رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد زكى يهزم السرطان من قبره.. صناع إعلان «500 500» يتحدثون لـ«الدستور»

جريدة الدستور

- هيثم زكى وفَّر مقتنيات والده لصناعة «اللوكيشن» وعراقة «سينما مترو» سبب اختيارها للتصوير
- بناء متحف جوائز الراحل استغرق ٨ أيام.. وميرفت أمين اعتذرت بسبب «بالحجم العائلى»


ساعات قليلة، كانت الفارق الزمنى بين طرح الإعلان الخيرى لمستشفى «٥٠٠٥٠٠»، أمس الأول، وبين صعوده ليصبح الأعلى مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى، بفضل تناوله بعض ملامح المسيرة الفنية للنجم الراحل أحمد زكى.
وطَرح الإعلان الخيرى فكرة تخصيص جناح داخل المستشفى المتخصص فى علاج الأورام، باسم الإمبراطور الأسمر، ليكون صدقة جارية على روحه، فيما شارك فى العمل عدد من النجوم، الذين جمعتهم بالراحل مشاركات فنية عديدة.

التصوير استغرق ٣ أيام.. الفكرة جاءت من «دفعة النصر ٩٦».. والمشاركون لم يحصلوا على أجور
يقول مخرج الإعلان الفنان تامر محسن، إنه لم يعاصر زكى أو يتشرف بمقابلته فى حياته، لكنه يدين له بالفضل فى حب السينما منذ صغره، خاصة عندما شاهد ولأول مرة فيلم «زوجة رجل مهم».
ويضيف محسن لـ«الدستور»: «استلهمت فكرة الإعلان من مجموعة أفلام تسجيلية قُدمت خلال الفترة الماضية لصالح مستشفى الأورام ٥٠٠٥٠٠، من بينها فكرة إعلان دفعة النصر ٩٦، التى نفذتها بنفسى».
ويوضح: «تلخصت الفكرة حول مجموعة طلبة فى مدرسة النصر، تخرجوا منذ سنوات تحديدًا عام ٩٦، وبحثوا عن بعضهم عن طريق السوشيال ميديا ومجموعات الواتس آب، من أجل أن يجتمعوا مرة أخرى، وفوجئوا بأن هناك ٥ من بينهم توفوا بسبب مرض السرطان، وقرروا أن يقدموا صدقة جارية، وأن يجمعوا تبرعات، لإنشاء جناح باسم دفعتهم ٩٦ لعلاج المصابين بهذا المرض».
ويقول إن استلهام روح زكى من شأنه أن يجعل ذكراه حاضرة بيننا دائمًا، وأن يجعل جميع محبيه يتجمعون على الخير، وعلى تخفيف آلام الناس ومساعدتهم.
ويذكر أن وفاة زكى بمرض السرطان كانت الدافع الأكبر لجميع الفنانين الذين تحمسوا للمشاركة فى العمل، والذين لم يترددوا لحظة فى الموافقة، لتقديم لمسة من الوفاء والعطاء للنجم الراحل، وكان ذلك أحد أهم أسباب نجاح وتصدر الإعلان.
ويقول: «كنا حريصين على اختيار مجموعة من الفنانين المحبوبين جدًا لدى الجماهير، وأن يكون من بينهم عدد لا بأس به شارك بالفعل مع زكى فى عدد من أعماله، وهناك من النجوم من لم يُسعفه الوقت للمشاركة بسبب ظروف التصوير، إلى جانب سفر البعض إلى الخارج، وكنا بالفعل نسابق الزمن فى التصوير».
ويشير إلى أن سعدى جوهر مالك شركة «Animation Advertising Agency» منتجة العمل حينما أبلغه بأن شركته تحضر لإعلان جديد لمستشفى ٥٠٠٥٠٠ بدأ فورًا فى التواصل مع الفنانين، والتحضير للعمل، الأمر الذى قابل ترحيبًا وحفاوة كبيرة لدى جميع المشاركين.
ويضيف: «تقديم إعلان بمجموعة من الفنانين كان أمرًا رائعًا جدًا، واستقررنا على الفكرة وتحدثنا بالفعل مع العديد من النجوم، ولكن ضيق الوقت وانشغال النجوم فى التصوير بمسلسلات رمضان كانا أكثر الصعوبات، وهناك فنانون تركوا التصوير من أجل المشاركة».
ويلفت إلى أن صناع الإعلان تعمدوا تقديم نوع من «نوستالجيا السينما»، أو تصدير حالة من الحنين، بالعودة بالمشاهدين لذكريات الشاشة التى تربوا عليها، وذلك من خلال اختيار الديكور المناسب، وتصميمه داخل سينما حقيقية».
ويقول محسن إنه تقرر الاختيار من بين سينمات وسط البلد، لتميزها وعراقتها ومساحاتها الكبيرة، التى تتناسب مع الفكرة العامة للإعلان، والعودة بالمشاهدين لأجواء السينما القديمة.
ويتابع: «خضنا رحلة بحث مع مهندس الديكور محمد عطية، واكتشفنا أن غالبية سينمات وسط البلد، لم تكن مناسبة، ولكن فى النهاية وقع الاختيار على سينما مترو، لأنها كانت الأكثر تناسبًا مع الفكرة».
ويشير إلى أن سينما مترو كانت تتناسب مع شكل السينمات القديمة التى تربت الجماهير عليها، وليست السينمات الجديدة ذات القاعات الصغيرة.
ويوضح محسن أن التصوير لم يستغرق سوى ٣ أيام متواصلة، بينما استغرق العمل ٥ أيام داخل المونتاج.
ويكشف عن أن أيام التصوير الثلاثة انقسمت بين يوم واحد لالتقاط مشاهد الشوارع، ومشاهد أحمد حلمى، ويوم آخر شمل مشاهد سينما مترو، واليوم الأخير كان لتصوير مشاهد متحف مقتنيات الراحل، والذى تم بناؤه داخل أحد القصور بمنطقة المنيل.
ويشير إلى أنه حينما انتهى التصوير، وشرع المنفذون فى تفكيك الديكور الذى صور عليه الإعلان، شعر جميع المشاركين بالحزن الشديد، نظرًا لحالة الحنين التى كانوا عليها خلال التصوير.
وعن الصعوبات التى واجهت التصوير، يقول: «أبرزها كان ضيق الوقت، والبحث عن اللوكيشن، لأننى أردت أن يكون التصوير واقعيًا، وأن يعتمد على الصورة الذهنية الحقيقية التى تربى عليها عشاق السينما»، ولم يحصل النجوم المشاركين فى العمل عن أى أجور نظير تصوير الإعلان.

