رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمل دون عمل يقودك إلى الإحباط


«الرَّجاءُ ما قارَنَهُ عَمَلٌ، وإلّا فَهُوَ أُمْنِيَةٌ».. المقصود من الحكمة هنا أن الرجاء الصادق الحقيقى ينبغى أن يكون مقترنًا بعمل، لأن من رجا شيئًا طلبه وسعى لتحقيقه من خلال خطوات عملية، وإلا تحول هذا الشىء إلى أمنية لا سبيل إليها نهائيًا.
وتشير تلك الحكمة إلى مفهوم «الأمل»، الذى يعد العاطفة الأكثر فائدة فى مواجهة الاكتئاب والإحباط والاضطراب، لأنها تدعمنا فى المشكلات التى تواجهنا، وتجعلنا نتعايش معها ونتخطاها، ونواصل طريقنا نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
والعواطف الإيجابية عامة تقوى الخلايا المختلفة فى الدماغ والجسد، التى تعطى الحافز والطاقة وتنشط عمليات التفكير التى يمكن اللجوء إليها واستخدامها، بدلًا من البقاء فى دائرة الاكتئاب.
وهناك نظريات عديدة خاصة بـ«الأمل» فى علم النفس الإيجابى، أشهرها نظرية عالم النفس الإيجابى البارز «تشارلز ر. سنايدر»، التى ترى أن «الشخص الذى يتحلى بالأمل يؤمن بواقعية أهدافه، ويضع مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة لتحقيقها».
لكن هل الأمل شىء مكتسب أم أنه موجود بالفطرة والإنسان يولد به؟
الدراسات تشير إلى أن الإنسان مولود بالأمل والطاقة، وأننا نتعرض لبعض المواقف فى الحياة التى يمكن أن تقوى الأمل أو تجعلنا نفقده. وفقدان الأمل يعتبر علامة من علامات الأمراض النفسية، ومؤشرًا على وجودها مثل الاكتئاب أو الفصام.
الخلاصة، أن الأمانى والأهداف تستطيع تحقيقها بالعمل والإرادة، والذى يحولها من الاستحالة إلى الإمكان، ولعل هذا ما تعبر عنه أغنية «فدائى» للعندليب عبدالحليم حافط ومن تأليف الشاعر محمد حمزة، والتى تقول فى أحد مقاطعها: «والنصر عمره ما كان أمانى».
فالنصر يحتاج أملًا وجهدًا وكفاحًا لكى يتحقق، والأمل دون عمل شعور سلبى يقودك إلى الإحباط، والأهداف والطموحات لن تتحقق دون أن يكون لديك أمل يجعلك مصرًا على تحقيق الأهداف.