رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وثائق كامب ديفيد".. ماذا طلب السادات من مبارك؟

جريدة الدستور

كشفت وثيقة مؤرخة في يوم 26 أغسطس 1978، عن لقاء وزير الخارجية الأمريكي سايروس فانس مع الرئيس محمد أنور السادات، ونائب الرئيس محمد حسني مبارك، والسفير الأمريكي في القاهرة هيرمان آيلتس.

أرسل المذكرة فانس للرئيس الأمريكي جيمي كارتر؛ لإطلاعه على لقائه مع السادات ومبارك، وقال: "التقيت بالسادات لمدة ساعة ونصف في الإسماعيلية بحضور نائبه مبارك، وأطلعت السادات أولًا على تفكيرنا الحالي حول سيناريو محادثات كامب ديفيد، وأخبرته أن الفكرة هي تكريس جزء من اليوم الأول للقاءات الثنائية بين الرئيس كارتر وكل من الزعيمين الزائرين، بعد ذلك قد يتطور السيناريو اعتمادًا على كيفية تقدم المحادثات".

وأضاف: "قال السادات إن هذا الترتيب مقبول بالنسبة له، وهو حريص على إتاحة الفرصة لإجراء محادثات متعمقة مع الرئيس كارتر قبل الاجتماع الثلاثي الأول، ثم أخبرت السادات أنني سأعود إلى واشنطن في اليوم التالي وسألت عما إذا كان لديه أي أفكار يرغب في أن أنقلها فطلب السادات أن أنقل تحياته الحارة إلى الرئيس كارتر، وأن أوضح لهم تفكيره المبدئي على النحو التالي:
أولًا ينبغي لنا أن نسعى إلى ما قاله الرئيس كارتر بالفعل، وهو إطار لإيجاد تسوية شاملة، وأشار السادات إلى أن بيجن قد تحدث عن رغبته في قيام الرئيس كارتر بالعمل "كوسيط"، وليس كشريك كامل، وكان السادات سعيدًا لأن الرئيس كارتر أعاد التأكيد على رغبته في أن يكون شريكًا كاملًا، وسيريد أن يناقش مع الرئيس كارتر استراتيجيتهم المشتركة.

وكما ذكر، فإنه لن يطلب إعلانًا فوريًّا للمبادئ، هذا لا يزال مرغوبا فيه، ولكن ينبغي التعامل معه على مستوى آخر، وعلى مستوى رؤساء الحكومات، ينبغي أن ينصب التركيز على ما قاله الرئيس كارتر، أي إطار لتسوية شاملة. هذا هو أقل ما يجب أن يخرج من اجتماع كامب ديفيد، ويجب أن يكون الإطار وثيقة مكتوبة موقعة من مصر وإسرائيل، ويجب أن تكون هذه الوثيقة المكتوبة هي إنجاز كامب ديفيد.

وقال السادات إنه لم يضع بعد استراتيجيته بالتفصيل، وإنه لا يزال يعمل على ذلك وسوف يركز في الأسبوع القادم أو حتى على بلورة أفكاره، حيث لديه بالفعل بعض الأفكار العريضة في الاعتبار.

وقال السادات إنه يعتبر اجتماع كامب ديفيد نقطة تحول، وسيكون اجتماعًا حاسمًا، خاصة إذا كان الاجتماع، كما يأمل في ذلك، يخلق بعض الحركة في عملية السلام المتوقفة.

وأشار السادات إلى أنه لن يتكلم باسم سوريا، لكن أي خطط يتم تطويرها في كامب ديفيد سيفترض أنها تنطبق أيضًا على الجولان، ومع ذلك، سيظل يتحدث عن الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتابع السادات أنه لا يمكن تقديم تنازلات على حدود سيناء. وأعرب عن أمله في أن أي مقترحات قد تقدمها الولايات المتحدة، لن يتم تضمين فكرة تنازلات حدود سيناء، وإذا كان كذلك، فهو سيرفض.

وأوضح السادات أنه لن يصطحب وزير الدفاع محمد عبد الغني الجمسي معه؛ لأن القيام بذلك يمنح بيجين الفرصة لتحويل المناقشات إلى تكليف لوزراء الدفاع بمناقشة الأمور الصعبة، ولكن إذا تم التوصل إلى اتفاق يمكن أن يأتي الجمسي من أجل التوصل إلى تفاصيل، مشيرا إلى أن مبارك يمكنه إرسال الجنرال إلى واشنطن في غضون أربع وعشرين ساعة.