رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا فشل رمضان صبحى فى الدورى الإنجليزى؟

رمضان صبحى
رمضان صبحى

عندما رحل رمضان صبحى إلى ستوك سيتى الإنجليزى، قبل عامين، توقع الجميع أننا بصدد تجربة، سيقف تاريخ كرة القدم المصرية طويلا أمام نجاحها، فالموهبة التى تفجرت فى عامها الـ١٨ فقط، عرفت الطريق إلى أقوى دورى فى العالم مبكرًا، ومن أقصر الطرق.
«أمهر من صلاح، وأكثر موهبة» هكذا قالت الأغلبية، آنذاك، ورجحت أن يغزو «رمضان» بمراوغاته وذكائه قلوب الإنجليز، وأن ستوك لن يكون سوى مجرد محطة، ينتقل بعدها إلى ما هو أعلى وأفضل، ما يجعله يتخطى «ميدو» و«صلاح».
أما الآن، وبعد عامين، تحولت الرؤى، وتبدلت المواقف، وصار «صبحى» بعين الأغلبية إما فاشلا، لهث وراء الأموال، أو مجرد «فقاعة» إعلامية.
الحقيقة، رمضان صبحى، الشاب الذى احترف قبل إتمام عامه الـ٢٠ فى أقوى دوريات العالم، لم يكن ذلك اللاعب صاحب الموهبة المارادونية، التى أشاعها المريدون، ولا ذلك الفاشل، الذى تُصب عليه كل الاتهامات مؤخرًا.
اللاعب الذى شارك فى ٤٨ مباراة مع فريقه الإنجليزى خلال عامين، ٧٠٪ منها كبديل، كان ضحية سمسار، اختار المال قبل أن يُضىء المستقبل لموكله، بحث عن العمولة قبل أن ينقب عن فرصة مشاركته واستمراره فى الملاعب.
عندما انتقل «صبحى» إلى ستوك سيتى، كان أبرز لاعبى الفريق ونجمه هو النمساوى أرناتوفيتش، الشاب الذى كان فى مطلع العشرينات ويمتلك قدرات وسرعات تجعله يفوق لاعبنا المصرى بكثير، هل عرف وكيل رمضان وقتها ماذا سيكون مصيره فى وجود النمساوى، هل كان يعلم أن الفريق يضم فى مركز الأجنحة أيضًا كلًا من، شاكيرى، اللاعب السويسرى الذى يعرفه الجميع، ومن المحال أن يجلس بديلًا للاعب شاب تحت العشرين، هل ذكر له وقتها أن موتينج الجناح الألمانى الرائع مُتاح هناك؟
بكل تأكيد لم يبحث وكيل رمضان ولو مرة وحيدة عن فرص مشاركته وتطوره، على يد مدرب، معروف بأنه لا يُجيد تطوير الشُبان.
على رمضان ألا يعاند بالبقاء فى الدورى الإنجليزى، وألا يخضع لانتهازية السماسرة، وعليه أن يعرف أنهم ليسوا وكلاء، الوكيل يدرس ويخطط ويحدد الأهداف، وطرق تحقيقها، وهؤلاء مؤهلون علميًا وأكاديميًا، بينما من يقودون رمضان سماسرة أموال، لا علاقة لهم بالإدارة من قريب أو بعيد.
يجب عليه أن يؤمن تمامًا بأن اللاعب فى سنه يحتاج إلى المشاركة، ولو مع فريق متواضع وبدورى أقل، هذا خير من البقاء مع البطل بديلًا، فى هذه السن بالتحديد يحتاج الشاب للتطور، لاكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، ولتنمية القدرات، وهذا يحدث بالمشاركة المستمرة، لا بالجلوس على دكة البدلاء، لذلك لو استمر «صبحى» فى الأهلى، على أقل تقدير، طوال العامين الماضيين، لكان حاله أفضل كثيرًا مما هو عليه الآن.