رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير «57357»: كل مليم لدينا خاضع للرقابة.. والتبرعات «مش مال سايب»

جريدة الدستور

- شريف أبوالنجا قال إن كتائب «الإخوان» وراء الهجوم الأخير على المستشفى بعد زيارة «أبطال الجيش»
- العلاج لدينا بالمجان لكل المرضى.. والمصاب الواحد يتكلف ٩٢٢ ألف جنيه سنويًا
- أصبحنا نستقبل مرضى أكثر من طاقتنا بسبب ضغوط الصحافة ولدينا قوائم انتظار
- ندفع رواتب مجزية للعاملين ونأخذ منهم الجهد فى المقابل


قال الدكتور شريف أبوالنجا، مدير مستشفى «٥٧٣٥٧» لعلاج سرطان الأطفال، إن كل الإجراءات المالية داخل المستشفى تخضع بالكامل لرقابة الأجهزة المعنية، مثل أى جهة أخرى فى البلاد.
ونفى «أبوالنجا»، فى حواره مع «الدستور»، صحة الاتهامات الأخيرة الموجهة لإدارة المستشفى بشأن التصرف فى أموال التبرعات بشكل غير قانونى.
واتهم من أسماهم بـ«أعداء الوطن» بقيادة حملة الهجوم التى يتعرض لها المستشفى حاليًا، وعلى رأسها جماعة الإخوان وبعض «النشطاء» الذين يعملون على محاربة أى جهة ناجحة.
وشدد على أنه لا يقبل وجود أى مخالفات فى دخول المرضى إلى المستشفى أو التلاعب فى استقبالهم، وتغيير ترتيبهم عن طريق الوساطة.

