رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العيد ثواب المؤمن ومضيعة المقصر


العيد فى اللغة مأخوذ من «عاد» بمعنى العود أى عاد إليه، أو مأخوذ من العادة بمعنى اعتاد، والعيد فى الإسلام يأتى جائزة لمن أدوا شعائر الله وقاموا بحقها، الذين نزلت عليهم النفحات الربانية فى رمضان، فعفا الله عن مسيئهم، وغفر لمذنبهم. فالعيد كما قال الإمام علىّ عليه السلام، «إنّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا تعصى الله فيه فهو عيد».
فليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن أمن الوعيد، والفرح يكون لمن غُفر له، ومن ذاق حلاوة القرب من الله، ورأى ثمرات الطاعة قطوفها دانية، وخرج من المضمار الربانى، سابقًا إلى رضوانه وطاعته، ولم يكن من الخائبين، المقصرين، المتخاذلين.
إذا كان رمضان قد انتهى، فإن رب رمضان دائم الوجود، فعلينا أن نحرص على مداومة الطاعات والبُعد عن المعاصى، فرمضان شهر التمرين على التقوى، وإعداد النفس والبدن للقيام بصالح الأعمال والمداومة عليها. فلتكن هذه الأيام المباركة فرصتنا لتثبيت أقدامنا على الصراط المستقيم، ولتكن فرصة كى ننظر فى أوراقنا ونتدبر فيما قدمنا، وألا نتعجل الخروج من حلبة السباق وميدان مجاهدة النفس فالطريق طويل، ويوصينا النبى محمد (ص) «مَن أحیا لَیلةَ العِیدِ ولَیلةَ النِّصفِ مِن‏ شَعبانَ، لَم یَمُتْ قَلبُهُ یَومَ تَموتُ القُلوبُ».
وكان الإمام الحسين يبيت ليلة العيد فى المسجد، وكأنه يؤكد مواصلته الطاعة، واستغراقه فيها، فهو مطمئن البال إلى عظم الثواب الذى كتبه الله له فلا يهجر محرابه ويداوم على نوافله تقربًا لله.
وكان السلف الصالح يقولون «إنما جعل يوم الفطر عيدًا، ليكون للمسلمين مجتمع يجتمعون فيه، ويبرزون لله عز وجل فيمجدونه على ما منّ عليهم، فيكون يوم عيد ويوم اجتماع ويوم فطر ويوم زكاة ويوم رغبة، ويوم تضرع، ولأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب، لأن أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان، فأحب الله عز وجل أن يكون لهم فى ذلك مجتمع يحمدونه فيه ويقدسونه».
جعل الله كل أيامكم صراطًا إليه، وأعاد عليكم طاعته ورضاه.