رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: أيام كشك وعدوية (1).. «يا صباح الخير بالليل»

محمد الباز
محمد الباز

- «الكاسيت» وراء انتشار الشيخ والمغنى والفقر السر الأول فى أسطورة الاثنين
- كشك وعدوية من «أبناء النكسة» ونجومية الرجلين ارتبطت بـ«مرحلة الفوضى»
- كشك لا يصلح لأن يكون داعية وعدوية ليس فنانًا بمعيار الارتقاء بالناس


من حقك أن تتهمنى بالجنون، لمجرد محاولتى تقريب السبل وتجميع الخيوط المتفرقة بين الشيخ عبدالحميد كشك والمطرب الشعبى أحمد عدوية، فما أبعد الطريق بينهما، إذ لا سبيل للقاء، ولا أمل لتلاقٍ.. ولا حيلة لتعايش.. ولا مواطن لتشابه.
لكن قل لى أنت: أى شىء عاقل فى حياتنا، حتى لا نجرب الجنون، ونحن فى كامل وعينا وإدراكنا؟
كان الرومان يقولون قديمًا: من حق كل إنسان أن يجن مرة.
أعدكم ألا تكون هذه مرة جنونى، فأنا أدخرها إلى ما هو أهم وأعظم وربما أبقى إذا كان هناك ما يبقى.. لا أدرى ما الذى تخفيه الأيام أو تحبسه المقادير خلف أسوارها.. ولذلك لا تركن كثيرا إلى الدهشة عندما أجمع بين ما تعتقد أنهما يسيران على خطين متوازيين.
ستقول: كل شىء مختلف بين الشيخ كشك، رحمه الله، والفنان أحمد عدوية أطال الله فى عمره، فلا شىء على الإطلاق يجمعهما، ويمكن أن تسخر منى بما قاله عدوية نفسه، فأن أضعهما فى جملة واحدة، كأنى أردد خلف المغنى الشعبى الشهير مطلع أغنيته الشهيرة: «يا صباح الخير بالليل».
سأقول لك: ليس عليك إلا أن تنتظر لتعرف أنهما نسخة واحدة تمامًا، حتى لو تبدى لك ولغيرك أنه لا اتفاق بين من أطلقوا عليه «فارس المنابر».. و«محامى الحركات الإسلامية».. ومن منحوه عرش الأغنية الشعبية، وجعلوا منه «الإمبراطور»، و«الملك» و«السلطان».
ستقول إن عدوية كان يغنى.. وكشك كان يعظ، والفارق بينهما كبير.
سأقول لك: كل منهما كان يغنى ولكن على طريقته.. وكل منهما حقق مكاسبه الخاصة بطريقته.. وكل منهما قرر أن يعاند الزمن ويخلد فى ضمير ووجدان الناس بما منحه الله من موهبة، وحتى عندما أجرت عليهما المقادير عثراتها تجاوزا الألم بما قدماه فى فترات الوهج والتوهج.
ولد الشيخ كشك فى ١٠ مارس ١٩٣٣ فى شبراخيت محافظة البحيرة.
وولد أحمد عدوية فى ٢٦ يونيو ١٩٤٥ فى محافظة المنيا.
اثنا عشر عاما كاملة تفصل بينهما، لكن من يقول إن أعمارنا نحسبها بالسنوات التى نعيشها؟ أو إن اختلاف الأماكن يمكن أن يقود البشر إلى نهايات متباينة؟
الأول بحراوى جاء من أقصى المدينة يسعى.
والثانى صعيدى طحنته الأيام والأحوال.
لكنهما ركبا القاهرة تمامًا، ومنها ركبا العالم العربى كله.
عندما كتب «جيلز كيبل» صاحب كتاب «الفرعون والنبى.. التطرف الدينى فى مصر»، عن الشيخ كشك، كشف ربما دون أن يدرى عن توحش شعبية الشيخ الكفيف، ووضع أمامنا دون أن يدرى أيضا صيغة أولى للتقريب بين الواعظ والمغنى.
نسخة الكتاب التى بين يدى طبعة دار مدبولى بالقاهرة فى العام ١٩٨٨.
قال: «كان حضور الشيخ كشك طاغيا، ففى السنوات الأخيرة من حكم السادات، كان من المستحيل السير فى شوارع القاهرة دون سماع صوته الجهورى، فإذا ارتقيت إحدى سيارات الأجرة الجماعية فستجد السائق يستمع لإحدى خطب الشيخ على جهاز الكاسيت الموجود بالسيارة، وإذا توقفت لتناول عصير الفاكهة على ناصية أحد الشوارع، وبينما ترتشف الشفتان عصير القصب أو المانجو، تنهمر على الأذنين عبارات آخر الخطب التى ألقاها الشيخ، تنبعث من جهاز التسجيل القديم الذى يمتلكه البائع، بين وصلتين، الأولى لكوكب الشرق أم كلثوم، والثانية أغنية مشهورة لأحد المطربين الشعبيين «أغلب الظن أنه أحمد عدوية ولا أحد سواه».. وإذا رجعت إلى منزلك ستسمع صوتا منبعثا من الشارع يطرق أذنيك بلغة القرآن الفصحى، فالبواب الذى يجلس على مقعده ليلا ونهارا يستمع لكشك.
