رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير أحمد حجاج للصحفيين الأفارقة: مهمتكم نشر الوعي في القارة

جريدة الدستور

التقى السفير أحمد حجاج، مستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة، مساعد الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم الإفريقية، الإثنين، بوفد الصحفيين الأفارقة المشارك بالدورة التدريبية الـ51 للصحفيين الشبان الأفارقة بمقر مركز التدريب والدراسات الإعلامية بماسبيرو في حلقة نقاشية بعنوان إفريقيا والتحديات الحالية.

يأتي ذلك في إطار البرنامج التدريبي المعد من قبل اتحاد الصحفيين الإفريقيين، بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

تحدث حجاج مع الصحفيين الأفارقة عن التكامل في إفريقيا وأهم التحديات التي تواجه القارة السمراء متطرقًا لمشكلة الصراعات الإفريقية التي تعوق خطط التنمية كالصراعات التي حدثت في بوروندي ورواندا والصراعات التي تشهدها حاليًا ليبيا ونيجيريا وجنوب السودان، مؤكدًا لهم أن تلك الصراعات أدت لتدمير مدن كانت بمثابة تحف تاريخية للعالم كله.

وأشار مساعد الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم الإفريقي، خلال حديثه مع الصحفيين الأفارقة، لما قدمه الرئيس معمر القذافي من مجهودات للقارة الإفريقية، فكان له العديد من المشروعات التي تعطلت بسبب ما حدث في ليبيا.

ولفت في حديثه إلى ضرورة أن يعمل الأفارقة ككتلة واحدة، فهذا كان حلم منظمة الوحدة الإفريقية حينما أنشئت عام 1957 بأديس أبابا رافعة شعار إفريقيا موحدة خالصة من الاستعمار، خاصة بعدما حدث في الاتحاد الأوروبي كنموذج يحتذى به بإفريقيا من عملة موحدة وإزالة الحواجز الجمركية.

كما تطرق حجاج للحديث عن التدخلات الخارجية بإفريقيا، مؤكدًا أن هذا ليس بجديد عن القارة السمراء منذ أيام الحرب الباردة، مشيرًا إلى الدور الصيني الخطير المتوغل بإفريقيا، حيث أصبحت الصين تسيطر على التجارة والاستثمارات ورؤوس الأموال، وعلينا أن نقف ضد ذلك التغلغل، كما تحدث عن مشروع ربط الكاميرون التي تقع غرب إفريقيا بقناة السويس بشرق القارة، موضحًا لهم ما يحققه ذلك المشروع من تسهيل للانتقالات وفتح آفاق جديدة للتجارة والاستثمار.

وتناقش الصحفيون الأفارقة مع السفير أحمد حجاج في غياب معرفة الأفارقة ببعضهم البعض، كما تطرقوا لمشكلة التباعد الثقافي بين الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية والأخرى الناطقة بالفرنسية. وتحدث البعض منهم عن بعض زعماء الدول الإفريقية، مشيرين إلى أن كثيرًا منهم يعملون من أجل مصلحتهم الشخصية، وأكد لهم السفير "أحمد حجاج" أن اللغة ليست عائقا أمام التكامل الإفريقي والدليل على ذلك الاتحاد الأوروبي. كما أن الزعماء تصنعهم الشعوب فإن لم يعجبك زعيم فلا تصوت له مرة أخرى، أما عن معرفة الأفارقة بعضهم البعض فأكد لهم أن تلك مهمة المترجمين والصحفيين والإعلاميين الأفارقة؛ لتعريف الشعوب الإفريقية ببعضها البعض من أجل وعي إفريقي متكامل.

وأكد حجاج ضرورة أن تضع الحكومات الإفريقية الأفضلية للأفارقة الآخرين في المشروعات والتبادل التجاري، موصيا الحكومات الإفريقية بضرورة تنفيذ اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة في كل القارة من أجل تنشيط التبادل والتكامل التجاري بين شتى الدول الإفريقية، كما أوصى الصحفيين الأفارقة بضرورة الاهتمام بتعريف الشعوب بثقافات الدول الإفريقية المختلفة وأهمية التعاون الثقافي في إفريقيا من أجل نهضة وتقدم القارة السمراء، وعلى الصحفيين الأفارقة أن لا يملوا من الكتابة في هذا الموضوع.

حضر الحلقة النقاشية الدكتورة سامية عباس، أمين عام اتحاد الصحفيين الإفريقيين، وماهر عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة راديو النيل، وشعيبو عثمان، أمين عام اتحاد الصحفيين في نيجيريا، وقام بأعمال الترجمة الفورية باللغة الفرنسية خلال تلك الحلقة النقاشية الدكتور كمال جادالله، عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والترجمة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.