رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معبود الجماهير.. أيام الوعظ والسلطنة «7»

د. محمد الباز يكتب: كشك وعدوية يواجهان خوازيق الخصوم.. «الا ده يا عذال الا ده»

جريدة الدستور

- شفيق جلال سخر من عدوية رغم مساندته له فى البداية حين كان يغنى فى الكباريهات
- المونولوجست أحمد غانم أصابته الغيرة فوصف عدوية بـ«العندليب الأسود»
- كشك أبدى كراهية وتعصبًا وتطرفًا تجاه المسيحيين
- الأبنودى تنكر لـ«عدوية» وتبرأ من الكتابة له فى حوار صحف
ى


من بين ما ساقته الأقدار فى طريق كشك وعدوية ووحد بينهما عندى، ما تعرضا له فى بداية حياتهما العملية من كيد ومحاولات واضحة جدا لتعطيل صعودهما.
وقبل أن تقول إن هذا طبيعى جدا، خاصة فى مصر التى تحكمنا فيها بقايا من أخلاق المماليك.
سأقول لك: لا أناقش معك هنا الطبيعى وغير الطبيعى، أنا أسعى فقط خلف ما جرى لنجمين قدر لهما أن يظلا مؤثرين فى الناس، رغم موت أحدهما وإرهاق الحياة للآخر.
لم يكن العيش هانئا أبدا.
هناك تفاصيل ينفرد بها كشك عن عدوية، ربما لطبيعة عمل المغنى وخصوصية عمل الواعظ، لكنها فى النهاية تكشف عن أن طبيعة أصدقائهما وأبناء كارهما واحدة، سواء من كان يكرر ذكر الله حول كشك، أو من يتمايل على أنغام فرقة عدوية.
الغريب أن أبناء الكار فى الفن كانوا أكثر رحمة، لم تخرج مكائدهم عن سخرية عابرة، إو إطلاق نكتة هنا أو هناك بحق المغنى الذى كان ظهوره صاعقا.
من بين من كان يعتبرهم عدوية أساتذة له، كان المطرب الشعبى شفيق جلال، لم يكن أستاذا تعلم منه فقط، بل كان واحدا ممن سندوا وساندوا المغنى الشاب عندما كان يأكل عيشه من الغناء فى كباريهات شارع الهرم، بل كثيرا ما كان شفيق ينتظر عدوية حتى ينتهى من أداء نمرته، ليصطحبه معه فى سيارته.
كان شفيق جلال يعرف كل شىء عن أحمد عدوية، يرصد يومياته فى شارع محمد على، رآه نحيل الجسد ممصوص العود يعانى عناد الدنيا بنفس قدر معاناته للجوع، صورته لا تزال أمامه وهو «رقاق»، مجرد ضابط إيقاع يعزف وراء المطربين والمطربات فى ملهى «الأريزونا».. وربما كان سببا فى الصدمة التى أحاطت بجلال عندما وجد عدوية ينفجر فى سماء سوق الكاسيت.
فى حوار تليفزيونى كان شفيق جلال يتحدث عن مسيرته الفنية، وفجأة تحول الحديث إلى عدوية، سأله المذيع عن رأيه فيه، فقال دون تفكير: «ده أحدث نكتة ظهرت فى شارع الهرم».. الرأى لم يكن صادما، بل ربما كان مرتبكا أكثر، فالحقيقة أن أحدا لم يكن يعرف ما الذى جرى لعدوية ومنه، وأغلب الظن أن توصيف شفيق جلال لعدوية بالنكتة كان بدافع الغيرة الفنية الشديدة.
عندما ظهر عدوية لم يكن إلى جواره أحد، حتى هؤلاء الذين كانوا نجوما كبارا واستقبلوه على باب كباريهات شارع الهرم، وجدوا مشكلة فى العمل إلى جواره، فجميع الكباريهات تسعى للاتفاق معه، وأفراح الكبار كلها تتحدد مواعيدها على مواعيد المغنى الذى أصبحت الأفراح دونه بلا قيمة، فلا فرح حقيقيا إلا إذا غنى فيه عدوية.
