رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد طنش: «مش مستني جوايز ولا فلوس عشان أصوّر» (المصوّراتي - 8)

إسراء في رحلة يومية
إسراء في رحلة يومية مع الماشية

رغم دراسته فى كلية «هندسة البترول»، ونجاحه بتميز فيها، إلا أن ابن مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ لم يكن يراوده إلا حلم وحيد، عاش فيه منذ الطفولة، امتلاك كاميرا ديجيتال يرسم بها لوحات فوتوغرافية لأبناء قريته على حواف الترع والمصارف، وفتياتها الجميلات السائرات وراء الأغنام فى مراعى تلك المحافظة الزراعية.

لكن كيف يتحقق حلم «أحمد طنش» وقد وصل عمره إلى الـ20 ربيعًا، ولم يتمرّس على فن التصوير الفوتوغرافى بعد؟

يجيب «طنش» عن هذا التساؤل بنفسه، مسترجعًا بداياته مع التصوير التى كانت مع الأهل والأصدقاء فقط: «خلال إجازات الكلية كنت بشتغل عشان أعرف أجيب كاميرا، اشتغلت فى محل وكسبت أول ١٠٠٠ جنيه من شغلى، وأبويا كمّل عليهم تمن الكاميرا وقالى: (انطلق)».

ويضيف: «صحيح إحنا فى الرّيف وموضوع التصوير والكاميرا ده جديد على الأهالى هنا، اللى ميعرفوش التصوير غير فى الاستديوهات فقط، بس والدتى شجّعتنى وقالتلي:(اللى هيخليك مبسوط اعمله ومتشغلش بالك بحد)».

بعدها بعام كان تعلم كل أساسيات التصوير، وتطورت موهبته بصورة كبيرة، فبدأت أسرته تقتنع بها أكثر فأكثر، ما شجعه على أن يطلب منهم كاميرا جديدة تساعده فى تحقيق حلمه الذى يسعى إليه، ألا وهو أن يكون مصورًا فى «ناشيونال جيوجرافيك»، وبالفعل عاد للعمل مرة أخرى فى إجازة للكلية، وبمساعدتهم اشترى تلك الكاميرا التى يعتبرها بدايته الحقيقية فى المهنة.

يضحك المهندس الشاب عندما يتذكر تلك الكاميرا: «صحيح كانت من فئة المبتدئين، بس قناعتى دايمًا إن الأدوات مش هىّ العامل الرئيسى فى التصوير، وكنت بسأل نفسى دايمًا إزاى الناس طلعت صور جميلة فى الحرب العالمية وفى السبعينيات وبعدها بنتعلم منها لحد النهارده بكاميرات بدائية مقارنة بالتطور الحالى؟».

جاليرى أحمد من الصور وألبومه الملىء باللقطات المميزة جعلاه محط أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فهذه لقطة لفتاة صغيرة تضحك بين بقرتين، وأخرى لمجموعة من الأطفال يمرحون فى شوارع المحافظة بـ«جلابيب السعادة»، وأرز وفلاحين و«أفندية» فى طلعات صباحية على الريق، تسعد جميع زوار صفحته.

يقول عن هذه الصور: «معظم صورى فى كفرالشيخ.. بحب دايمًا أنقل صورة المكان اللّى عايش فيه للناس، المحافظة دى من أجمل المحافظات خاصة إنه فيها تنوّع جغرافى عظيم، النيل والبحر وبحيرة البرلس اللّى بعتبرها مكان إلهامى».

وبالطبع، احتاج «المهندس المصور» دفعة فى طريقه نحو الحلم، فجاءته عبر حصوله على جائزتين من مسابقة الاتحاد الأوروبى ومركز الإبداع المصرى، مضيفًا: «كانت دفعة على الطريق، لكن الدفعة اللى بجد هى وقفة أصدقائى معايا اللّى كانوا دايمًا شايفين صورى جميلة حتى وأنا باشك فى كده». ويحكى عن إحدى صوره الفوتوغرافية، قائلًا: «فيها بتظهر إسراء الطفلة الجميلة اللّى كانت بتخلص مدرسة وتجرى على الغيط عشان تساعد والدها، ولمّا شافت الكاميرا أول مرة كانت خايفة بعد كده الموضوع بقى عادى لدرجة إنها طلبت منى إنّى أصوّرها أكتر من مرة، وواضح كمان إن الحيوانات اللى فى الصورة مبسوطة بحياتهم معاها».

ويختتم «مهندس التصوير» حديثه: «رأى الناس وأصدقائى فى صورى أهم عندى من رأى المشاهير.. وبصوّر بشغف عشان بحب الشغلانة اللى بعتبرها حياة الروح، لا مستنى فلوس ولا جوايز أعلقها فى رقبتى»، مشيرًا إلى أن «ناشيونال جيوجرافيك» اختارت صورتين من عنده ضمن أفضل الصور اليومية، كما أن صفحة «Everyday Egypt» نشرت له أكثر من ٦ صور.