رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبيل «قمة بيونج يانج».. هل يقدم كيم فروض الطاعة لواشنطن؟

بيونج يانج
بيونج يانج

«انفراجة مبهة» يترقبها العالم إزاء القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية المقرر عقدها في مايو أو أوائل يونيو المقبل، لاسيما عقب إعلان بيونج يانج وقف التجارب النووية.

وتسبق القمة الأمريكة – الكورية المرتقبة، قمة أخرى مقررة بين الكوريتين آواخر الأسبوع الجاري، حيث قال مسئولون في المكتب الرئاسي بكوريا الجنوبية، الثلاثاء، إنه تم ترتيب الاجراءات النهائية للقمة المرتقبة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - أون مع وضع اللمسات الأخيرة الجارية الآن.

كان وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس، أعرب عن تفائله بأن المحادثات مع كوريا الشمالية ستكون مثمرة وذلك بعد أيام من قول بيونج يانج إنها ستعلق تجاربها النووية والصاروخية وستغلق موقع الاختبارات النووية.

كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن نزع السلاح النووى يعتبر الهدف النهائى لأى مفاوضات يجريها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع كوريا الشمالية.

وأكدت المتحدثة أن واشنطن ستواصل الضغوط على كوريا الشمالية، حيث يتعين عليها اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة على طريق نزع السلاح النووي، مشيرة إلى أنها لا ترغب فى استباق المفاوضات التى من المنتظر أن يجريها ترامب مع كوريا الشمالية.

وستكون القمة المرتقبة هي المرة الأولى، على الأقل منذ نهاية الحرب الكورية 1950 التي يطأ فيها زعيم كوري شمالي أرض كوريا الجنوبية.

ومن المقرر أن يلتقي كيم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أو أوائل يونيو في أول قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

التقى المبعوث النووي الكوري الجنوبي لي دو- هون، الثلاثاء، مع القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ سوزان ثورنتون في مقر وزارة الخارجية بسيئول.

وقال لي إن 3 أيام فقط تبقت على القمة المقررة بين الكوريتين، مؤكدًا على أن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة لوضع الأساس لنزع السلاح النووي في كوريا الشمالية.

وأوضحت سورنتون أن زيارتها إلى كوريا الجنوبية تأتي في إطار التنسيق الوثيق بين الحكومتين الكورية الجنوبية والأمريكية والمجتمع الدولية، وعبرت عن رغبتها في تحقيق كوريا الجنوبية إنجازًا كبيرًا، وإنجاح القمة بين الكوريتين.

ذكرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أن سيئول وواشنطن تنظران للقمتين بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة باعتبارهما فرصة غير مسبوقة لنزع السلاح النووي وإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية، وفي هذا الصدد اتفقتا على تعزيز التواصل والتعاون بينهما لإنجاح القمتين.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن أمله في الاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لمناقشة سبل تطبيع العلاقات بين البلدين، بينما طلب من الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن المساعدة في حل قضية المواطنين اليابانيين المختطفين بواسطة الدولة الشيوعية.

وفي محادثة هاتفية مع الرئيس مون، رحب الزعيم الياباني أيضا بقمة مون المرتقبة مع كيم، واصفا إياها بأنها فرصة نادرة ليس فقط لنزع الأسلحة النووية فى كوريا الشمالية ولكن أيضا لتحسين علاقات بلاده مع بيونج يانج.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، إنه من الواضح أنه تم تطويع كوريا الشمالية لضرورة عقد اجتماع مع واشنطن، إلا أن السؤال المطروح الآن هو مدى استعداد بيونج يانج للتخلي فعليًا عن برنامجها النووي.

وأضاف غباشي، لـ"الدستور"، أن هناك توجس من جانب الصين وروسيا إزاء الاجتماع المقرر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن الاجتماع سيكون أخطر من القمة المرتقبة بين بيونج يانج وسيؤول.

وأوضح، غباشي أن القمة في حد ذاتها تعطي انفراجة في العلاقات بين البلدين، إلا أن شكل هذه الانفراجة والأسس القائمة عليها لا يزال مبهمًا، لاسيما أن كوريا الشمالية تناوئ السياسية الخارجية الأمريكية، مؤكدًا أنه لا يمكن الجزم بأن هذه القمة سوف تنهي الأزمة.