هل أقول لكم ما أهو أكثر؟
لقد حاول مطربون شعبيون كثيرون تقليد أحمد عدوية، فى طريقة اللبس والأداء، وكان من بينهم شباب تعاملوا معه على أنه موضة، وهؤلاء سدوا الفجوة، غنوا فى أفراح كثيرة كان أصحابها يتطلعون إلى أن يكون عدوية مطربهم، لكنهم رضوا بمن يقلده فى النهاية.
لم يكن لشفيق جلال أو لغيره أن يتحدثوا بحقيقة ما فى صدورهم تجاه عدوية، فالسوق عرض وطلب، هم يعرفون هذا القانون جيدا، ولو لم يكن فاعلا، لما استطاع أحد منهم أن يعمل أو ينجح أو يكون ثروة، كل ما فى الأمر أن الدور كان على عدوية وليس أكثر من هذا.
لم يستطع أحد منهم أن يحول دون صعوده، فاكتفوا بالطريقة المصرية التقليدية جدا والمعتادة جدا، وهى السخرية، ولا تتعجب مثلا عندما تعرف أن المونولوجست أحمد غانم صديق عدوية، أطلق عليه لقب «العندليب الأسود»، ففى جلسات فنانى الدرجة الثالثة الذين خرج من بينهم، كانوا يستكثرون عليه ما وصل إليه، وكثيرا ما سمع المغنى الصاعد من يقول عنه: فاكر نفسه عبدالحليم حافظ، فأكملها غانم بأن جعل منه عندليبا أسود، ربما سخرية من لونه، وربما سخرية من صعوده، فهو مهما صعد لا يمكن أن يكون مثل العندليب الأسمر، ولذلك يكفيه أن يكون «أسود».
الغريب أن كثيرين ممن أعجبهم عدوية وشهدوا له فى جلساتهم الخاصة، كانوا يتبرأون منه فى أحاديثهم العامة، وكأنه بضاعة سرية، أو أقرب إلى المخدرات التى يتعاطاها علية القوم، لكنهم ينكرونها ويتنكرون لها.
يمكن أن تعتبر هذا كيدا من أهل الفن لمطرب شاب أحرج الجميع وسرق منهم الأنوار، لكنه على أى حال لا يمكن أن يطاول الكيد الذى قابل به الشيوخ عبدالحميد كشك الذى استطاع فى شهور قليلة أن يصبح نجما فى مسجد «جامع الملك» بدير الملاك.
كيد الفنانين لا يخرج عن السخرية و«القلش» بلغة أيامنا، وقد يصل الأذى أن يدفع أحدهم صحفيا ليكتب عن عدوية ما لا يرضيه، بل يمكن أن يصل إلى تنغيص حياته، خاصة أن هذه الكتابات لا تخلو من إطلاق الشائعات وتلفيق الأكاذيب، وبعد أن تنتشر يجد الفنان نفسه فى مأزق، فهى تلاحقه أينما حل أو رحل، ومهما حاول نفيها لا يقدر أبدا.
كيد الشيوخ مختلف، يصل إلى قطع العيش وربما قطع الرقبة أيضا.
مذكرات كشك التى أعرف أن الأفورة غلبت عليها، تسعفنا ببعض المواقف التى تؤكد ما نذهب إليه.
فى ٥ مايو ١٩٦٤ بدأ كشك العمل إماما وخطيبا ومدرسا فى مسجده، وطبقا لما يقوله هو حوله إلى مؤسسة متكاملة، يقول نصا: «رأيت أن أجعل رسالة المسجد رسالة عامة تنظم أنشطة المجتمع، فجعلته يمثل خمس وزارات، الثقافة والإرشاد فى خطبة الجمعة ودروس المساء، والتربية والتعليم فى التدريس للطلبة، الصحة وذلك عندما دعوت الأطباء لعلاج الفقراء بالمجان، فلبى عدد كثير منهم النداء، والعدل من خلال لجنة المصالحات وفض المنازعات والفصل فى الخصومات، والشئون الاجتماعية التى تبحث أحوال الأسر الفقيرة، فتجرى عليها المعونات الشهرية والكسوة فى الشتاء والصيف، بالإضافة إلى المواد التموينية فى الأعياد والمواسم وتوزيع اللحوم فى عيد الأضحى».
