رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن بوست": ترامب "خسر ماء وجهه" بإلغاء القمة مع كيم جونج

ترامب
ترامب

انصب اهتمام الصحف الدولية على التطورات الأخيرة في ملف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بعد إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لقاءه بالزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج- أون، والذي كان مقرر عقده في 12 يونيو المقبل في سنغافورة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في مقال كتبه ديفيد إغناتيوس، أحد أشهر الصحفيين هناك: إن ترامب بإلغائه القمة المرتقبة بي البلدين واختياره نص الرسالة التي أرسلها إلى كيم جونج أون قد اختار مسارًا "محفوفًا بالمخاطر"؛ لأنها قد تضعه في مواجهة جديدة بانتهاج "سياسة حافة الهاوية"، والتي من شأنها أن تضر بعلاقة واشنطن مع كل من كوريا الجنوبية والصين.

ويرى الكاتب أن ترامب "أخطأ وخسر ماء وجهه" بإعلان قراره بإلغاء القمة، كما أنه أخطأ في التوقيت الذي أرسل فيه الرسالة؛ لأن ذلك سوف يحمل الجانب الآخر على تقديم تنازلات دون أي مقابل من الجانب الأمريكي، بعد إعلان بيونج يانج تدمير بعض مواقعها للتجارب النووية وإفراجها عن ثلاثة "رهائن" أمريكيين في وقت سابق، وهو ما يجعل كيم جونج يهدد بالعودة إلى التجارب النووية، وهو ما سيدفع ترامب ثمنه غاليا.

ولفت الكاتب إلى أن ترامب كان عليه الترحيب بالقمة بدلا من إلغائها، في ظل عدم وجود الكثير من الخيارات العسكرية الجيدة لواشنطن، في حال إذا أرادت كوريا الشمالية تصعيد النزاع، وكان عقد القمة سوف يخفف من حدة التوتر بين البلدين.

وسلط المقال الضوء على الدور الذي كانت تلعبه كوريا الجنوبية، حليفة الولايات المتحدة في هذا الملف، في ترتيب القمة بين واشنطن وبيونج يانج، وأن زيارة مون جيه- إن لواشنطن قبل أيام من إعلان ترامب قراره، كان هدفها حث الإدارة الأمريكية على العمل الدبلوماسي في ملف كوريا الشمالية، لذلك فإن "مون" أمام اختيار صعب الآن: هل سيسير على خطى ترامب ويزيد من حدة التوتر بينه وبين "كيم"؟ أم يستمر في سياسة توطيد العلاقات بين بلاده وجارتها الشمالية ما يعكر صفو العلاقة مع ترامب؟

ويري الكاتب أن قيام واشنطن بأي مناورات عسكرية مع حليفتها سول سيصبح مسألة "حساسة للغاية" بعد قرار ترامب بإفساد القمة، متوقعا أن كيم جونج سيقوم باستغلال حدوث توتر جديد في العلاقة بين مون وترامب، كما سيقوم بالمراهنة على الصين لتقوم بالدور الاستثماري الذي كانت تأمله في واشنطن، وهو ما يمثل خطرا على العلاقات الأمريكية مع الصين.

وفي سياق متصل، رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن ترامب تسرع في إلغاء اللقاء مع كيم جونج أون، كما كان قد تسرع في الموافقة عليه من قبل.

كما أيدت الصحيفة، في مقال حمل عنوان "ترامب يسحب يده الممدودة للسلام بنفس السرعة التي مدها بها"، الفكرة التي تقول إن واشنطن لم تتشاور مع حليفتها كوريا الشمالية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن "قلة التحضير وعدم وجود روح التشاور" من قبل الإدارة الأمريكية جعلا إلغاء القمة أمرا متوقعا.

وسخرت الصحيفة من توقعات ترامب بأن حرصه على "إنهاء المحادثات مع كوريا" سيمهد له الطريق لفوزه بجائزة نوبل للسلام، معلقة "لقد أنهاها فعلا"- في إشارة لمباحثات السلام.