يسرا: لمسة وفاء لـ«الإمبراطور».. وحلمي طلب المشاركة
تؤكد النجمة يسرا التى شاركت فى العمل، أنها لم تفكر لحظة عندما طُلب منها المشاركة فى الإعلان، خاصة أن فكرته تدور حول الراحل أحمد زكى، الذى احتل مكانة كبيرة لديها، وقيمة عظيمة عند جماهير السينما.
وتتابع يسرا: «فكرة الإعلان تضمنت لمسة وفاء للإمبراطور الأسمر، وهدفت بالمشاركة فيه إلى تذكير الناس بذلك المبدع الكبير، الذى أسعد الملايين من المشاهدين».
وتضيف: «رحبت جدًا بالفكرة، وتحمست لها، والحمد لله استطعنا أن نقدم عملًا إيجابيًا حول مسيرة الراحل، كنوع من رد الجميل، بعدما أفنى روحه وعمره فى إثراء الفن المصرى لآخر لحظة فى حياته».
وتكشف رشا أبوالريش، مالكة الشركة المنفذة للإعلان «neo productions»، عن أن هيثم زكى نجل الفنان الراحل، هو من ساعد طاقم العمل فى توفير مقتنيات النجم الأسمر، لتدخل فى صناعة اللوكيشن الخاص بالتصوير.
وتشير رشا إلى أن هيثم أحضر أيضًا جميع الجوائز التى حصل عليها والده، حيث ساهمت جميع تلك المقتنيات فى بناء لوكيشن متحف زكى.
وتقول رشا إن من ضمن الصعوبات التى واجهت التحضير للعمل، توفير الأفلام الخاصة بزكى، واستخلاص اللقطات المناسبة منها، وتضفيرها داخل الإعلان، حيث تبين أن «الكواليتى» المتوافر لتلك الأعمال غير مناسب.
وتضيف: «مهندس الديكور عاين أكثر من سينما مع المخرج، وهو من صمم واجهة السينما مستخدمًا صورًا وأفيشات لأحمد زكى، حتى يضيف لشكلها الجمالى، أضواء جاذبة ومميزة، فى حين استغرق بناء ديكور المتحف ٨ أيام داخل قصر بالمنيل». وتشير رشا إلى أنه عندما عرضت أغنية الإعلان على الفنانة شيرين عبدالوهاب، من قبل الشاعر أمير طعيمة، رحبت دون تردد، وتم تنفيذها قبل بدء التحضير للإعلان بأسبوع، وقدم ألحانها عمرو مصطفى.
وترى رشا أن اختيار يسرا للمشاركة فى الإعلان جاء لأنها صاحبة نصيب الأسد فى المشاركات مع النجم الراحل، من خلال ٥ أعمال، هى «درب الهوى، والبداية، وامرأة واحدة لا تكفى، ونزوة، والراعى والنساء، معالى الوزير»».
وتضيف أنه تم اختيار منى زكى لمشاركتها مع الراحل فى فيلم «أيام السادات»، وعلمت «الدستور» أن الفنان أحمد حلمى عندما علم بالإعلان وفكرته وتحديدًا بعد اختيار زوجته منى للمشاركة، طلب بنفسه أن يشارك نظرًا لحبه لزكى، حيث يعتبره مؤسس مدرسة التمثيل الحقيقى. وتشير مصادر من فريق العمل إلى أن محمد لطفى قبل المشاركة فى العمل بحماسة شديدة، حيث يدين بفضل لأحمد زكى، ويعتبره بوابته الحقيقية لدخول مجال التمثيل، فى فيلم «كابوريا»، فيما لم تستطع الفنانة ميرفت أمين المشاركة فى الإعلان بسبب انشغالها فى تصوير مسلسل «بالحجم العائلى».