رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صناعة الأمل فى جامعة طنطا


صناعة الأمل وزراعته فى مؤسساتنا المختلفة، هى «الفريضة الواجبة» على كل من يتولى أمور هذه المؤسسات.. فالفترات السابقة حولت الكثير من مؤسساتنا إلى جزر منعزلة عن بعضها البعض، وبالتالى عن مجتمعها المحيط، وشهدت المرحلة الحالية بزوغ شخصيات فى عدد من مؤسسات الدولة تعمل على زراعة الأمل فى ظل توجّه الدولة لإعلاء قيم «الشفافية» و«النزاهة»، وأصبح إتقان العمل هو معيار الترقى بعيدًا عما كان سائدًا فى مراحل سابقة.
من بين هذه الشخصيات التى تزرع الأمل فى مؤسساتنا الوطنية الدكتور «مجدى سبع»، رئيس جامعة طنطا، الذى التقيته الأسبوع الماضى فى يوم عمل مزدحم للرجل، الذى يبدأ عمله فى تمام الساعة الثامنة صباحًا- حتى فى أيام الجمعة والعطلات الرسمية- ويواصل العمل بين مكتبه وكليات الجامعة حتى العاشرة مساء أو منتصف الليل، وكل هدفه النهوض بالجامعة.
الدكتور «مجدى سبع»، أستاذ فى الطب وجرّاح ماهر استغل موهبته فى «الجراحة» فى علاج «قضايا جامعة طنطا»، فبدأ بحل المشكلات التى يعانيها «المستشفى التعليمى» بطرق غير تقليدية ساعدت فى خروج المستشفى من العثرات التى كانت تؤثر بالسلب فى جودة الخدمات الطبية المقدمة، وعلى الرغم مما تحقق فى المستشفى من تقدم إيجابى خلال الأيام الماضية، فإن الدكتور «سبع» يطمح إلى المزيد من خلال تطوير العمل بالمستشفيات الجامعية المختلفة التى يذهب إليها فى جولات مفاجئة باستمرار؛ لمتابعة سير العمل بها بهدف القضاء على أى سلبيات قد تظهر عند تقديم الخدمة الطبية للمواطنين.. كما اتخذ قرارًا جريئًا بإحالة كل ما يتعلق بمستشفى جراحة المخ والأعصاب للنيابة العامة لاتخاذ قرار بشأنه، وبما يحافظ على المال العام.
وما إن جاء إلى منصبه الجديد كرئيس لجامعة طنطا، منذ ما يزيد على ٨٠ يومًا، أطلق مبادرة تقوم على لم شمل الجامعة، أو كما يفضل أن يسميها «أسرة الجامعة»، متبنيًا فكر «العمل الجماعى»، وفى نفس الوقت لم يغفل «شئون طلاب الجامعة»، فاختار عددًا من العاملين بمكتبه للقيام بمهمة تفقّد أحوال الطلاب بطريقة مبتكرة، وآمل أن يقوم وزير التعليم العالى، الدكتور «خالد عبدالغفار»، بتعميمها فى الجامعات المختلفة، وهذه الطريقة تقوم على تفقّد مجموعة من مكتب رئيس الجامعة- دون الإعلان عن هوياتهم- أوضاع المجتمع الجامعى يوميًا وتضمينها فى تقرير يومى يُبرز الإيجابيات لتنميتها والبناء عليها، ويُظهر السلبيات لمواجهتها والقضاء عليها، وكذلك يقوم «أسعد الشيخة»، المدير بمكتب رئيس الجامعة، بالمرور اليومى على مطابخ «التغذية الجامعية» لضمان جودة الأغذية التى تقدم للطلاب.
كما وضع الدكتور «سبع» تصورًا جديدًا فيما يخص الإنشاءات الخاصة بالجامعة، وبما يضمن جودة المنشآت من الناحية الهندسية والفنية، ومن ناحية الحفاظ على المال العام. وجاء هذا التصور بعد أن اكتشف خلال جولة له بالحرم الجامعى وجود شروخ فى مبنى جديد بكلية الصيدلة رغم أنه لم يمر على إنشائه أكثر من ٥ سنوات.. فقرر الدكتور «سبع» أن يفتح هذا الملف، وقام بتشكيل لجنة هندسية لفحص عينة من المبنى أكدت وجود أملاح الكبريتات وأملاح أخرى تضر بحديد التسليح المستخدم بالمبنى، فأحال على الفور ٤ من أعضاء هيئة التدريس إلى التحقيق، من بينهم المستشار الهندسى الذى تسلّم المبنى ووضع قواعد جديدة للحفاظ على المنشآت والمال العام.. ومن الأمور التى تدعو للسعادة ما أنجزه أحد طلاب جامعة طنطا من ابتكار سيارة تسير لمسافة ١٤٠ كيلومترًا بلتر بنزين فقط، وهو ابتكار ستعلن عنه الجامعة خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى إنجازات أخرى تم الانتهاء منها وسيتم الإعلان عنها تباعًا.
وفى النهاية، أدعو أجهزة الدولة لدعم الشخصيات التى تزرع الأمل فى مؤسساتنا المختلفة.. والشىء بالشىء يذكر.. أدعو الدكتور «خالد عبدالغفار» للإسراع فى إجراءات تعيين نواب لرئيس جامعة طنطا لأنه حتى الآن لا يوجد نواب لرئيس الجامعة، وكذلك هناك ٧ عمداء بكليات الجامعة لم يتم تعيينهم حتى الآن.