كشف الشيخ كشك عن طموحه بما قاله، فهو لم يكن يرى فى نفسه مجرد إمام وخطيب، يؤم الناس فى صلواتهم الخمس، ويخطب فيهم واعظا ومرشدا، ولكنه كان يريد تأسيس دولة مصغرة، تنسب له وحده، ولم يكن ذلك ليكلفه شيئا، فهو يفكر وبقوته الروحية التى يسيطر من خلالها على الناس تجد الجميع ينفذون ويتحملون التكلفة، ويفوز هو بالفضل كله.
قرر الشيخ كشك بنفسه أنه نجح، لم يشهد له وقتها أحد بشىء، لاحظوا أننا لا نزال فى العام ١٩٦٤، شهرته لا تتجاوز الحى الذى يعمل فيه وربما الأحياء المجاورة، ولا مانع من أماكن قليلة يعمل بها من يستمعون إليه فى مسجده.
ورغم أنه من شهد لنفسه بالنجاح، إلا أنه وشى بأن هناك من كان يريد قطع الطريق عليه، وكلهم شيوخ يعملون معه فى كار الدعوة وإمامة الناس والخطابة فيهم.
لم يكن الطعن فى الشيخ كشك بالنسبة له مبررا من أى وجه من الوجوه، لكن عندما نتأمل نحن ما قاله، سنجده مبررا جدا.
قد يغضب من يحبون الشيخ كشك ولا يزالون يعتبرونه فارس المنابر إذا قلنا إنه لم يكن سوى شيخ فتنة يزرعها ويرعاها ويقوم على إنمائها حتى تنفجر فى المجتمع كله، ثم يقعد بعد ذلك معددا مزاياه، التى هى فى حقيقتها مجرد خطايا.
أسمعه وهو يقول عما فعله فى مسجده من نجاحات: «والذى أراه جديرا بالذكر أن أعدادا كثيرة من النصارى أعلنت إسلامها، وجاءت إلى المسجد تسعى بوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة، وأقمنا للنصارى الذين أسلموا حفلا إسلاميا ما زالت ذكراه ترن فى الآذان وتسرى سريان الكهرباء فى أسلاك البلاتين، لقد هاجت عقارب البغضاء وتحركت ثعابين الحقد فى قلوب أصيبت بداء الحسد وكفى به، فأخذت تخبط خبط عشواء، وأخذت الشكاوى الكيدية تتوالى والأحقاد تزحف، فبدأت الاستدعاءات إلى جهات الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود».
يعترف الشيخ بما فعله، ويقر بأنه بطولة مطلقة، لقد كاد له زملاؤه فى الدعوة، تقدموا بشكاوى ضده لأنه أقام حفلا لمن يقول إنه هداهم إلى الإسلام، دون أن يلتفت إلى أن ما فعله يزرع الفتنة فى المجتمع الذى يتحسس الدين كل صباح مخافة أن ينفجر فى وجهه.
لم يكن الشيخ كشك أبدا يدعو إلى الإسلام لا بالحكمة ولا بالموعظة الحسنة، لكنه كان يطعن فى المسيحية ويزايد عليها، ويكشف ما يراه من وجهة نظره عوارا، وكأنه يدفع بالمسيحيين الذين يحلو له أن يسميهم طول الوقت بالنصارى إلى الإسلام، ليس لأن الإسلام دين يستحق، ولكن لأن المسيحية هى التى لا تستحق أن يبقى الناس فيها.
