رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منار جاد: 200 جنيه أول أجر.. و«جائزة السعادة» أسعد لحظات حياتي (المصوّراتي - 10)

لقطة منار جاد الفائزة
لقطة منار جاد الفائزة بجائزة الصحافة العربية

في 14 مارس 2016، كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «حلمى اتحقّق»، على خلفية مكتوب عليها بالإنجليزية: «‏HAPPINESS‏»، معلنة فوزها ‏بجائزة «حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئى»، التى كانت عن موضوع «السعادة» فى تلك الدورة، لتصبح أول مصرية تفوز بالمسابقة.‏

الفوز بتلك الجائزة كلل سنوات من الجهد لصاحبة الـ٢٧ عامًا، منار جاد التى بدأ تعلقها بـ«الفوتوغرافيا»، أثناء دراستها فى قسم المكتبات بكلية الآداب جامعة القاهرة: ‏‏«التصوير بالنسبة لى ابتدا هواية وأنا فى الجامعة، فقبل ما اتخرّج كنت عايزة أوثّق الأيام والذكريات كلها مع أصحابى».‏

ساعدها والدها، واشترى لها كاميرا، لتبدأ تصوير كل ما تريد الاحتفاظ به من ذكريات داخل الجامعة، مع الأصدقاء والأساتذة «عشان لمّا أخلّص دراسة أفتكر كل اللحظات دى بعد سنين، لأن كل ‏حاجة هتتغيّر ومش هتبقى غير الصورة الحلوة».‏

وتتذكر منار أول صورة نالت بها جائزة: «كانت لقطة فى وسط البلد عام ٢٠١٣ لشكل الشوارع والمبانى، وكان وشّها حلو عليّا عشان كانت أوّل صورة آخد بيها أول جايزة فى حياتى».‏

وتضيف: «كنت مصوّراها بكاميرا (‏Canon 600D‏)، ودى كاميرا للمبتدئين وساعتها عرفت إنى مش لازم يكون معايا عدسة غالية عشان أقدر أصور صورة حلوة بس تقدر بعينك تشوف الكادر ‏الحلو قبل ما تصوّره، وبعد كده ممكن تفكر فى الأدوات».‏

وترى أن الصورة «رزق من الوهّاب، لمّا نسعى صح ربنا بيحط فى طريقنا حاجات مش ممكن نتخيلها»، وتؤمن بأن الموهبة وحدها لا تكفى المصوّر، إذ لا بدّ أن يصاحبها تدريب ودورات ‏تأهيلية.‏

لذا حرصت على أخذ دورة تدريبية على التصوير: «بعد التخرج حسيت إنى عايزه أتعمّق فى التصوير أكتر، أخدت كورس فى نادى إنفوكس للتصوير الفوتوغرافى، وابتديت أتعلم أساسيات ‏التصوير، وبقيت أنزل كل أسبوع أصوّر فى الشارع وأتكلم مع الناس».‏

لم يكن الأمر فى بدايته سهلًا على «منار»، التى لم تعتد على الحديث مع المواطنين: «كنت بخاف أقرّب من الناس لأنى معرفش رد فعلهم هيكون إيه، ابتديت أنزل أكتر وأتعامل مع الشارع، ‏وبمرور الوقت بدأت أحب تصوير الشارع، لأنه بيقرّبك من الناس وبيخليك تتعرّف على حاجات كتير وقصص وحكايات مكنتش هقدر أعرفها إلا من التصوير».‏

اشتركت «منار» بعدها فى العديد من المعارض، وتعرّفت على مصورين وتعمقت فى التصوير أكثر، فى ظل تشجيع أهلها على أن تكمل مشوارها فى المهنة التى تحبها بعيدًا عن دراستها.‏

وتقول عن رؤيتها للتصوير: «الصورة ليها دور كبير أوى فى حياتنا، سواء السياسية أو الاقتصادية. صورة واحدة وقفت حروب زى حرب فيتنام. إحنا دلوقتى فى عصر الصورة اللى مش محتاج ‏كلام عشان نوصف حدث، فاللقطة أصدق أنباء من عشرات السطور اللى ممكن تتكتب وتختصر حاجات كتير، والمصوّر فنان وموثق ومؤرخ ومغيّر للتاريخ فى بعض الأوقات».‏

تتذكر منار أوّل أموال تحصّلت عليها من عملها: «كنت بصوّر فرح وأخدت 200 جنيه، وكان إحساس السعادة بأول فلوس آخدها من التصوير كبير خاصة إنى بشتغل مصورة حرة مش تبع ‏مكان معين». ‏

وكشفت المصورة الشابة عن المواقف الصعبة التى تمر بها بسبب التصوير: «لمّا بنزل أصوّر فى مكان أو أشوف مشاكل الناس ومبقاش قادرة أحلها، بس بنحاول نوصل المشكلة عن طريق ‏الصورة والسوشيال ميديا، لأن الصورة بتخلى الناس تشوف مشاكل هُمّا مش واخدين بالهم منها».‏

ردود الفعل التى تشيد بصورها تكون حافزًا لها على أن تكمل عملها: «بيخلينى عايزة أكمل وأشوف قصص وحكايات وصور من كل شوارع مصر». ‏

وعن مثلها الأعلى تقول: «مثلى الأعلى فى التصوير هُمّا الناس اللّي علّموني إزاى أمسك كاميرا وأصور، يعنى محمد الناصرى وكريم نبيل وأي حد إدّانى معلومة تفيدني وتخليني أفضل في ‏التصوير».‏