك الحالية؟
‏- تعرفت على زوجتى عن طريق صديق رشحها لى، حين كنت أعمل فى أحد المساجد بمصر الجديدة، وربنا أكرمنى بها، وهىّ من أسرة طيبة، وأسرتها قدرت أنى ضعيف ماديًا، ووقفت بجوارى، ‏وزوجتى تحملتنى كثيرًا وربنا يعينها وتتحملنى فى القادم.‏
‏■ هل تحب الحيوانات الأليفة؟
‏- أحب الكلاب، لكن لا أستطيع تربية كلب فى بيتى، لأنى لا أمتلك حديقة، وعندى قطة فى منزلى ترفض أن تأكل من يد غيرى.‏
‏■ وماذا عن علاقتك بأهل قريتك.. هل تأثرت بقدومك إلى القاهرة؟
‏- أتعامل مع الجميع بالتواضع والحب، ومحبة الناس كنز أفضل من كنوز الدنيا كلها. ‏
‏■ ما موقفك من تولى المرأة منصب شيخ الأزهر؟
‏- رئاسة مشيخة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وجامعة الأزهر، ليست حكرًا على الرجل، ولو تم اختيار امرأة من قِبل هيئة كبار العلماء، فمن حقها تولى المسئولية، لكن عندما يكون هذا المنصب ‏دينيًا بحتًا ويخطب فى الناس ويؤمهم، ففى هذا الحالة لا يجوز.‏
‏■ ما تعليقك على اعتبار «الحجاب» دخيلًا على الإسلام؟
‏- من الممكن أن نقول هذا الكلام عن النقاب، لأنه من العادات أقرب منه إلى العبادة، كما قال الشيخ الشعراوى، إنه ليس مقبولًا وليس مرفوضًا باعتبار أن المرأة حرة، لكن الحجاب فريضة بإجماع أمة ‏الإسلام، وناقض الإجماع لا يجوز الأخذ برأيه على الإطلاق، وهذه دعوة هدامة للدين لا يجوز الانسياق وراءها.‏
‏■ هناك من يطالب بتحريم تعدد الزوجات.. ما رأيك؟
‏- يجب أن نفهم أولًا.. هل التعدد واجب أم مباح أم محرم؟، لو افترضنا أنه واجب فلا يجوز أن نضع له قيودًا أو قوانين، أما إذا كان محرمًا فهو محرم بطبيعته، لكن عندما نقول إنه مباح فهنا يجوز لولى ‏الأمر تقييد المباح، ولو أن مجلس النواب رصد أن التعدد أصبح وبالًا على الأمة، ومضاره أكثر من منافعه، وناقش هذه القضية واتخذ قرارًا بمنعه، أنا هوافقه وليس لدى مشكلة لأنه مباح، وتقييد المباح ‏جائز، لكن التعدد نافذة ضيقة لا يجوز إغلاقها، لأن البديل سيكون «الزنا والفجور».‏
‏■ وأخيرًا.. ما تعليقك على مساواة المرأة بالرجل فى الميراث؟
‏- هناك فرق بين العدالة والمساواة، فالقرآن ينشد العدالة، والعدالة أهم من المساواة، والقرآن يتعامل مع المرأة بالعدالة وليس المساواة، والمساواة هنا ظلم.‏