رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلا المطرى لـ"الدستور": رواياتي تمس المرأة العربية وأرفض مصطلح كتابة نسوية

حلا المطرى
حلا المطرى

حلا المطري كاتبة روائية، حصلت على ليسانس الآداب، كتبت أولى رواياتها وصدرت بعنوان "كانت لك" وأعيد طبعها بدار غراب للنشر والتوزيع، وصدرت روايتاها التاليتان عن دار "تويا للنشر والتوزيع"، وهما "عرايا الروح" و"امرأة بطعم التوت".

في روايتها الأخيرة "امرأة بطعم التوت" اهتمت "المطري" بإبراز ذلك الجانب المغاير، وأن المرأة ضحية للمجتمعات وقسوة التعامل، وكانت لها رؤية أن الأنثى لها تواجدها الخاص وأنها ليست كما مهملا، وحتى بعض الأخطاء هي عبارة عن مجرد رد فعل،

"الدستور" التقى حلا المطري وكان معها هذا الحوار:

*حلا المطري مصرية خليجية.. وبطلة روايتك الأخيرة تتنقل فى الدول العربية فهل لهذا تأثير في رواياتك؟
المرأة هي المرأة في كُلِّ مكان، لم اشأ اختِصاص أي بلد بعينها، أحببتُ أن أختصَّ المرأة العربيّة، والعربيّة فقط، وذلك التّأثير ساعدني كثيرًا في رسم شخصية لامرأة ستمس عروبتها وشرقيتها كُل من قرأها بشكل عام، وقرأنها بشكل خاص.

واستطعتُ بفضل ذلك التأثير أن أمُرَّ بقلمي على مواطن العادات والتقاليد وذكرى الطفولة والعيب والذي يجوز والذي لا يجوز من وجهة نظر عربيّة وإنسانيّة بحتة.

*كتبتي عن المرأة ومن الممكن أن تكون مدفوعة نحو الخطأ بفعل بعض المجتمعات، وأن المجتمع نفسه ظالم أحيانًا.. هل معني ذلك أن تحاكم المجتمعات وليس الأنثى المخطئة؟
حرصت كل الحرص في الرواية على ألّا أرمي بكُل اللوم على المجتمع وإن كان عاملًا مهمًا بل إنّي عاتبتُ المرأة المخطئة على ما يبدر منها من ضعفٍ مُسببٍ للخطايا، وكما حاكمتُ المجتمع، حاكمتُها.

لكنّي في الرواية حرصت أن يكون السرد في صيغة المتكلم، لا الرّاوي، كي يشعر القارى بكلِّ شيء، ويقرأ بعين "أنا" لا بعين الآخر، لأنّي لو كتبتها بصيغة الراوي لوقعَ ما كنتُ أخشاه، سيظنّني القارئ أُبررُ لها أخطاءها وأرمي بكُل اللوم على المجتمع، الأمر الذي أنفيهِ تمامًا.

* ألم تخش حلا أن تتماس رواياتها مع كتابات لنور عبد المجيد أو أحلام مستغانمي وغيرهن ممن يناقشن وضعيات المرأة في المجتمعات العربية؟
شئتُ أم أبيت سيحدث ذلك المساس، وإن كانت أحلام مستغانمي ونور عبدالمجيد من أهم مؤسسى الروايات التي تناقش أوضاع المرأة، لكنّني لي قلمي الخاص، وحتّى وإن كانت قضية المرأة المذكورة في روايتيذُكرِت سابقًا، إلّا أنّني أعلم متى وأينَ تفردتُ فيها، تشابه القضايا لا يعيب القارئ، الذي يعيبهُ هو تكرار ونمطيّة طُرق السرد والعرض والحوار.

مثَلها مثل الحب مثلًا، قد أقرأ عنهُ لكاتبٍ ما فأجدني أتثاءب ضجرًا، وقد أقرأ لكاتب آخر ذات الموضوع، فأجدني أشعر بأنّني ما قرأتُ حرفًا في حياتي عن الحب قبل هذا الكاتب لبديعِ ما كتب.

*كيف ترى حلا الأدب المصري مقارنة بغيره، وهل تؤمنين بمصطلح كتابة نسوية؟
الأدب المصري هو الأقرب لقلبي وسيظل، لكن عندي أمل أن يعودَ يومًا لما كان عليه في زمن العمالقة الذينَ تعلم على أيديهم أُدباء العالم أجمع. عندي أمل أن ترتقي دور النشر في اختياراتها، لأنّها البوابة التي ستوصلنا لتلك الأعمال.

أما فيما يخص مصطلح "الكتابة النسويّة"، فإنّي أرفُض بشدّة هكذا مسمّى، لأنّها ستضع المرأة في موضع مقارنة مع الرجل. بل إن لم تكن وضعتها بالفعل.

الأدب هو ذات الأدب باختلاف المتذوق كيف يراه ويشعر به وكيف ينثرهُ على الورق، فلا الجنس ولا العمر ولا البلد قد يحدث فارقًا، قد أكتبُ لك عن رجل خمسيني ببراعة، وقد يكتب زميل لي عن عاشقة في سن المراهقة حتّى تظن أن من كتبت هي فتاة مراهقة في سنين عشقها الأولى، وهُنا الفَيصَل.. لا بجنسِ الكاتب، بل ببراعته.

*لغة حلا مزيج من الفصحى والفصحى المعاصرة.. هل الرواية عند حلا هي من تفرض لغتها أم هناك أسلوبًا لغويًا تحترمه وتحرص عليه؟
الفُصحى هي صديقتي المفضلة، هي الأقرب لقلبي، وحين أكتبُ بها أملكُ العالم.

لكن يحدث أحيانًا أن أميلَ كُلَّ الميل لما تفرضهُ عليَّ الرواية، دعني أَعطيكَ مثالًا، رواية "عرايا الروح" مثلًا، كتبتها كاملةً بالفصحى، وحين قمت بمراجعتها وقراءة الحوار، لم أشعر بمصرية النّص، فقمتُ بتحويل الحوار كاملًا للعاميّة المصريّة، أمّا في "امرأة بطعم التوت" فلم يلق بها سوى معشوقتي الفصحى.