لقد أبدى الشيخ كراهية وتطرفا وتعصبا تجاه المسيحيين، ولم يكن ما فعله على طول تاريخه الدعوىّ مصادفة، بل هو منهج عمل به وله منذ بداياته، ولم يتعظ أبدا، رغم أن ما فعله كان سببا للطعن فيه وفيما يقوله، بل ذهب به إلى الأجهزة الأمنية السيادية، التى يصفها هو بأن داخلها مفقود والخارج منها مولود.
بالنسبة لى لم يكن الشيخ كشك شجاعا، بقدر ما كان عنيدا، وأعتقد أن فقدانه بصره فى سن صغيرة، زاده عنادا، أو على الأقل جعله يستهين برد فعل الآخرين على ما يقوله، لأنه فى الأساس لا يراه.
لم يكن الشيخ كشك يعرف هؤلاء الذين تقدموا ضده بشكاوى بسبب ما فعله من إقامة حفل كبير لمن دخلوا الإسلام على يديه كما يقول، لكنه كان يعرف أحدهم بالاسم، ويعرف أنه حاول أن يقصم ظهره، يقول عنه: «بلغ من بغى هذا الرجل علىّ أنه كان كثيرا ما يقدم الشكاوى الكيدية إلى جهات قد يكون ضررها فادحا، وكان كثيرا ما يكتب فى شكواه أننى لا أدعو للحاكم من فوق المنبر، إلى غير ذلك من المكايد والمصايد والشباك والشراك، وهو يعلم أنى طالبٌ أسأل الله العافية والعفو».
ليس بعيدا أن يكون هناك من طعن فى الشيخ، وليس لدىّ ما يجعلنى أكذبه فى شىء، لكن المنطق يقول إن الشيخ ليس صادقا فيما يقوله تماما، فهو لم يتم استدعاؤه من قبل الجهات الأمنية إلا فى العام ١٩٦٥، ثم إنه فى العام ١٩٦٤، لم يكن الشيخ المعارض الذى يصب جام غضبه على الجميع، فقد كان لسجنه اليد العليا فى تصنيعه على شاكلته الأخيرة التى عرفه الناس بها، أما قبل ذلك، فهو لم يكن أكثر من خطيب مسجد، قد تكون له بعض الأنشطة الاجتماعية التى تجعله مختلفا بعض الشىء، لكنه فى النهاية ليس بطلا ولا مناضلا، وحتى لو لم يكن يدعو للحاكم من فوق منبره، فهو لم يكن يهاجمه أو يأتى على ذكره بشىء يمكن أن يجعله متهما من أحد.
لقد حاول كشك فى مذكراته أن يرسم لنفسه صورة البطل الأسطورى، الذى كانت الحياة كلها تتمحور حوله، بل جعل من نفسه زعيما مبكرا يناطح الرؤساء والزعماء، وهو الأمر الذى لم يحدث إلا بعد خروجه من السجن بسنوات، وهو ما نقبله تماما بسبب ظروف الشيخ النفسية، فقد خرج من السجن ناقما على كل وأى شىء، وبسبب الظروف السياسية العامة، فبعد نكسة ٦٧ تهاوت القبضة وضعفت، واستطاع كثيرون أن يقولوا ما لم يكن أحد يتصور أنه يمكن أن يقال فى مصر قبل النكسة.
هناك ما يؤكد كلامى.
لقد حاول كشك أن يبدو مطاردا ليس من السلطة فقط، ولكن من الحاسدين والحاقدين الذين لم نعرفهم، لكنه كان يكتفى بأنه يعرفهم وحده، والغريب أن هذا لم يحدث بعد أن أصبح معروفا وله جمهور، بل منذ كان طالبا فى كلية أصول الدين التى تخرج فيها فى العام ١٩٦١.
