رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة ظهور العذراء في كنيستها بالزيتون

جريدة الدستور

كان الحدث هو الأبرز فى مصر وقتها، بل إن البعض اعتبره أكبر من مجرد حدث، إنه "رسالة من السماء"، فتلك "الفتاة النورانية" التى ظن عمال جراج هيئة النقل العام، أنها "يائسة وتوشك على الانتحار" من فوق قبة كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، كانت هى "يد الرب" التى تربت على الجميع، وتقول إن الله يقف مع مصر بعد نكسة يونيو ١٩٦٧.

وعن ظهورات السيدة العذراء في مصر، فقد ظهرت فوق قباب كنيستها بشارع طومان باي بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة.

وقال المؤرخ الكنسي المعاصر عزت أندراوس: إنه "في مساء يوم الثلاثاء الثاني من شهر إبريل سنة 1968 لميلاد المسيح، وفى عهد البابا كيرلس السادس والسادس عشر من باباوات الإسكندرية، بدأت مريم العذراء تتجلى فى مناظر روحانية نورانية فى وعلى قباب الكنيسة المدشنة باسمها الطاهر فى حدائق الزيتون من ضواحي مدينة القاهرة".

وقد توالى هذا التجلي فى ليال متعاقبة بصورة لم يعرف لها نظير فى الشرق أو فى الغرب، وطال هذا التجلي فى بعض الليالي إلى بضع ساعات دون توقف أمام عشرات الألوف من البشر من جميع الأجناس والأديان، والكل رآها بعيونهم، وكانوا يشيرون إليها ويستشفعون بها فى ترتيل وابتهال ودموع وتهليل وصلاة، وهى تنظر إلى الجماهير نظرة حانية، وترفع أحيانا كلتا يديها لتباركهم من جميع الاتجاهات.

وأول من لاحظ هذا التجلي هم عمال مؤسسة النقل العام بشارع طومان باى الذي تطل عليه الكنيسة، وكان الوقت مساء، فرأى الخفير عبد العزيز على، المكلف بحراسة الجراج ليلا، جسما نورانيا متألقا فوق القبة، فأخذ يصيح بصوت عال: "نور فوق القبة"، ونادى عمال الجراج، فأقبلوا جميعا وشهدوا بأنهم أبصروا نورا وهاجا فوق القبة الكبرى للكنيسة، وحدقوا النظر فرأوا فتاة متشحة بثياب بيضاء جاثية فوق القبة بجوار الصليب الذي يعلوها.

ولما كان جدار القبة مستديرا وشديد الانحدار، فقد تسمرت أقدامهم وهم يرقبون مصير الفتاة. ومضت لحظات شاهدوا بعدها الفتاة الجاثية وقد وقفت فوق القبة، فارتفعت صيحاتهم إليها مخافة أن تسقط، وظنها بعضهم يائسة تعتزم الانتحار فصرخوا لنجدتها، وأبلغ بعضهم شرطة النجدة، فجاء رجالها على عجل وتجمع المارة من الرجال والنساء، فأخذ منظر الفتاة يزداد وضوحا ويشتد ضياء.

وظهرت الصورة واضحة لفتاة جميلة فى غلالة من النور الأبيض السماوي تتشح برداء أبيض وتمسك فى يدها بعض أغصان شجر الزيتون، وفجأة طار سرب الحمام الأبيض الناصع البياض فوق رأسها، وحينئذ أدركوا أن هذا المنظر روحاني سماوي.

ولكي يقطعوا الشك باليقين سلطوا أضواء كاشفة على الصورة النورانية فازدادت تألقا ووضوحا، ثم عمدوا إلى تحطيم المصابيح الكهربائية القائمة بالشارع والقريبة من الكنيسة فلم تختف الصورة النورانية، فأطفأوا المنطقة كلها، فبدت الفتاة فى ضيائها السماوي وثوبها النوراني أكثر وضوحا، وأخذت تتحرك فى داخل دائرة من النور يشع من جسمها إلى جميع الجهات المحيطة بها.

عندئذ أيقن الجميع بأن الفتاة التى أمامهم هى دون شك مريم العذراء، فعلا التصفيق والصياح والتهليل حتى شق عنان السماء "هى العذراء.. هى أم النور"، ثم انطلقت الجموع تنشد وترتل وتصلى طوال الليل حتى صباح اليوم التالي.

ومنذ هذه الليلة والعذراء الطاهرة تتجلى فى مناظر روحانية مختلفة أمام الألوف وعشرات الألوف من الناس مصريين وأجانب، مسيحيين وغير مسيحيين، رجال وسيدات وأطفال، ويسبق ظهورها ويصحبه تحركات لأجسام روحانية تشق سماء الكنيسة بصور مثيرة جميلة ترفع الإنسان الطبيعي فوق مستوى المادة وتحلق به عاليا فى جو من الصفاء الروحي.

وقد اعترف المجمع المقدس بذلك الظهور، كما نشرت عنه الصحف القومية، وأبرزها صحيفة الأهرام المصرية.