رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيرة الشيخ أحمد محمد شاكر.. "شمس الأئمة"

 الشيخ أحمد محمد
الشيخ أحمد محمد شاكر

لقب بـ"شمس الأئمة" و"أبو الأشبال"، فهو إمام مصري من أئمة الحديث في العصر الحديث، درس العلوم الإسلامية وبرع في كثير منها. فقيه ومحقق وأديب وناقد، لكنه برز في علم الحديث حتى انتهت إليه رئاسة أهل الحديث في عصره، كما اشتغل بالقضاء الشرعي حتى نال عضوية محكمته العليا، إنه الشيخ أحمد محمد شاكر الذي تحل اليوم 14 يونيو ذكرى وفاته".

الشيخ أحمد شاكر، من مواليد 29 يناير 1892 بالقاهرة، لوالده الشيخ محمد شاكر وهو عالم أزهري أيضًا شغل عدة مناصب منها وكيل الأزهر، في 11 مارس 1900 سافر به والده إلى السودان حيث تولى منصب قاضي قضاة السودان، وعمره حينها ثماني سنوات فألحقه والده بكلية غوردون واستمر بها حتى عاد إلى مصر في 26 أبريل سنة 1904 فألحقه أبوه بمعهد الإسكندرية "وكان والده شيخ المعهد".

وفي 29 أبريل 1909 عاد والده للقاهرة، فالتحق أحمد شاكر بالأزهر حتى نال شهادة العالمية سنة 1917، ودرس أحمد شاكر أصول الفقه على يد الشيخ محمود أبو دقيقة "أحد علماء معهد الإسكندرية، وعضو هيئة كبار العلماء".

ودرس على والده الشيخ محمد شاكر تفسير البغوي وصحيح مسلم وسنن الترمذي وشمائل الرسول وبعضا من صحيح البخاري، وجمع الجوامع وشرح الأسنوي على المنهاج في الأصول، وشرح الخبيصي وشرح القطب على الشمسية في المنطق، والرسالة البيانية في البيان، وفقه الهداية في الفقه الحنفي.

أخذ العلم عن السيد عبد الله بن إدريس السنوسي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي، والشيخ شاكر العراقي، والشيخ طاهر الجزائري، والسيد محمد رشيد رضا، والشيخ سليم البشري، والشيخ حبيب الله الشنقيطي، وغيرهم كثير من أئمة الحديث حتى برع فيه.

درس الشيخ أحمد شاكر بالأزهر على المذهب الحنفي، وبه كان يقضي في القضاء الشرعي، لكنه كان بعيدا عن التعصب لمذهب معين مؤثرا الرجوع إلى أقوال السلف وأدلتهم، يقول أحمد شاكر بما يوضح مذهبه العلمي، في معرض تحقيقه لكتاب الرسالة للشافعي بعد أن أكثر من الثناء عليه وبيان منزلته:

ونال الشيخ أحمد شاكر شهادة العالمية من الأزهر الشريف حنفيا، وتولى القضاء منذ 20 سنة يحكم بالمذهب الحنفي. ولكن بجوار هذا بدأ دراسة السنة النبوية أثناء طلب العلم، من نحو 30 سنة، ودرس أخبار العلماء والأئمة، ونظر في أقوالهم وأدلتهم، لم يتعصب لواحد منهم، ولم أحد عن سنن الحق فيما بدا له.