رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي زرعي: براءة مبارك أبكتني.. و"نفسي أصور احتفالات الشيعة" (المصوّراتي - 12)

سيدة تأكل «آيس كريم»
سيدة تأكل «آيس كريم» في أحد شواره القاهرة

على أحد مقاهى شارع قصر العيني، جلس يتفحّص الوجوه العابرة، وكأنه يبحث عن غائب ينتظره، وجده فى قطة صغيرة بالقرب منه، أخذ يرمقها ويداه تأخذان وضعية استعداد التصوير، بعدما غاب عنه لمدة 12 شهرًا، فترة تأدية الخدمة العسكرية، ولسان حاله يردّد: «التّصوير وحشني».

على زرعى، المولود فى 1994، الذى بدأ منذ صغره يتلمّس خطاه نحو الكاميرا فى شوارع المنيا البعيدة: «الوالد كان مصوّر هاوى وبيحب الكاميرا عشان يسجّل ذكرى جميلة، وأنا صغير كنت بروح استديو (يسري) في ملوى أحمّض صور لأبويا اللى كان بيصوّر لحظات الحصاد والمناسبات الاجتماعية، وطوال الوقت كنت متشوق للفيلم البلاستيك، ومن هنا بدأت معايا لعبة الكاميرا».

ترك زرعي عروس الصعيد وولّى وجهته شطر قاهرة المعز، يبحث عن الصورة بعد أن ذاع صيته مؤقتًا فى الجنوب المَنْسى: «اهتمامى بالملف العمّالى كنشاط حيوى فى المنيا زى المحاجر ومصانع الطوب جعلنى أهتم بتغطية الحركة الطلابية فى القاهرة».

بعد «الدستور» عمل «زرعي» فى جريدة «التحرير» لمدة 6 شهور، غطّى خلالها محاكمات إخوان المنيا، ثم جاء العمل في «الوطن» التى استمر فيها لمدة عامين زاد خلالها ارتباطه بالشارع، واستماعه لحكاوى وشكاوى الناس.

«زرعى» هو صاحب اللحظات السريعة والسعيدة، حاضر دائمًا ومستعد لالتقاط أجمل الصور، والشارع هو الاستديو المحبّب إلى قلبه، ويجد فى ابتسامة الأطفال ملاذًا له، وفقما يقول.

هناك من الأحداث ما نغّصت عليه حياته: «يوم النطق ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك كنت أمام أكاديمية الشرطة، ورصدت مشاهد أسر الشهداء وأبناء مبارك، وما أوجعنى وأبكانى كان صراخ ولطم شاب لحظة النطق ببراءة مبارك وأعوانه، إحساسى وقتها أن هناك حلما يتوارى وأملا تنطفئ معالمه».

فى 2016 عمل زرعي في شركة مهتمة بالأبحاث التوثيقية و«الأنثروبولوجى»، واهتم بزيارة المجتمعات المختلفة فكريًا وثقافيًا كالعرب الرُّحّل، والدخول إلى عالمهم لمعرفة كيف تدار حياتهم، فواجه صعوبة خلال لقائه الأول بهم، إلا أنه مع الوقت توطدت علاقته معهم عندما علموا بطبيعة عمله.

يطلقون عليه «درويش الصورة»، فهو الحاضر دائمًا فى الموالد الصوفية والمناسبات الدينية المختلفة: «بلاقى روحى فى الأماكن دى، وبحب أشارك مع فرقة ولاد عبدالنبى الرنان للمدح، فأنا متيّم بالشيخ أحمد برين، وفن الواو بتاع عبدالستار سليم، والسيرة الهلالية، وحلمت إنى بغطى احتفالات الشيعة فى إيران يمكن عشان نمت بعد ما اتفرجت على احتفالات عاشورا فى التليفزيون».

يجد على زرعى الدعم والمساندة من والديه: «أبويا بيشترى الجورنال كل يوم وأوّل ما يشوف صورة ليّا يتصل بيا ويقولى شغلك منوّر النهارده، ويحتفظ بأرشيفى الصحفى، فالمصوّر زى الكاتب عشان تكون عنده رؤية، لازم يمتلك مخزون بصرى شامل».

يعتبر «زرعى» الأمريكى ألكس ويب وتسيل آدمز وفيفيان مرى وروبرت كابا وإريك كيم وسلجادوا- المثل الأعلى له فى مهنة «المصوّراتى المحترف».