رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روجيه أنيس: اترفع علىَّ السلاح بسبب «الجزيرة».. وصور البابا أسعدتني (المصوّراتي - 11)

أحد دراويش السيدة
أحد دراويش السيدة نفيسة خلال حلقة ذكر

«لولا أنتم ما كنت أنا».. يقولها لأساتذته وأسرته وكل من دعمه فى كل لقطة صحفية جاب لتوثيقها طول البلاد وعرضها، مرة فى الدلتا يدون قصة «فوانيس البرتقال»، وأخرى فى «جزيرة القرصة» على بعد ٧٥ كيلو من مدينة المنيا، التى سجل فيها مظاهر الاحتفال بشم النسيم.

داخل مدرسة الآباء اليسوعيين «الجيزويت» فى المنيا، تلقى «روجيه أنيس»، 32 سنة، الدرس الأوّل عن التصوير والسينما والرسم، حتى اتفق مع والده على شراء كاميرا له حال نجاحه، وهو ما تحقق بعد ذلك.

ومع أولى رحلات المدرسة إلى أسوان، اشترك «روجيه» فى مسابقة نظّمتها «الجيزويت» فى التصوير، بصورة لـ«جزيرة النباتات»، وفاز بها، فما كان من إدارة المدرسة إلا «علقوا اسمى فى المجلة المدرسية اللى لسّه محتفظ بيها لحد دلوقت».

ظل التصوير يطارد الحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة المنيا 2008 «قسم تصوير جدارى»، فى المرحلة الثانوية، وصولًا إلى الجامعة، التى تلقى أثناءها دورات تدريبية فى موضوعات: «ختان الإناث والتعليم وعمالة الأطفال فى الصعيد».

بعد التخرّج، سافر روجيه إلى كندا، للمشاركة فى مؤتمر الشباب العالمى، حيث مكث هناك 3 شهور، عمل خلالها مساعد رسام فى كنيسة، ما ساعده على ادخار ثمن الكاميرا، التى اشتراها بالفعل بـ 1000 دولار.

وإلى جانب الكاميرا، يعشق المصوّر الصحفى فى موقع مصراوى السفر، لذا لم يكن غريبًا أن يسافر إلى الهند، ويظل هناك 3 شهور، حيث صور جبال الهيمالايا وغيرها من الصور التى أهلته للالتحاق بالصحيفة الوليدة آنذاك «الشروق»، متدربًا ثم مصورًا معتمدًا فى 2010.

يتذكر روجيه ما تبع هذه المرحلة: «أحداث 25 يناير 2011 كانت نقطة التحول فى مشوارى مع صاحبة الجلالة، لأنها سلطت الضوء على كل مصوّرى مصر، وجعلت مصر بؤرة اهتمام العالم».

ويضيف: «أيام الثورة كنا عايشين فى المكتب، ننام ونصحى فى الجورنال عشان حظر التجوال اللى كان مفروض، ونجحت حينها فى توثيق اللحظات التاريخية وصور الشهداء والمتظاهرين والمصابين».

ويضحك عندما يتذكر ما حدث معه فى المنيا: «اترفع علىَّ السلاح، وكنت هموت فعلًا، لما نزلت أغطى مظاهرات قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس.. اتثبت أنا وزميلى ظنًا من أهالى القرية أننا تبع قناة (الجزيرة)، واحتجزنا فى جراج مهجور، ولمّا طلعنا إثبات الشخصية برضه رفضوا، حتى تدخّل رجال الشرطة واتأكدوا من صحة هويتنا، وأطلقوا سراحنا».

ويحكى عن «لقطات» أخرى فى حياته: «مانساش صورة الراجل اللى شايل البرتقال فى الثورة وقدامه واحد مجروح وآخر يهتف، وفيه كمان صورة انتقال مسيحيى العريش، بجانب قصتى المصوّرة (دولاب الأحلام) عن قصص نساء مصر على رفوف الخوف وقيود المجتمع».

فكرة السفر لم تنقطع لدى المصور الشاب، فما أن تنتهى رحلة حتى يواصلها بأخرى باحثًا عن كل جديد ومفيد فى مشواره خلال ٨ سنوات: «رحت الدنمارك فى الفترة من 2014 – 2015، وأخدت دبلومة فى التصوير الصحفى، غيرت 180 درجة في نظرتى للصورة، واتعلمت منها إزاى تفكر قبل ما تاخد اللقطة».

وفور عودته من «أورهوس»، بدأ «روجيه» فى تطبيق ما تعلمه هناك بنظرة مختلفة: «جيلنا اتربّى على الصورة والقصة المصوّرة الصحفية النمطية، فبدأت أشتغل على شىء جديد، وهى الموضوعات الاجتماعية».

وأول تطبيق لما تعلمه كان فى قصة «فوانيس البرتقال»، ويوضح: «فوانيس بيحتفل بيها الأطفال بعيد الغطاس، معمولة من البرتقال وفيها شمعة، إحياءً لذكرى معمودية السيد المسيح فى نهر الأردن».

ومن القصص المصورة الأخرى، لـ«روجيه» تلك المتعلقة بأول فريق كرة قدم نسائى فى الصعيد: «تخيّل إن فيه فريق لكرة القدم من بنات الصعيد نفسهم يشاركوا ويلعبوا فى الدورى الممتاز، ويكونوا أول فريق نسائى يمثل الجنوب فى دورى الأضواء والشهرة».

ومن اللقطات الأخرى التى لا ينساها، حينما توجه فى شم النسيم إلى جزيرة «القرصة» فى المنيا، التى كثيرًا ما سمع عنها: «المنظر كان خلابًا من لحظة تكدس الأهالى بألوانهم المزهّرة فى المعدية، ومعاهم البوتاجاز والأكل الفلاحى للأطفال، وأخدت هناك 60 لقطة فى يوم من أمتع رحلاتى الصحفية».

«روجيه» حصل على المركز الثانى عن فئة الصورة الخبرية من شعبة «المصورين الصحفيين» بالنقابة، بعدما تمكن من التقاط صور مميزة لبابا الفاتيكان خلال زيارته مصر، واصفًا إياها بـ«المهمة والعظيمة فى مشواره مع الكاميرا».