رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل الرئيس ومسئولية الشعب


حمل لنا خطاب الرئيس بعد أداء اليمين الدستورية فى البرلمان، عدة رسائل مهمة لا بد أن نلتفت إليها لأنها تعكس مسارات الوطن فى المرحلة المقبلة، وهى علامات نسترشد بها من أجل المستقبل الأفضل له. لكن من ناحية أخرى فإن على الشعب المصرى والمخلصين من أبنائه مسئولية مهمة فى المرحلة المقبلة لأن مصرنا فى حاجة إلى تكاتف الجميع، القائد والشعب، لنمضى معًا فى بناء دولة حديثة ومتطورة ومستنيرة ومتقدمة.

أولى هذه الرسائل، أن الرئيس قد أعطى الشعب المصرى المسئولية لاستكمال منظومة بناء الوطن وصناعة مستقبله والعبور به إلى بر الأمان والمشاركة فى استقراره، انطلاقًا من ثقته فى الشعب المصرى العظيم.
ثانيتها، أنه يطالب بقبول الآخر إلا من أصحاب الفكر المتطرف، ما يعنى ضرورة تقبل الاختلافات فى الرأى، وهذه أهم قاعدة فى النظام الديمقراطى الذى نتطلع إليه.
ثالثتها، أهمية تجديد الخطاب الدينى واحترام الأزهر والكنيسة كدعامتين للدين الصحيح.
رابعتها، الاهتمام بالصحة والتعليم والثقافة، وهى ركائز أساسية إذا أردنا بناء دولة مصرية حديثة ذات هوية مصرية.
خامستها، مواصلة الاهتمام بعلاقات مصر مع العالم وإقليمها دون التورط فيها.
سادستها، مواصلة سياسات محورية، وعلى رأسها محاربة الإرهاب الأسود حتى يتم القضاء عليه، ومواصلة دعم أدوار مهمة لها تقدير خاص، وهى المرأة المصرية والجيش والشرطة.
كل هذه الرسائل مهمة، وميثاق جديد بين الرئيس والشعب كعلامات على الطريق الذى سيسلكه خلال ولايته الثانية، لكن من ناحية أخرى فإن الرئيس قد وضع الشعب العظيم المحب للوطن أمام مسئوليته باستثناء فصيل ذى فكر متطرف ومتشدد لأن المرحلة المقبلة تتطلب تكاتفًا واصطفافًا وتحملًا وصمودًا وعملًا جادًا وإنتاجًا ومشاركة فى بناء الدولة الحديثة، وفى بناء الإنسان المصرى الذى نتطلع إليه.
إن الشعب المصرى قادر على مواصلة الصمود وحماية الجبهة الداخلية، لأننا ما زلنا فى حرب تشارك فيها عدة دول لتنفيذ مخطط التدمير والتفتيت والتقسيم الذى فشلت فى تنفيذه فى مصر، ومازالت تحاول.
إن الشعب هو صمام الأمان فى الأوقات الصعبة، وقد استطعنا أن نعبر فوق الخطر وأن نواجهه وأن ننتصر عليه وأن نجعل حمم الإرهاب الأسود ترحل بعد عام واحد فقط.
إن الشعب المصرى شعب جبّار قادر على تحمل أصعب المحن وقادر على عبور المستحيل. وأتذكر هنا يومًا خالدًا فى تاريخنا، وفى شهر رمضان، حين تم العبور العظيم لقناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع من خلال رجال أبطال من الجيش المصرى فى العاشر من رمضان، وانتصرنا على إسرائيل فى حرب العبور، وبعدها فى معركة المفاوضات، وصولًا للسلام الكامل واسترداد الأرض.
إن المواطن المصرى أثبت أنه مواطن من طراز خاص، يتحمل فوق طاقته إذا ما اقتنع بأن التحمل فى مصلحة وطنه.. والمواطن المصرى يثق فى الرئيس السيسى وفى قدرته على إدارة دفة البلاد والعبور بنا فى معركة البناء والتنمية.. ولهذا فإننى من ناحية أخرى، أطالب الرئيس فى ولايته الثانية ببعض المتطلبات الأساسية لتخفيف العبء عن المواطن البسيط.. فلا تزال أمام المواطن تحديات وصعاب أثبت أنه قادر على تحملها، لكنه فى الوقت نفسه يتطلع إلى انفراجة وتحسن فى الأحوال، خاصة فيما يتعلق بزيادة الأسعار وضعف المرتبات والمعاشات، ما يعنى اختفاء الطبقة الوسطى التى أصبحت طبقة فقيرة غير قادرة على تحمل المزيد من الصعاب اليومية، خاصة مع مؤشرات ومقدمات ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات والكهرباء ووسائل المواصلات، ما يعد معادلة صعبة على المواطن ذى الدخل الثابت أو المرتب الشهرى الثابت، وأيضًا بالنسبة للمرأة المعيلة.. صحيح أنه قد تحققت نجاحات رائعة ومشروعات كبرى تم إنجازها بمعدلات سريعة، وصحيح أن معدل البطالة قد انخفض والأحوال الاقتصادية فى تحسن، كما أن معدل النمو الاقتصادى ارتفع إلا أن كل هذا جعل المواطن المصرى المتوسط الدخل يأمل فى أن يكون له مردوده المباشر بتحسن أحواله المعيشية وعلى حياته اليومية فى الخدمات، وتحسين المرتبات وتوافر فرص عمل للشباب المتخرج حديثًا، وفى المعاشات أيضًا.
إن هذا الخطاب أيضًا قد أسعدنا ودخل قلوبنا، لأنه فتح باب الأمل فى تحسن الأحوال والاستقرار واستكمال حلقات إصلاح التعليم والصحة والثقافة وتوفير الأمن والأمان، خاصة أن الرئيس تعهد لنا بأنه سيظل مقاتلًا فى سبيل الوطن الغالى ومن أجل مستقبل أفضل له.. ونحن على ثقة تامة فى قيادته الحكيمة التى ستصل بنا إلى بر الأمان، وبالعمل المخلص معًا سنخوض الصعاب ونتمكن من بناء دولة مستنيرة حديثة متقدمة يعيش فيها كل مواطن ومواطنة حياة كريمة فى أمن وسلام إن شاء الله.