رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتحار مهندس بعد إصابته بـ«هوسة دينية» وزوجته تقفز وراءه

محررتا الدستور مع
محررتا الدستور مع احد الجيران

- كفّر جيرانه وناداهم بـ«بنى قريش».. قال للمواطنين: «أنا ربكم الأعلى».. وقذفهم بالأحذية

أصيب سكان شارع حسن صبحى، بمنطقة اللوتس باللبينى فى فيصل، بصدمة، بعد انتحار مهندس من شرفة الطابق السادس، ثم إلقاء زوجته «طبيبة بيطرية» نفسها من نفس الطابق، معتقدين أنهما ذاهبان إلى الجنة، وأن جميع من حولهما كفار.
وروى الجيران، تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة المتوفى وزوجته المصابة، مؤكدين أنهم سمعوا صراخًا بعد أذان الفجر، وشاهدوا المهندس يقف فى شرفة منزله ويهذى بكلمات غير مفهومة وغريبة، ثم حطم آثاث منزله، وظل على هذا الوضع ٣ ساعات، حتى قرر التخلص من حياته.
وقال سعيد، عامل بسوبر ماركت، إنه حضر عقب أذان الفجر لتسلم ورديته، وبعد دقائق سمع أصوات صريخ عالية، فخرج من المحل، وشاهد المهندس محمد فرغلى، ٣٢ سنة، القاطن بآخر عقار بالشارع متوقفًا بشرفة شقته مرددًا كلمات غريبة، موجهًا كلامه لسكان المنطقة قائلًا: «كلكم كفرة.. كلكم هتخشوا النار»، ثم سب النبى محمد، والشيخ محمد متولى الشعراوى، وردد جملة: «أنا ربكم الأعلى»، عدة مرات، ملقبًا أهل الشارع بـ«بنى قريش».
وأضاف العامل: «المتوفى طوال فترة إقامته بالمنطقة كان حَسن السمعة، جيد الخُلق، لم تحدث منه أية مشكلات أو مشاحنات مع أحد، وكنت أتعامل معه، وأورد له مواد غذائية من محل جملة بشارع خلفى بالمنطقة».
وأشار إلى أن المتوفى منذ زواجه منذ عام ونصف العام تقريبًا لم تحدث أية خلافات بينه وبين زوجته، وكانت سيدة فى قمة الأخلاق، تخرج وتعود معه، ولا توجد بينهما وبين أى من سكان المنطقة أية مشكلات.
وعن الحادث، قال «سعيد»: بعد فترة من صراخه حاول سكان العقار الصعود إليه لتهدئته إلا أنه قذفهم بالأحذية، ورفض إدخالهم إلى الشقة، وعاد مرة أخرى إلى الشرفة، مستكملًا صراخه، وحاولت زوجته تهدئته قائلة له: «قول لا إله إلا الله محمد رسول الله».. فرد عليها قائلًا: «قولى لا إله إلا الله بس»، ورغم ذلك كان يرتل القرآن بطريقة جيدة للغاية.
وأضاف: «فجأة جذب يد زوجته قائلًا لها «يلا نروح الجنة»، ودفعها فاصطدمت بسور الشرفة وارتدت داخلها مرة أخرى، ثم قال لها: «مش عايزة تروحى طب أوعى بقى»، وقفز من الشرفة ليرتطم جسده بحديد شرفة أسفله ويسقط على وجهه على الأرض جثة هامدة.
وتابع: «زوجته أطلقت صرخة مدوية وهى تنادى على زوجها، ثم قفزت وراءه بحوالى ١٠ ثوانٍ لتسقط على ميكروباص، كان متوقفًا أسفل العقار، ويرتطم جسدها به ثم تسقط على الأرض، ورددت الشهادة عدة مرات».
من جهته، قال علاء الدين، موظف بمحافظة الجيزة، أحد سكان الشارع، إن عددًا من الجيران اتصلوا هاتفيًا بمساعد المتوفى الذى يعمل معه بالمحل، فحضر لمحاولة تهدئته، وحدثه من أسفل العقار، قائلًا: «مالك يا محمد».. ورد عليه قائلًا: «مفيش.. أنا كويس وكلكم كفار».
وقالت الحاجة أم محمود، «حارسة العقار»، إن المتوفى كان يمتلك تلك الشقة منذ قرابة ١٠ سنوات، وتزوج بها منذ ما يزيد على عام ولم ينجب، وطوال تلك الفترة لم يلحظ عليه أى طابع غريب، قائلة: «كان محترم وفى حاله».
وأضافت: «فوجئت به يصرخ بعد أذان الفجر، وظل حتى الساعة التاسعة يهذى بكلمات غريبة، ورفض الخضوع لأى من محاولات الجيران بإثنائه عما يفعله أو تهدئته».
وتابعت: «عقب نقل سيارة الإسعاف للسيدة زوجته المصابة إلى مستشفى الهرم، وإنهاء ضباط المباحث المعاينة والتحقيقات، أحضر الأهالى شيخًا لتلاوة آيات قرآنية مكان سقوط المتوفى وزوجته ومكان دمائهما».
إلى ذلك، كشفت تحريات العقيد محمد راسخ، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، أن المتوفى مريض نفسيًا، خضع للعلاج النفسى منذ سنوات بمصحة أبوالعزايم بالعياط، مسقط رأسه، وتزوج منذ عام ونصف العام من المصابة الأخرى، البالغة من العمر ٢١ سنة، طبيبة بيطرية ولم ينجبا.
وأشارت التحريات إلى أن المتوفى منذ قرابة ٣ أيام، أصيب بحالة تسمى «الهوس الدينى»، وأخذ يردد كلمات غريبة، وصباح يوم الجمعة وعقب أذان الفجر توقف بشرفة منزله، وصرخ مرددًا أن كل من حوله كفار ويراهم بجهنم.
ووفقًا للتحريات، حاول الجيران تهدئته إلا أنه استمر فى الصراخ، وكسر محتويات شقته، وبعد قرابة ٣ ساعات، ألقى بنفسه من الطابق السادس، وفوجئ الجيران بإلقاء زوجته نفسها هى الأخرى.
وأضافت التحريات التى أجريت برئاسة اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد عبدالوهاب شعراوى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، أن الزوج أصيب بكسر بالجمجمة وإصابات متفرقة أدت لوفاته، بينما أصيبت الزوجة بكسر بالعمود الفقرى وإصابات أخرى، وحالتها سيئة.