ما كان يحدث فى القاهرة، حدث فى غيرها أيضًا.
يقول جيلز: «إنهم يستمعون لكشك فى القاهرة، وفى الدار البيضاء، وفى حى المغاربة فى مرسيليا».
هل يمكن أن نقول نفس الكلام عن أحمد عدوية؟
بالطبع يمكننا أن نقوله، فقد اخترق عدوية الحدود، وأصبح له مستمعون فى كل مكان، وكما كان هناك مقلدون للشيخ كشك فى العالم كله، وجدنا مطربين عالميين يعيدون أداء أغانى عدوية، وأعتقد أن هذا أمر كان يسعدهما جدا، فلا أمتع من أن تجد نفسك بلسان الآخرين وفى أعينهم.. ليس مهما أن تكون محبوبا أو مكروها، المهم أن تكون موجودا.. ويجحد الواقع والحقيقة من ينكر أن وجودهما كان طاغيا ومستبدا وطاغيا.
لم يكن هذا هو الربط الوحيد الذى تبدى أمامى بين كشك وعدوية.
الشيخ الصاخب نفسه كان قد استحضر سيرة المغنى فى واحدة من مواعظه، ولم يكن الاستحضار سوى وجه من وجوه سخريته.
قال كشك بعاميته: لو عاوز تنجح فى مصر غنى زى الواد أحمد عدوية «السح الدح إمبو».
تحدث الواعظ عن المغنى ساخرا، وكأنه ينعى حظه، يتكلم وكأنه ليس ناجحا، رغم أنه وهو يحط من شأن عدوية كان يحط من شأن نفسه، فهما صنوان، حققا شهرتهما بطريقة واحدة، وحصلا على النجاح من آهات المعجبين وتصفيق الجماهير التى كانت تسعى خلفهما فى كل مكان.
أقدر سخرية كشك من أحمد عدوية، فهو لا يتحدث عن النجاح المعنوى، وإلا كان بذلك يسخر من نفسه، ولكنه فى الغالب كان يسخر من نفسه هو، ولكنه كان ناقما على نجاح عدوية المادى، فقد سبقه بمراحل كثيرة فى تحقيق الثروة، والدخول إلى نادى المليونيرات، بينما ظل الشيخ فقيرا ينعى أحواله، رغم أنه فعل ذلك من باب الرضا الذى كان يبديه بما يليق بصورة واعظ يدعو الناس إلى الزهد.
هنا هو يهاجم ما حصل عليه عدوية من ثروة، يقول كشك فى موعظة أخرى: ولذلك الواد اللى بيغنى الأغنية اللى ملهاش طعم ولا معنى اللى اسمه أحمد عدوية «السح الدح إمبو» جايبين عنه كلمة إنه بيبنى عمارة فى المعادى، قلت سبحان الله أهو ده الكلام اللى بيبنى عمارات ويركب عمارات مرسيدس ولا خنزيرة.. السح الدح إمبو معناها إيه؟ مش عارف، بس هو ده الكلام اللى ينفع.
نقد الشيخ كشك لأحمد عدوية هنا ليس دينيا أبدا، ينطلق من أرضية داعية يرفض ما يقدمه المغنى، ولكنه نقد اجتماعى لطريقة الحصول على الثروة من خلال الغناء، فالشيخ هنا يرفض أن يصبح مطربا مليونيرا أو يبنى عمارة أو يركب مرسيدس، فى إشارة واضحة إلى أن ما يقوله هو الذى يستحق التقدير، لكن هذا لا يحدث.
ورغم أن عدوية لا ذنب له فيما يقوله الشيخ، فهو يقدم للجمهور ما يجيده، والجمهور نفسه الذى قد يكون منه من يسمع كشك، هو الذى يمنح حنجرة المطرب ما يحجبه عن حنجرة الشيخ، ويدفع فى شريط «السح الدح إمبو»، ما يبخل به على شرائط كشك التى كانت تملأ المكتبات وتحتل أرصفة الشوارع هى الأخرى، أى أن المنافسة بينهما كانت على الأرض، ورغم أن كشك كان يرى أنه الأحق بحسم المنافسة لصالحه، إلا أن عدوية هو من فعلها.
كان يمكننى أن أكتفى بهذا الربط الذى قام به كشك بينه وبين عدوية، لكن كان هناك ما وثق العرى بينهما.
