رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد كمال يكتب: رحيم الذى لا يظلم ولا يقهر ولا يفترى

محمد كمال
محمد كمال

بصراحة مُباشرة ما كان لي يومًا أن أتخيل ذلك الفنان البسيط الذى حل ضيفًا شرفيًا في فيلم "النوم في العسل" لعادل إمام وافتتح مشاهده في دُور عريس "مبيعرفش" انتحر متأثرًا بخيبة الأمل أن يتطور هكذا ليُصبح رحيم، صحيح أن ياسر جلال قد أمتعنا في أعمال أخرى إما بطولته أو بالمشاركة مع فنانين آخرين ولكن مُسلسل رحيم مُختلف، دهشة، ذهاب وعودة، ساحرة الجنوب، ومُسلسل ظل الرئيس والذي رُبما كان بداية الانطلاق نحو عالم ياسر جلال الجديد المُختلف، وها أنا ذا مُنبهرًا بالمُسلسل الأفضل –بالنسبة لي على الأقل - في رمضان 2018، مُسلسل رحيم.

ياسر جلال.. الأفضل
الدراما في رمضان 2018 والحمدُ لله مليئة بأعمال جميلة ورائعة منها طبعًا مُسلسل عوالم خفية للفنان العظيم عادل إمام بعد أن تخلص من عُقدة يوسف معاطي، ومُسلسل أرض النفاق للكوميديان محمد هنيدي، ومُسلسلات أخرى مثل بالحجم العائلي للفنان يحيى الفخراني، ونسر الصعيد وطايع، جميعها أعمال جميلة وعظيمة إلا أن "رحيم" هو الأفضل بالنسبة لي وبالنسبة لكثيرين أشعلوا السوشيال ميديا بمواقف رحيم وكلام رحيم ومشاهد رحيم.

الأكشن الجميل اللذيذ
في حقيقة الأمر نفتقد إلى الأكشن في السينما والدراما المصرية، هنا أنا لا أقصد "الخناقات" الشعبية المُفتعلة ولا "المحشورة" عمدًا في أفلام أو مُسلسلات لا تمت إلى الأكشن بصلة، اللهم أعمال الرائع "أحمد السقا" ومُحاولات أمير كرارة الذى يُحمد عليها ويُشكر، لكننا اكتشفنا فعلا أننا كُنا نحتاج إلى الأكشن الحقيقى الجميل الذي نُشاهده في أفلام الغرب بفتح الغين وضمها، إلا أننا وجدنا ضالتنا في رمضان مع ياسر جلال ومُسلسل رحيم.

محمد رياض عبقريًا أيضًا
لو طلبت مني أن أتخيل الفنان محمد رياض فى أي مشهد لن يخطر ببالي ولو لثانية أن يكون في دُور أكشن، صديق رحيم الجدع الذى لا يتخلى عنه في أي ضيق، ليظهر لنا محمد رياض لأول مرة "بيضرب وبيتخانق"، قد لا أستغرب أن ينفرد محمد رياض في رمضان القادم ببطولة مُسلسل ويا حبذا لو كان أكشن.

حسن حُسنى مُتألقًا كعادته
والد رحيم الذي جرى عليه الزمن بعد سجن ابنه لُيشرد في الشوارع ويتبدل به الحال، ولكن فور عودة ابنه وخروجه من السجن يبدأ في البحث عن والده "حسن حُسني" وتبدأ الأحداث، وحسن حُسني هُنا كان في قمة أدائه خصوصًا ذلك المشهد الذي جمعه بابنه ياسر جلال أو رحيم حين ساعد الابن والده على الاغتسال لتبدأ أغنية مدحت صالح في خلفية المشهد: "أنا ابن أبويا وأموت لو شوفتك يوم محني، ده أنا ابن أبويا تعبك ووجعك يدبحني".

الإخراج وعبقرية محمد سلامة
ظهر الإخراج في مُسلسل رحيم أيضًا بشكل احترافي خصوصًا في مشاهد الأكشن، يكفي أن أُشير إلى مشهد أو مشهدين لتتأكد من مدى احترافية المُخرج الشاب محمد سلامة، مشهد القفزة الشهيرة للفنان ياسر جلال أثناء إحدى المُطاردات في المُسلسل والذي أثارت جدلًا كبيرًا، خصوصًا بعد أن عرف الجمُهور أن ياسر جلال قد قام بها بنفسه ولم يكن هُناك دُوبلير مُكتفيًا فقط بتأمين نفسه ببعض الحبال، من المشاهد التي أعجبتني أيضًا مشهد في "الحمام" وياسر جلال يضرب أحدهم، فالحمام كان مليئًا بالمرايا ولكن مع ذلك لن تجد أثرًا لكاميرا واحدة، مثل هذه المواقف تكون صعبة بالنسبة للمُخرج ، حتى المطاردات في الشوارع لن يتمكن مُخرج من السيطرة التامة على المكان والناس إلا إذا كان مُحترفًا بقدر كبير.

السقا.. ضيف الشرف
لا يُمكن أن أتحدث عن مُسلسل رحيم من دون الإشارة إلى موقف "السقا" الجدع بظهوره ضيفًا شرفيًا مع ياسر جلال، وهذا أمر ليس بغريب مع فنان مثل أحمد السقا حيث يعمل جاهدًا على الوقوف مع كثير من زملائه، فظهر "السقا" في مشهد محاولة ياسر جلال الهروب من رجال إحدى العصابات ليظهر ويقوم بإنقاذه، ويختتم السقا مشهده بجُملة رائعة ظل يُرددها ورددتها بعده وسائل السوشيال ميديا المُختلفة :"عشان الحي يفضل حي ويعيش، لا يظلم ولا يقهر ولا يفتري".