رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل أمريكي: أحمد سعيد أكثر تأثيرًا من جمال عبد الناصر

أحمد سعيد
أحمد سعيد

يعد أحمد سعيد- الذي رحل ليلة أمس- من أكثر الإذاعيين تأثيرًا على مستوى العالم وفي وجدان الشعوب العربية والأفريقية، فقد كان مدير إذاعة صوت العرب، والمنفذ القوي للدعاية الإذاعية للجمهورية العربية المتحدة في عهد الرئيس جمال عبد الناس، ويعتقد البعض أنه أكثر تأثيرًا من "عبد الناصر" نفسه.

يقول المحلل والكاتب الأمريكي وليام إس إليس: أحمد سعيد هو المدير العام الشاب لصوت العرب، والمنفذ القوي للدعاية الإذاعية للجمهورية العربية المتحدة، إن تعليقاته على الأنباء التي يصغى إليها الناس في أنحاء الشرق الأوسط ومعظم مناطق أفريقيا، حققت له شهرة وتأثيرًا لا يعلوها إلا شهرة وتأثير جمال عبد الناصر، على الرغم من أن بعض الناس في الحقيقة يعتقدون أن أحمد سعيد أكثر تأثيرًا من جمال عبد الناصر نفسه.

وأضاف: لقد استمعت إلى أحد الكويتيين يقول لبائع في محل لبيع أجهزة الراديو "سوف أشتري هذا الراديو إذا تعهدت لي بأنني أستطيع أن أجد أحمد سعيد فيه"، وفي وادي الأردن جلست مع أسرة عربية في خيمة لهم من جلد الماعز، وأخبرني ابنهم الأكبر أن أعظم إثارة حدثت له حينما رأى أحمد سعيد في دمشق.

لقد أُطلق اسم أحمد سعيد على العديد من الأطفال حديثي الولادة من مسقط إلى مراكش، ولأنه يمتلك صوتًا مؤثرًا في الراديو في منطقة يحظى الراديو بتأثير بارز على ما يزيد عن 50 مليون نسمة، يحتل أحمد سعيد مكانة لا يدانيه فيها أحد، ما مكنه من صياغة الأفكار والأعمال التي تتناغم مع سياسات ناصر.

وتابع: مثال مثير على التأثير الطاغي لأحمد سعيد ما حدث من دمار واسع النطاق لمقدرات شركات النفط المملوكة للغرب خلال أزمة السويس، بعد وقت قصير من بدء العدوان الثلاثي على مصر الذي قادته بريطانيا وإسرائيل وفرنسا، تبوأ أحمد سعيد موجات الأثير، ودعا كل العمال العرب إلى التظاهر ضد المعتدين.

وأوضح: أثارت صيحته- أحمد سعيد- المجلجلة آلاف العمال، فتحولوا إلى مدمرين قاموا بزرع الديناميت حول التجهيزات والمنشآت وأنابيب النفط، وأدى ذلك إلى تدمير ما فاقت قيمته ملايين الدولارات، دفع ذلك الدول الثلاث المعتدية إلى إسكات صوت العرب بقصف هوائياته بالقنابل، كان الدمار طفيفًا، وبعد يوم واحد فقط من الصمت انطلق الصوت القوي المؤثر لأحمد سعيد مرة أخرى من خلال مليونين ومائتين وخمسين ألف جهاز للراديو المنتشرة في ربوع العالم العربي.