وجدت رابطا بينهما فى مكان آخر.
هذه المرة كان فى مقال كتبته الكاتبة المبدعة سناء البيسى.
الأهرام فى ٣ أكتوبر ٢٠٠٩.
والمقال كان بعنوان دال: «كشك شيخ الغلابة».
تقول كاتبة السير الكبيرة والتفاصيل الصغيرة والمنمنمات التى بلا انقطاع: الشيخ عبدالحميد عبدالعزيز كشك – شيخ الغلابة – إمام جامع عين الحياة بحدائق القبة على مدى عشرين عاما، من لا يزال بعد وفاته فى ٦ من ديسمبر ١٩٩٦ حتى الآن نجما فى سماء الكاسيت الدينى ليصفه البعض بأنه «عدوية» الدعوة الإسلامية، مشيرا إلى أنه مجرد ظاهرة صوتية.
لا أنكر أن هذا الربط الذى وجدته هنا وعند آخرين بشكل عابر، كان سببا فى أن تستوطن فكرة الجمع بين أيام الشيخ كشك والمطرب الكبير أحمد عدوية رأسى منذ سنوات طويلة، على غرابة الجمع بينهما وتناقضه.. وربما تنافره أيضا.
كشك ورغم حالة الأسطورية التى تحيط به، رغم وفاته منذ أكثر من ثلاثين عاما، إلا أنه عند المواطن العادى شيخ أزهرى معمم يستحق الاحترام والتقدير.. خطيب مفوه قادر على جذب انتباهك وأسر مشاعرك، وهو الأسر الذى يمكنك معه أن تغفر له كل زلاته، بل قد لا تلتفت إليها، بل ربما لا تهتم بأنه كان واحدا من الذين صبوا نار الفتنة على زيت التطرف، فأشعل الحرائق من حوله، وهو الأمر الذى لا يمكن أن نغفره له أو ننساه، بل من الواجب أن نحاسبه عليه، ونضعه فى الموضع الذى يستحقه.
وعدوية رغم الشهرة العريضة التى حصدها والثروة الطائلة التى جمعها، إلا أنه عند نفس المواطن العادى مجرد مغنواتى، ربما يحظى بالاهتمام لكنه لا يحظى بالاحترام الكافى والتقدير المناسب أبدا.. تعاطف معه كثيرون عندما مر بأزمة صحية جاءت عليه كله، لكنهم لم يغفروا له أنه فرط فى نفسه ولم يصنها بالشكل الذى يتناسب مع موهبته، ولأنه كان مصدر سعادة ومتعة لكثيرين، فقد انتفض جمهوره من أجله عندما طالبه الملحن الكبير حلمى بكر بالتوقف عن الغناء، ولم تكن هذه الانتفاضة لأن عدوية لا يزال ممتعا أو مصدرا للسعادة.. ولكنها كانت وفاء لما كان منه وهو كثير.
لكننى نظرت إليهما من أكثر من زاوية، وهى زوايا مختلفة بعض الشىء.
الزاوية الأولى زاوية المواطن المصرى البسيط الفقير الذى يكاد أن يقف بقدميه على حافة العدم، القادم من بيئة لا تبشر بخير، وإذا به يجد نفسه وقد أصبح نجما شعبيا، ثم تتحول النجومية إلى أسطورة بلا أسباب منطقية.. والأسطورة لا معنى لها إلا سطوة وسلطة تتم ترجمتها إلى ثروة ونفوذ.
كان الشيخ كشك يعتبر أن يد الله رعته ومنحته أكثر مما يستحق، لم ينشغل بالبحث عن أسباب موضوعية لكل هذا الصخب الذى أحاط به، بل ربما لم يستوعب الأثر الذى أحدثه فى العالم الإسلامى كله، لم يكن يملك إلا صوته، وبعضًا من علم حصله من دراسته الأزهرية، وكثيرًا من خفة الروح المصرية التى كانت سببا من أسباب الإقبال عليه، وبعضًا من المظلومية التى كان الادعاء فيها أكثر من الحقيقة.
عدوية كان واضحا مع نفسه جدا، فالطفل الذى عانى من الحرمان صغيرا بما عصره واعتصره، أصبح من أصحاب الملايين، لدرجة أن منطقة المعادى التى كان يسكن فيها أطلق الناس اسمه على ثلاثة شوارع وميدان ومحطة مترو بها، لم يستسلم عدوية لإحساس الغرور الذى كان ينتابه من وقت لآخر، بل كان يحسم الأمر كله بعبارة واحدة: كله من عند ربنا.
أعرف بالطبع أن كل شىء من يد الله، أسلم بذلك تماما وأقر به، تؤكده مشاهد وشواهد كثيرة فى حياتى وحياتكم، وتدعمه مقولات تراثية نرددها دون أن نعرف مصدرها، فيحلو لنا أن ننسبها إلى الله أو الرسول، حتى نمنحها قداسة، أو نجعل منها قانونا إلهيا لا اعتراض عليه ولا نقاش فيه.
