رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: الأحضان الدافئة و"التفلية" تطيل عُمر قرود المكاك

جريدة الدستور

عندما يبدأ فصل الشتاء ببرودته وعواصفه، لا شيء يضاهي دفء الحضن مع شخص تحبه، وفي حالة قرود المكاك البربري في المغرب، يحتاج للعديد من الأحباء، وفقًا لتقرير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وجد الباحثون أن القرود بوجود عدد أكبر من الشركاء الاجتماعيين لديهم فرصة أفضل في النجاة من فصل الشتاء، حيث أن المجموعات قادرة على تشكيل مجموعات ضخمة للتحاضن للتدفئة.

هذه التقنية، التي تسمى "التنظيم الحراري"، تترك القرود أقل عرضة للضغوط البيئية، مما يسمح لها بتوفير المزيد من الطاقة للنمو والتكاثر.

ويقول الدكتور بونافينتورا ماجولو، وهو عالم بيئة سلوكي مقره في كلية علم النفس في جامعة لينكولن، "في العديد من الأنواع، وجد الباحثون أن أكثر الأفراد الاجتماعية في المجموعة هم الأكثر احتمالية للبقاء فترة أطول على قيد الحياة والتناسل بأعداد أكثر، نحن نعرف من دراسات سابقة لعدد من الأنواع المختلفة أن تشكيل الروابط الاجتماعية يؤثر بشكل إيجابي على البقاء والتكاثر، ولكن بالضبط كيف يحدث هذا لم يكن واضحًا".

ووفقًا للباحثين، فإن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر كيف أن الترابط الاجتماعي والاحتضان يؤثر في لياقة الحيوانات.

وراقب الفريق سلوك التفلية والتسلسل الهرمي لمجموعتين بريتين في المغرب، مع مراعاة عاداتهم خلال النهار والاستعدادات ليلا.

ويقول ماجولو: "كانت قرود المكاك البربرية من الأنواع المثالية التي يجب فحصها بسبب العلاقات الاجتماعية المتباينة التي تربطها برفاقها، والظروف المناخية القاسية التي يعانون منها، مثل فصول الشتاء الباردة والثلجية والصيف الحار والجاف".

كما وجد الباحثون أن القرود التي كانت أكثر اجتماعًا ستلتقي معًا خلال ليالي الشتاء مع شركائها الاجتماعيين، وأدى ذلك إلى تشكيل مجموعات أكبر عندما تمطر أو انخفضت درجة الحرارة.

وأظهرت الدراسة أن القرود الذين أمضوا وقتًا أطول في تفلية بعضهم كانوا أكثر عرضة لاحتضان بعضهم، وعندما يكون هناك أمطار غزيرة أو درجات حرارة منخفضة بشكل خاص، يتجمعون في مجموعات أكبر.

وقال الباحثون: "في الظروف البيئية لدراستنا حيث تعاني قرود المكاك البربري من عجز حاد في الطاقة بسبب الظروف المناخية الشتوية، المنافع التي يوفرها التنظيم الحراري الاجتماعي يكون السبب في أن المزيد من القرود الاجتماعية أكثر عرضة للبقاء في الشتاء، وفي المناخات الأقل تطرفًا، يمكن أن يؤدي التنظيم الحراري الاجتماعي لفاعلية أكثر وإلى زيادة الاستثمار النشط في النمو والتكاثر، مما يساهم في زيادة طول العمر، والإنتاج التناسلي، والبقاء على قيد الحياة الذي يتمتع به المزيد من الأفراد الاجتماعيين".