- المستشفى مثل أى كيان ناجح، يهاجمه الفشلة وأعداء النجاح، والبعض يكره أن يرى فى مصر أى كيان ناجح، وقادر على تحقيق إنجازات كبيرة، لذا لم نسلم أبدًا من الهجوم المستمر علينا، لكننا نفضل الرد على ذلك بالعمل، وتحقيق المزيد من النجاحات.
وعلى من يهاجمنا ليلًا ونهارًا، أن يعرف عدد الأطفال الذين يتم شفاؤهم سنويًا من سرطان الدم والمخ والعظام، وكلها أنواع صعبة جدًا، والعلاج يكون على أعلى مستوى، ووفقًا للمعايير العالمية فى أحسن مستشفيات فى العالم.
ونحن ندعو أى شخص فى العالم، لا فى مصر فقط، لإجراء زيارة مفاجئة للمستشفى، خاصة أننا لا نمنع أحدًا من الدخول، ومن يُرد أن يرى ما نفعله، فليأتِ إلينا، وأنا شخصيًا سأصحبه فى زيارة لكل الأقسام والغرف، فليس لدينا ما نخفيه، والناس الذين يزوروننا يوميًا يفاجأون بكم الجهد المبذول فى المستشفى، الذى يأتى فى مقدمة الجهات الـ١٦ العاملة على علاج مرضى السرطان فى مصر.
■ ولماذا تتزايد الانتقادات الموجهة للمستشفى فى الوقت الحالى؟
- لأننا وكما أقول للمرة المليون مستشفى قائم على التبرعات، التى نحصل على معظمها بفضل الإعلانات، التى تتزايد بشكل كبير فى رمضان، لكن هناك أعداء لمصر، مثل جماعة الإخوان وغيرها، تكره أن ترى فيها أى كيان ناجح، وترفض أن نتقدم وننجح فى أى شىء، لذا فهى تهاجم المستشفى كما تهاجم الجيش والشرطة.
ويمكن ملاحظة ذلك بعد الهجوم الذى تصاعد ضدنا إثر زيارة بعض أبطال الجيش لنا، وبعد أن صورنا أغنية مخصصة للقوات المسلحة فى المستشفى، وهو ما لم تتحمله الجماعة، فحرضت كتائبها الإلكترونية من أجل شن حرب ضدنا.
■ كيف تردون على كل هذا الهجوم؟
- أقول لكل من ينتقد المستشفى، إن عليه أن ينظر أولًا إلى النجاح الذى يحققه، ففى العام الماضى كسبنا جائزة أفضل عمل مؤسسى من ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، وهناك وفد من البحرين، قام بزيارتنا منذ أيام، وأبدى رغبته فى بناء صرح مماثل فى بلاده.
■ ما المعايير المتبعة لديكم فى قبول الحالات الحرجة؟
- فى الحقيقة، نحن أصبحنا نستقبل أكثر من طاقتنا بسبب ضغوط الصحافة والإعلام، ولدينا قوائم انتظار، لا تسمح أحيانًا باستقبال بعض الحالات الطارئة، التى يفترض أن يحددها الطبيب المختص، ولكننا وجدنا بالتجربة أنه من الصعب ترك الأمور للأطباء وحدهم، خاصة أن هذا قد يفتح الباب أمام تصرفهم بشكل فردى، وتدخل الوساطة، لذا تدخلنا لمنع هذا الأمر، خاصة أن لدينا قدرة استيعابية لا يمكن أن نتجاوزها، كما أن كل الأهالى يرون أن حالات أبنائهم صعبة وحرجة، وكلهم يحتاجون لدخول المستشفى فى أقرب وقت وهذا مستحيل.
وعلى المريض الذى يشعر بأن حالته خطيرة أن يذهب إلى أى مستشفى آخر، لأننا لسنا الوحيدين فى مصر، فهناك ١٧ مؤسسة أخرى تعالج سرطان الأطفال، ونحن نوجه بالفعل المرضى من أصحاب الحالات الخطيرة إلى بعضها مثل معهد الأورام وقصر العينى وبعض المستشفيات فى الصعيد.
■ تواجهون نقدًا مستمرًا بسبب قوائم الانتظار.. فما تعليقك على ذلك؟
- نحن لدينا ٤ قوائم، ويتم وضع الحالات على القائمة بأرقام محددة، دون أى تدخل من أى جهة كانت، ونتعامل معها تباعا، ووفقا للترتيب، ومن غير المسموح أن تتقدم أى حالة على الأخرى، ومن نجد أن حالته مستعجلة ولا يمكنها الانتظار ننصح بذهابها إلى أى مستشفى آخر.
أما بخصوص الانتظار على القوائم، فأريد أن أقول إن قائمة سرطان الدم والغدد الليمفاوية هى الوحيدة التى يوجد بها عدد كبير من حالات الانتظار، خلافا للقوائم الأخرى، فمثلا القائمة المختصة بسرطان الكلى والكبد والعظام والسرطانات الأخرى، لا توجد بها أى حالات انتظار، وتدخل فورا إلى المستشفى وتتلقى العلاج بشكل مباشر.
وكذلك قائمة سرطان المخ، التى تدخل مباشرة، لكن المشكلة فيها أن الإصابة بهذا النوع من المرض تتسبب فى تواجد كمية مياه كبيرة حول أغشية المخ، تتسبب فى الضغط عليه، وقد تؤدى لوفاة المريض، الذى يكون محتاجًا لإجراء عملية على الفور، فى الوقت الذى لا توجد فيه سوى غرفتين فقط للعمليات، و٦ سرائر عناية مركزة، لذا من المستحيل أن نستوعب كل العدد الوارد إلى المستشفى، ونطلب من بعضهم الذهاب فورًا إلى أى مستشفى آخر، به جراحة مخ وأعصاب، المتوافرة فى معظم مستشفيات مصر.