هذا مدخل يريح أصحابه.
هؤلاء الذين لا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يجرى على الأرض، فما الذى يعود عليهم من المعرفة.. فحياتهم محصورة بين أسوار ما يتعاملون معه على أنها قوانين تنظم الكون من حولهم.
«دع الملك للمالك».
و«وربك لما يريد».
«وملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب».
الزاوية الثانية زاوية سياسية مجردة، فكشك وعدوية أبناء الهزيمة، ترجمة للنكسة التى لحقت بمصر فى ١٩٦٧، كل منهما لمع نجمه بعدها، وبدأ فى شق طريقه للتأثير على جماهير عريضة، ولأن الهزيمة كانت قاسية، فقد قرر الناس أن يدخلوا بحر التيه الكبير.
حاول مفكرون ودعاة وفنانون كثيرون أن يقفوا فى وجه النكسة، قدموا منتجا ثقافيا راقيا ومتحضرا يقوم على استنهاض الهمم ويعزز خطوط المواجهة الأولى، لكن الجماهير العريضة لم تتماهَ معهم، اتهموهم بأنهم من ضيعوا البلد فى المرة الأولى، وحتما سيضيعونها فى المرة الثانية.
كان لا بد أن يأتى من هو مناسب لمرحلة التيه الكبيرة التى دخلها المصريون، ولم يكن أنسب من الشيخ كشك وأحمد عدوية للظهور على سطح المرحلة التى كانت الفوضى هى الحاكمة فى كل تفاصيلها.
لو وضعت الشيخ كشك على أى مقياس من مقاييس أداء الدعاة ستجد أنه لا يصلح بأى حال من الأحوال لأن يكون داعية، رجل منحاز وعصبى وجعجاع ومبتز لمشاعر جمهوره وغير مرتب فى أفكاره، يخاطب مشاعر مستمعيه لا عقولهم، هؤلاء الذين كانوا يخرجون من خطبه وهم معجبون به، بصرف النظر عن أى استفادة يمكن أن يحصدوها من وراء ما قاله وصرخ به.
ولو أخضعت عدوية لمعيار واحد من معايير الفنان الذى يجب أن تكون كلمته من أجل الارتقاء بالناس، حسا وشعورا ووجدانا وعقلا، فلن ينجح فى الاختبار على الإطلاق، فهو الآخر- رغم الإعجاب الشديد به- ليس إلا انعكاسا لواقع محبط ومترهل وعشوائى وعاجز وفاشل ومهزوم.. لم يكن يغنى عدوية للناس بل كان فى الغالب يغنى عليهم.
الزاوية الثالثة زاوية الناس، أنا وأنت ومن هم غيرنا، هؤلاء الذين يمنحون المجد بلا سبب، ويحجبونه بلا مبرر منطقى أيضا.. لا يمكن أن أنكر على عدوية وكشك عبقريتهما، لكن دون اهتمام الناس بهما ما كان لهما وجود من الأساس.. ولذلك يلزمنا البحث عنهما بحثًا آخر لدى من جعلوا منهما أسطورة.
قد تكون لديك زوايا أخرى تعتقد أننى أغفلتها، لكن عندما ستخوض معى بحار الرجلين المتلاطمة، ستتأكد أن عالمهما أكثر ثراء وصخبا مما تتوقع، وقد تكون لديك تفسيرات مسبقة لما أصبحا عليه، وهى تفسيرات لن أصادرها منك حتى تسمع منى فقط.
أنا فقط لا ترضينى التفسيرات الجاهزة، لأنها فى الغالب عاجزة تركب جناح الاستسهال والصورة النمطية الجاهزة، وربما يكون هذا سبب البحث عما جرى لكشك وعدوية وما جرى عليهما، باعتبار كل منهما ظاهرة ملأت الدنيا وشغلت الناس، وتجاوز تأثيرها حدود المكان والزمان، فالنجمان برقا فى السماء مع مطلع السبعينات، ولا يزالان يلمعان رغم تعاقب أجيال الدعاة والمطربين.
يبقى أن أقول لك.. دع عنك الاستعداد للدفاع عنهما إذا وجدت تجاوزا فى حقهما، فما لهذا سعيت، اجتهادى الأساسى سيكون فى محاولة إثبات الحقيقة، التى يمكن أن تكون مرة وموجعة جدا للدرجة التى تعتبرها هجوما عليهما أو تجاوزا فى حقهما، رغم أن ما سأقوله ليس إلا الحقيقة، أو بمعنى أدق ما أعتقد أنه حقيقة.
ومن هنا تحديدا نبدأ.