رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أحمد الرزيقي» قاري قرآن بدرجة ملحن "يتقرب إلى الله بالموسيقى"

الشيخ أحمد الزريقي
الشيخ أحمد الزريقي

تراتيل السماء تتري علي شفتية، يتميز بقوة الصوت وروعة الأداء، ويعد واحدًا من أعلام قرّاء القرآن الكريم، ممَن رسموا أسماءهم بحروف من ذهب داخل قلوب الجميع، وله بصمة صوتية واضحة تميز بها عن غيره، ويمتلك من الثراء الروحي ما لم تجده عند غيره.

الشيخ أحمد الزريقي، المولود فى الثامن من شهر فبراير عام 1938 بالرزيقات مركز أرمنت بمحافظة قنا،
ليس فقط قارى للقرأن الكريم، فهو شاعر يكتب الفصحي، ويجيد العامية، و«ملحن»، لا يقل احتضانه للعود عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

حفظ الزريقي القرآن قبل أن يُكمل عامه العاشر، ويقول الشيخ عن بداية حياته في كتابه «قراء القرآن ونوادرهم» « حفظت القرآن في كتاب القرية، وتعلمت منه اللغة العربية، والكياسة والفطنة، والحساب والرياضة، وكل ما يحتاجه المسلم الواعي في الكتاب.. لذلك لا أري أفضل ولا أعظم من إنشاء المكاتب لتحفيظ القرآن الكريم في أية بقعة من بقاع الأرض، فالكتاب تربطنا به علاقة روحية، وثقافية، وسياسية، فلقد ربانا سيدنا تربية إسلامية راقية".

ويضيف الشيخ قائلًا: « لا يصح أن يطلق تعبير قارئ إلا على من كان فقيها، فهو مطالب بأن يكون ملمًا بفنون التلاوة القرآنية، حتى يعرف ما تعنية الآية، ويعرف الوقف الحسن والوقف السيء، والبداية الحسنة، وغير المرغوبة، والجيل الجديد ليست موجوده فية هذه الأماكن المتخصصة، وإهمال المعلمين الذين يمكن أن يعطوا هذا العلم للطالب، ووزارة التعليم لا تعين المدرس المتخصص لمادة القرآن والعلم اللغوي، وأغلب خريجي الأزهر والأئمة في المساجد لا يجيدون قراءة القرآن.

ويصف الشيخ الرزيقي عن بدايته بالإذاعة قائلًا: «في عام 1975 ذهبت إلى القاهرة وتقدمت لمسابقة الإذاعة، ومن القصص الطريفة التي حصلت معي أنه أثناء اختباري كقارئ بلجنة اختبار القراء بالإذاعة، والتي كان الشيخ الغزالي رحمه الله أحد أعضائها، طلب مني فضيلته أن أقرأ سورة «التغابن» تجويدًا، فقلت لفضيلته: لم أعود نفسي على تجويدها، ولكنني أجيد أداءها ترتيلًا، فأصر وألح على لأجودها، ولكنني كنت أكثر إصرارًا فقال لي: رتلها يا شيخ أحمد فرتلت سورة "التغابن" وسعد الشيخ الغزالي بالأداء لدرجة أنه شكرني، وأثنى على أدائي المحكم».

لكن الزريقي ليس كغيره من القراء فللرجل علاقة قوية بالموسيقي، حتى أنه يقول عنها: «درست الموسيقى فى معهد الموسيقى العربية على يد الموسيقار محمود كامل، وأحب سماع الأغاني والموسيقي السامية، وتصوير الموسيقي لبعض القصائد العربية«كالنهر الخالد» يهزني، وأنا أسمع الموسيقي التي تقرب الناس إلي الله، ومعروف أن القارئ يمكنة أن يغني لأنه في الأصل ملحن، علي عكس المطرب الذي لا يستطيع قراءة القرآن الكريم، وأنا أفضل أم كلثوم في الغناء، وشوقي في الشعر، والموسيقار محمد عبد الوهاب بكل حالاته.

ويستطرد الشيخ قائلًا « إنه في أحدي السنوات وأظنها في عام 1985، زرت فرنسا ومعي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، بدعوة من وزارة الثقافة هناك، وكانوا يقيمون مهرجانًا للموسيقي، فدعت الوزارة المطربين والملحنين من كل دول العالم، فقال وزير الثقافة الفرنسي إن المطربين والموسيقيين ليسوا هم الموسيقي الشرقية، بل القراء في مصر".