رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول "رباط مقدّس" خارج الكنيسة.. الزواج المدني بين الرفض والقبول

جريدة الدستور

انتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خبر عن زواج مواطنين مصريين من حاملي الديانة المسيحية، عن طريق الزواج المدني، بعيدا عن الكنيسة وقوانينها، ممّا أثار الجدل بين الأوساط الثقافية التي رحّبت بهذه الخطوة الجريئة، فيما لاقت الفكرة رفض عدد من المسيحيين الذين أكّدوا ضرورة مباركة الزواج داخل الكنيسة.

وكتب أيمن عطية، محامى الزوجين، عبر صفحته بـ"فيس بوك"، منشورا بعنوان "قطار الأحوال الشخصية ينطلق غدا ولن يوقفه أحد"، يتحدث فيه عن تفاصيل هذا الزواج قائلا: "غدا يوم غير عادي في مصير ضحايا القوانين المستبدة الخاصة بالمسيحيين. عماد شاب ثلاثيني له تجربة سيئة مع زوجة سابقة انتهت بالطلاق بحكم قضائي بعد ضياع خمس سنوات من أغلي سنين العمر، ما بين الدولة والكنيسة حتي حصوله علي حكم الطلاق.. بسمة بنت بميت ألف راجل رغم أنها لم يسبق لها الزواج اختارت عماد بعد قصة حب حقيقية، بعد أن رأت فيه القلب الطيب والعطف الحقيقي والإنسان الصادق، وهو كذلك بحق، وبعد أن اتفقا علي الزواج اصطدما بالاستبداد الديني والاجتماعي الذي لا يمنح المسيحي سوي فرصة واحدة فقط للحياة، ولا يقدر أي ظروف أخري مهما بلغت قسوتها.. عماد وبسمة ضربا بكل هذه القيود والاستبداد الديني والاجتماعي عرض الحائط، وسيعلنان غدا أمام المجتمع أن للاستبداد قوانينه، وللإنسانية قوانينها.. لكم ناموسكم ولنا إنسانيتنا وحبنا.. عماد وبسمة زواجهما غدا. غدا أول حفل زواج مدني حقيقي بين رجل وامرأة مسيحيين، بعيدا عن الكنيسة وتحكماتها.. غدا دعوة لإعادة الزواج إلي طبيعته الأولي من كونه نظامًا اجتماعيًا ضمن أبسط حقوق البشر المحروم منها آلاف المسيحيين.. غدا بعد آخر لمسيرة قضية الأحوال الشخصية للأقباط بمصر. إشهار حقيقي وإيجاب وقبول حقيقيان دون إحراج من المجتمع، أو خوف من سلطة دينية.. غدا سينطلق قطار الأحوال الشخصية تاركا خلفه المستبدين والمتسلطين وسارقي الأعمار والسنين.. عماد وبسمة يعلنان غدا أنهما سيستعيدان حياتهما المسلوبة رغم أنف الجميع.. تحية واجبة من عمق القلب لبسمة باسل وعماد نادي، وأتمني لكما حياة عظيمة كقراركما هذا".

وقال الدكتور القس إكرام لمعي، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الإنجيلية بمصر، في تصريح سابق لـ"الدستور"، إن الكنيسة ترفض الزواج المدني لأنها تفضّل الزواج الكنسي تحت مظلّتها، حيث تعتبره الزواج الشرعي"، مضيفا "أن المطلقين من المسيحيين ليس لهم سبيل آخر للزواج غير المدني، وهو قانونى لأنه يتمّ توثيقه بالشهر العقارى، ومعترف به من قبل الدولة".

فيما جاءت آراء مؤيّدة للقرار، حيث قال أحد النشطاء على "فيس بوك": "أرجو مستقبلا أن تبارك الكنيسة الزواج المدني وتحتضن رعاياها بكل محبة"، لكن هناك من اعتبره "بُعدا عن الدين".

وطبقا لموقع السفارة الأمريكية بالقاهرة، فإن الأجانب يتزوجون مدنيّا، دون أي عوائق.