رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. قصة تحول ميدان التحرير لحديقة عامة "فسحة الفقراء"

صورة من الحدث
صورة من الحدث

دخل أحمد سعيد، رجل في الثلاثين من عمره، يمتاز بسمار بشرته، وجمال ابتسامته التي تزين وجهه، منزله، أمس السبت، ليجد الدموع تنسال من عيون طفلته الوحيدة ملك، الجالسة على الأريكة، تشاهد تغطية إحدى القنوات الفضائية لاحتفالات عيد الفطر المبارك.

أسرع أحمد وضمها لصدره متسائلًا عن سبب بكائها، لترد بعيون بريئة ووجه عابس، بعد أن ظلت تلتقط أنفاسها بصعوبة من شدة البكاء، قائلة "عايزة ألعب في الجنينة"، فيرد عليها ليعدها بالذهاب غدًا إلى إحدى الحدائق وشراء بعض الحلوى.

بعد أن رحلت أشعة الشمس العمودية عن الشوارع، بعد أذان العصر، أخذت والدة ملك تكوي ملابسها وتعد ابنتها للذهاب إلى الحديقة برفقة حماتها، التي ظلت قابعة في المنزل طوال رمضان، واقتصر خروجها على صلاة التراويح التي تؤديها في أحد المساجد المجاورة لها.

بعد أن تحضروا للذهاب، أخذ أحمد يجمع فتات المال الذي تبقي من راتبه الشهري، بعد شراء الحلوى وملابس العيد، والذي على أساسه حدد وجهة أسرته إلى حديقة النصب التذكاري بميدان التحرير، وكان البرنامج على النحو التالي، أنهم سيجلسون في الحديقة وبعدها يتناولون الكشري في أحد المحلات القريبة من الميدان، ومن ثم يأخذون كوبًا من الأيس كريم عند محل للحلوى، وتنتهي رحلتهم بالجلوس على كورنيش النيل في ميدان عبد المنعم رياض.

لم يكن هذا حال أحمد فقط، وإنما كان وضع العديد من الأسر التي لم تسمح لها أوضاعها الاقتصادية بالذهاب إلى الحدائق والمتنزهات التي يتم دفع رسومًا على دخولها، فأصبح التحرير وجهتهم أيام عيد الفطر.