رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«10 دقائق» شهدت ميلاد عبدالباسط عبدالصمد في سماء دولة التلاوة

جريدة الدستور

حينما بلغ سن الخامسة عشرة من عمره استقل بنفسه كقارئ له سمعته الطيبة ومكانته المرموقة، وشائت الأقدار أن يذهب إلى القاهرة لحضور احتفالات مولد السيد زينب مع أبناء بلدته وأصدقائه، التى كان يحييها كبار القراء آنذاك، وحينما انتصف ليل القاهرة استأذن أحد أقارب الشيخ عبد الباسط منظمين الحفل أن يقُدم هذا الفتى الموهوب لجمهور القاهرة، ليتلوا أمام الحشود الغفيرة، لمدة 10 دقائق، وعم الصمت أرجاء المسجد، وماهى إلا لحظات حتى انقلب هذا السكون إلى هدير من صيحات الإعجاب.

استمرت التلاوة ما يقرب من ساعة ونصف، خرج بعدها الشيخ عبد الباسط محمولًا على الأعناق، ومع نسمات اليوم التالى لهذه الليلة أذن بميلاد قارئ جديد في سماء دولة التلاوة، ومع نهاية عام 1952 طلب الشيخ الضباع، شيخ المقارئ المصرية آنذاك، من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد التقدم للإذاعة المصرية لاعتماده قارئًا للقرآن الكريم، ولكنه اعتذر نظرًا لارتباطه بإحياء الليالى القرآنية بصعيد مصر.

حصل الشيخ الضباع على نسخة من تسجيل لتلاوة القرآن الكريم التى قرأها فى احتفال مولد السيدة زينب، والتى خطف بها الأضواء فى التلاوة، ووقدمها للجنة الإذاعة، فانبهر أعضاء اللجنة بالأداء المتميز لهذه التلاوة، وتم اعتماده قارئًا للقرآن الكريم بإذاعة الجمهورية العربية المتحدة عام 1952 بإجماع أعضاء اللجنة، وبذلك أشرقت شمس القارئ الجديد على القاهريين، وبدأت موجات الأثير تشرق على قلوب المستمعين فى مشارق الأرض ومغاربها مع أيات الله البينات، وهو ماكشف عنه نجله اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد، في كتاب صدر عن صندوق التنمية الثقافية، بعنوان«عبد الباسط عبد الصمت..صوت من السماء».