يقول مرة أخيرة هنا على الأقل: «أيام كنت طالبا بأصول الدين، وكنت أعمل فى مجال الدعوة إلى الله بالمساجد، أرسل إلىّ مجلس إدارة أحد المصانع لإلقاء بعض الدروس على عمال المصنع، وكان ذلك نزولا على رغبات العمال، وحدد لى لقاء بينى وبين مجلس الإدارة لوضع البرنامج الذى نسير عليه، وما إن جلست مع أحد العمال تأهبا للقاء - وكنت أعرفه من المساجد - حتى أخبرنى أن الموعد قد ألغى، وسألته: لماذا؟، فقال: لقد حضر الشيخ الفلانى عندما علم بالموضوع وأخاف القائمين على شأن المصنع قائلا لهم: إنه لا يحب أن يدعو للحاكم ولا يتجاوب مع أهداف الثورة، والناس دائما يؤثرون السلام».
هل كان كشك لا يحب الدعاء للحاكم؟، وهل كان لا يتوافق مع أهداف الثورة؟.
أعتقد أن هذا لم يكن دقيقا على الإطلاق، لأنه هو نفسه هدم روايته هذه بما قاله عن الرجل الذى دس له عند أصحاب المصنع، يقول عنه كشك نفسه: «وأنا أعلم أن فلانا هذا - يقصد الشيخ الدساس - يملك من المال ومصادر الثروة الكثير والكثير، وأكبر ظنى أنه إنما فعل ذلك لدافع مادى، فقد ظن أننى سيعود على من هذه الدروس مغنم ومكافآت مالية».
الخناقة كانت على مكاسب الدنيا إذن، وهو ما يجعلنى أرجح أن من ذهب ليدس فى حق الشيخ كشك، استغل فقط التهم الرائجة والتى يمكن أن تحدث أثرا، بصرف النظر عما إذا كان المشكو فى حقه قد اقترف ذنبا أو خطيئة أم أنه كان بريئا وبعيدا عن مواطن الزلل.
هناك فارق مهم جدا بين كشك وعدوية لا بد أن أثبته.
فالمغنى الشعبى الذى كان بعيدا عن كل القيم التى يمثلها الشيخ الداعية، لم يكن يطعن فى أحد، ولم يتحدث عن أحد بسوء أبدا، بل كان يتسامح فى حقه مع الذين أساءوا إليه.
كان الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى قد كتب له أغنية من كلماتها «يمكن على الله يرق قلبك القاسى.. لكنه ناسى»... وعندما سألوا الأبنودى فى واحد من حواراته الصحفية عن هذه الأغنية، قال: أنا مش فاكر كتبت لعدوية ولا لأ.
اعتبر البعض أن هذه إهانة بالغة للمطرب صاحب الشعبية الكبيرة الطاغية، لكن الغريب أن عدوية نفسه عندما حكى هذه الواقعة بعد سنوات طويلة فى أحد حواراته الصحفية، قال عن الأبنودى: لكن هو حبيبى، وربنا يديه الصحة، وإحنا بنحبه، ده شاعر كبير جدا.
هل أقصد شيئا بعينه من وراء إثبات هذا الفارق بين كشك وعدوية؟..
بالطبع أقصد، ففى كثير من المواقف أجد الشيخ متزمتا، صدره ضيق لا يتسامح ولا يغفر ولا يلتمس للناس الأعذار، بل يحملهم ربما بأكثر مما يحتملون، فى حين أجد المغنى متسامحا جدا، يحب حتى الذين يكرهونه، ويتجاوز عن زلات من يهاجمونه، بل يلتمس لهم العذر.
الأمر يمتد من كشك إلى بقية الدعاة، الذين نجد منهم فجرا فى الخصومة، بينما المطرب الشعبى يعلمنا التسامح وأن يكون لينا مع الناس.
هل لطبيعة الشغلانة علاقة بالأمر، أعتقد ذلك، فالفن يرقق القلوب، أما هؤلاء الذين يخدعوننا دائما بأنهم يتحدثون باسم الله، فقلوبهم فى الغالب غليظة، ربما لأنهم يخافون أن نكشفهم فيبالغون فى حدتهم، رغم أن الله ليس كذلك أبدا، ولم يطالبهم بذلك أبدا.