ورغم ذلك أجرينا فى المستشفى حوالى ٨٦٢ حالة جراحة مخ وأعصاب، وأتحدى أن تكون المستشفيات الأخرى أجرت ربع هذا العدد.
أما بالنسبة للمرضى الذين يتلقون العلاج فى العيادات الخارجية، فإن هذه الحالات لا توجد بها قوائم انتظار، لذا أؤكد ثانية أن القائمة الوحيدة التى يوجد بها مرضى على قوائم الانتظار هى قائمة سرطان الدم، وعدد المنتظرين غير كبير مطلقا، ولا يوجد بها إلا ٩ حالات لا غير، وأقصى مدة للانتظار لا تزيد على ١٠ أيام.
■ أين تذهب أموال التبرعات الكبيرة الموجهة إليكم؟
- العلاج لدينا بالمجان لكل المرضى دون استثناء، وهذا وحده يجيب عن هذا السؤال، وعلى من يسأل أن يعرف أن تكلفة علاج سرطان الدم، التى يحصل عليها المريض الواحد تبلغ ٩٢٢ ألف جنيه سنويا، كما أن متابعته قد تستمر مدى الحياة، بالإضافة إلى الإنفاق على تكاليف البحث العلمى، وأنظمة التدريب والتطوير.
ونجحنا فى العام السابق وحده فى علاج ٨٠٠ مريض من سرطان الدم أو اللوكيميا، وهو رقم ضخم جدا، ويتكلف كثيرا من الأموال للرعاية والمتابعة، وتزيد عليه تكلفة المريض الذى يتلقى علاجا من سرطان النخاع، كما أؤكد أننا استقبلنا عددًا من المرضى يزيد على عدد الذين تستقبلهم المستشفيات المتخصصة فى علاج السرطان ببريطانيا بمرة ونصف المرة.
■ هناك نقد موجه إليكم أيضا بسبب ارتفاع رواتب الأطباء والموظفين.. فما حقيقة ذلك؟
- الرسول، عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يطالب بأن نعطى العامل أجره قبل أن يجف عرقه، ونحن فى المستشفى لدينا قاعدة هى أننا ندفع رواتب مجزية للناس، ونأخذ منهم العمل والجهد فى المقابل، بشرط عدم التقصير أو الخطأ نهائيا، كما نحرص على الاستعانة بأفضل الخبرات فى الجمهورية، ونعطيهم رواتب مجزية.
والرواتب فى المستشفى تبدأ من ٢٨٠٠ جنيه فى الشهر، كما أننا ندرب الأطباء والتمريض على أعلى مستوى، وممنوع منعا باتا أن تقبل أى ممرضة أو أى عامل إكراميات أو «بقشيش» من الأهالى، ومن يثبت أنه حصل على أى مبلغ من مريض، حتى لو ١٠ جنيهات، يتم تحويله للتحقيق وفصله على الفور.
وأذكر ذات مرة أن ابن شقيقتى كان موجودا للعلاج فى المستشفى على قوائم الانتظار، لأنى رفضت أن يدخل فى غير دوره، وعندما علمت أن أختى نفسها دفعت «بقشيش» لإحدى العاملات، فتحت تحقيقا فوريا فى الواقعة، وخصمت ١٠ آلاف جنيه من الشركة التى تعمل بها هذه العاملة.
■ هل تخضع نفقاتكم لرقابة الأجهزة المعنية؟
- لا توجد أى مؤسسة تعمل فى مصر دون أن تخضع للأجهزة الرقابية، فكل أموال التبرعات خاضعة للرقابة، على عكس ما يظن البعض، بأن الموضوع ليس عليه رقيب، وهذا غير صحيح بالمرة، فكل مليم يتم إنفاقه مكتوب ومحسوب، والتقارير موجودة. ورغم ذلك الناس تسألنى عن الرواتب التى ندفعها للأطباء والتمريض، وكأنه «مال سايب»، كما يتناسون أن كل العاملين فى المستشفى متفرغون، ومطلوب منهم العمل الدائم على أعلى مستوى، بالإضافة إلى ذلك فإن الإعلام يقف لنا بالمرصاد، وممنوع نغلط، وبعضهم يحاسبنا على خيالات ليس لها أى أساس من الصحة.
وكما قلت، ردنا على كل ذلك يكون بتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات، لأن أى كيان ناجح يعمل فى مصر، لو ظل يلتفت لكل هذا الكلام فلن يتقدم، أو يقدم أى إضافة، وهذا هو ما يهدف إليه أعداء هذا الوطن.
■ كم تبلغ نسب الشفاء لديكم حاليا؟
- نسب الشفاء بشكل عام تتجاوز فى المتوسط ٨٠٪ فى سرطان المخ، لكننا نستهدف الوصول إلى النسبة العالمية التى تبلغ ٨٥٪، كما تبلغ لدينا ٦٥٪ فى الغدد الليمفاوية، و٥٥٪ فى سرطان الدم، ونسعى للوصول بها إلى النسب العالمية أيضا التى تتجاوز ذلك بقليل.

لماذا لا يقبل المستشفى الحالات التى بدأت العلاج فى المستشفيات الأخرى؟
- هذا الشرط ليس جديدًا أو مستحدثًا، لكنه إجراء يتخذه المستشفى منذ إنشائه، وسببه هو أن علاج السرطان يكون عبر «كورس» علاجى متكامل، يبدأ منذ اكتشاف المرض بمراحله المختلفة، ويستمر حتى مرحلة الشفاء.
والحالات التى ذكرتها مسبقًا من الذين أجروا عمليات جراحية لوقف تجمع المياه على المخ- تختلف عن الذين بدأوا كورسات علاجية خارج المستشفى، لأن جراحاتهم هى مجرد إجراء وقائى، يبدأ بعده كورس العلاج من السرطان.